وزير ليبي: حذرنا تونس من تغاضيها عن إقامة داعش إمارة في صبراتة

اعتبر عريش سعيد، رئيس هيئة الإعلام الخارجي اللّيبية، في حكومة طبرق، (وزير الإعلام)، أنّ تونس "المطبخ السياسي" لليبيا، مشيراً إلى أنها "تحمل العديد من سمات العاصمة طرابلس وبها السفارات والمنظمات الدولية، التي كانت موجودة بليبيا والمعنية بالشأن الليبي، وما يُذكر في الصخيرات المغربية، يُطبخ هنا في تونس، وبالتالي فتونس مهمة جدا لنزع فتيل التوتر وفتح آفاق جديدة للتعاون، وأيضا للاستفادة من خبراتها في تطوير الإعلام الليبي".

 "داعش" وصبراتة

وأكد الوزير الليبي، ما ذهب إليه المسؤولون التونسيون، من أن داعش على بعد 70 كلم من الحدود التونسية، مشيراً إلى وجود قادة لتنظيم "داعش" بمدينة صبراتة، ومنذ فترة طويلة، وتمّ إعلام القيادة السياسية في تونس بذلك، وهي الآن تتشكل لإقامة إمارة في صبراتة، وإذا تمّ ذلك، فستكون تونس قريبة منهم يأتونها عن طريق البحر، ولذلك فإنّ حكومة طبرق دائماً تحذّر الإخوة في تونس من ذلك".

أما بخصوص موقف تونس من طرفي النزاع في ليبيا، قال الوزير الليبي عريش سعيد: "لقد أعلنت تونس موقفها، وهي أنها تقف على مسافة واحدة من الطرفين، وننن نقدر ذلك ونجد لها العذر، ليس لأننا راضون تماماً، ولكن لأننا نحاول أن نجد الطريق لشراكة بين الليبيين ونبحث عن مواطن الاتفاق".

التوتر الإعلامي

وقال عريّش، في مقابلة مع صحيفة "التونسية"، إنّه جاء إلى تونس من أجل "نزع فتيل التوتر الإعلامي الأخير، حيث حدث تراشق بالتصريحات الخاطئة بين الطرفين، وتمّ الرد عليها كذلك بطريقة خاطئة، وهو ما انعكس سلبياً على العلاقة السياسية مع تونس".

وكان رئيس هيئة الإعلام الخارجي اللّيبية، السابق، عمر القويري، وراء عديد التصريحات، التي خلقت فجوة في العلاقات التونسية الليبية، برغم الردّ القوي من حكومة طبرق على وزير إعلامها.

شراكة إستراتيجية

وأكد وزير الإعلام والثقافة الليبي، "سعي حكومة السيد عبد الله الثني، لإقامة شراكة إستراتيجية ومشاريع التعاون بين تونس وليبيا"، مؤكداً رفضه "التصريحات الاستفزازية التي يمكن أن تسيء إلى مصالح الشعبين".

وكشف الوزير الليبي، عن إعداد "خطة متكاملة الأطراف"، حيث تم اقتراح إعداد مؤتمر للإعلام، تشارك فيه الخبرات التونسية والليبية، وتشرف عليه هيئة الإعلام الليبي، وذلك لوضع أساسيات التعاون وكيفية الاستفادة من الخبرة التونسية، وكيفية دعم الإعلام في تونس وليبيا.

وتحدث الوزير الليبي، عن "وحدة المغرب العربي"، مؤكداً أنّ "العقبات كالإرهاب والأزمات الاقتصادية ستكون الدافع الحقيقي لتوحيد المغرب العربي"، مضيفاً "قبل وحدة المغرب العربي، يجب أن يتّحد الليبيون والتونسيون، في شراكة حقيقية".

الخروج من الأزمة

وحول الأزمة الليبية، ومحاولات الخروج منها، قال الوزير الليبي: "ليبيا بدأت تشهد المراحل الأخيرة للخروج من الأزمة"، مؤكداً أنّ "الخلاف الآن هو هل سيكون هناك نائب ثالث للحكومة أو لا يكون، وليس الخلاف، لماذا كان فائز السراج رئيساً للحكومة؟".

وشدّد المسؤول الليبي، على أنّ "حكومة الوفاق الوطني التي اقترحها برناردينو ليون، إثر محادثات الصخيرات المغربية، سيتمّ الاتفاق حولها بشكل نهائي في أقرب الآجال"، مضيفاً "هناك تقارب كبير في المواقف بين الأطراف الليبية، بالإضافة إلى الدور البارز الذي لعبته القبائل الليبية في تهدئة الأوضاع وحقن دماء الشعب الليبي، وبناء دولة صلبة قادرة على مواجهة آفة الإرهاب".

وحول دعم فائز السراج من جهات خارجية، ردّ الوزير بالقول: "فائز السراج هو ابن ليبيا، له شخصيته والخبرة الكافية في السنوات السابقة بشكل عملي في الإسكان والمرافق، وهو أيضا ابن عائلة عريقة في ليبيا، وعضو هيئة الحوار الوطني، التي أسست في عهد علي زيدان، وكان فاعلا فيها وهو أيضاً نائب في البرلمان الليبي ورئيس للجنة الإسكان والمرافق".

أطراف أجنبية

وكشف عريش، عن وجود "أطراف أجنبية ساهمت في إقرار الحكومة"، مضيفاً "هناك أسماء أخرى كانت مطروحة وعرضها مجلس النواب والمؤتمر الوطني ولم تدخل في السباق إطلاقاً، وأبعِدت وأحد أهم أسباب إبعادها هي القوى الدولية".

وحول تقسيم ليبيا، أبرز وزير الإعلام والثقافة الليبي، أنه "لا يليق بليبيا إلا أن تكون موحّدة، وكل المعطيات أمامي، نحن نتحدث عن قيام الدولة، والدولة تحتاج إلى ثقافة مدنية ولا يليق بها إلا أن تكون في "طرابلس"، وعن إدارة الثروات وستكون في إقليم "برقة" الحاضنة الاجتماعية التي تحمي التشريع، نحن نتحدث عن الدستور في مراحله الأخيرة،وأين ستكون العاصمة"، مشيراً إلى أنّ ما سيحصل هو أن تكون المؤسسة التشريعية في شرق البلاد في "برقة"، والمؤسسة التنفيذية في "طرابلس" .