الهدنة السورية تبدأ وسط شكوك وتصعيد عسكري
الهدنة السورية تبدأ وسط شكوك وتصعيد عسكريالهدنة السورية تبدأ وسط شكوك وتصعيد عسكري

الهدنة السورية تبدأ وسط شكوك وتصعيد عسكري

بدأ تطبيق الهدنة السورية، اليوم الجمعة، وسط شكوك حول إمكانية استمرارها، خصوصاً في ظل التصعيد العسكري على الأرض، وتحذيرات من أن فشلها يُخرج البلاد عن السيطرة، ويهدد بتحويل مسار الأزمة برمتها.

واتفقت قوى كبرى، الأسبوع الماضي، في ميونخ، على وقف لإطلاق النار في سوريا. وعقد مسؤولون عسكريون من الولايات المتحدة وروسيا، محادثات في جنيف، الجمعة، لتضييق الهوة بين مواقف البلدين، قبل أن يرأسا اجتماعاً للأمم المتحدة حول سوريا.

ويشكك سياسيون بإمكانية تطبيق الهدنة، في ظل تصعيد عسكري على الأرض، واستمرار القصف الجوي الروسي، ناهيك عن حديث متصاعد بشأن احتمال تدخل بري بمشاركة السعودية وتركيا.

لكنهم شددوا على أنه "بالرغم من العيوب الكثيرة التي تشوب الهدنة، فإنه من الحيوي عدم السماح بانهيارها، بل وباعتمادها كمدماك أساس نحو بناء أكثر تماسكاً، سيما وقد أدرك قادة الغرب متأخرين حجم مخاطر الحرب السورية، التي شكلت اختباراً مفصلياً للمجتمع الدولي".

ويرى تشارلز ليستر، من معهد أبحاث الشرق الأوسط، إن "سوريا تخرج عن السيطرة. الموقف في شمال سوريا قد يؤدي إلى تحويل مسار الأزمة السورية برمتها".

ويقول سياسي أوروبي مُقراً بالشكوك حول تطبيق الهدنة المقترحة: "جعل روسيا تدفع الثمن الباهظ، هو المفتاح لهذا، لكن من الصعب أن نقول كيف يمكننا فعل ذلك"، مضيفاً "هذا ليس وقفاً لإطلاق النار، ليس واضحاً ما هو حقاً".

من جانبه، يقول السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك، إن "الولايات المتحدة تراقب عن كثب وقف إطلاق النار ومن سيلتزم به، كما ستكون جاهزة للاستجابة في حالة الضرورة".

"التريث" الأمريكي يغضب الحلفاء

وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث في السعودية وتركيا، عن إمكانية تدخل بري في سوريا في حالة فشل الهدنة، تسعى أميركا للتريث في الموافقة على دعوة حلفائها بشأن العمل العسكري.

وبالرغم من الغضب التركي السعودي حيال ما تراه أنقرة والرياض "فشلاً" للولايات المتحدة في اتخاذ موقف "أكثر قوة" ضد حملة روسيا الداعمة للنظام السوري، تتجنب الدولتان التصرف خارج إطار التحالف الدولي.

ويقول مراقبون إن "إدارة الرئيس باراك أوباما والقوى الغربية الأخرى، تشعر بالقلق حيال حدوث تدخل عسكري مباشر من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع، وإلى صدام خطير مع روسيا".

وأًضافوا أنه "من غير المُرجح أن تتدخل تركيا مُباشرة دون موافقة الولايات المُتحدة، كما أن السعودية قلقة من أن تخسر على نحو سريع تأثيرها على الحرب السورية، وكذلك نطاق تأثيرها على أي محادثات سلام لاحقة، وأيضاً من نفوذ عدوها الإقليمي اللدود، إيران، والذي يتنامى يوماً بعد يوم".

وأشاروا إلى أن "السعودية تنظر في خيار إجراء عمليات في الجنوب الغربي السوري، على مقربة من الحدود الأردنية، بدلاً من الشمال السوري المُتنازَع عليه على نحو أكبر، وقد تشارك القوات الأردنية أيضاً في هذا".

وبحسب مسؤولين سعوديين، فإن الأردن اقترح نشر قوات خاصة بالقرب من معبر "التنف" الحدودي، العام الماضي. وقال زعماء للقبائل السورية إن السعوديين أجروا بالفعل بعثات استطلاعية في المنطقة.

وتشهد السعودية حالياً، مناورات عسكرية غير مسبوقة تضم 20 دولة أخرى، بما فيها دول الخليج العربي، والسودان، ومصر، والمغرب، والأردن، ونيجيريا، وباكستان، وماليزيا.

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية، إنها تعتزم الدعوة لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، لبحث تصريحات الحكومة التركية بشأن عملية برية محتملة في سوريا.

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت، أن "روسيا تعتزم طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي تطالب فيه بوقف التحركات التي تقوض سيادة سوريا"، على حد وصفها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com