شهادات من عدن تعكس التباين بشأن أوضاع المدينة
شهادات من عدن تعكس التباين بشأن أوضاع المدينةشهادات من عدن تعكس التباين بشأن أوضاع المدينة

شهادات من عدن تعكس التباين بشأن أوضاع المدينة

بدأت الحياة تدب في عدن عاصمة اليمن المؤقتة، بعد أن نفضت عنها غبار الحرب، إلا أن غياب الدولة ومؤسساتها والحاجة إلى ضبط الأمن ومحاربة الفساد، لازالت تؤرق آلاف الأسر التي عادت إلى المدينة بعد طرد ميليشيات الحوثي وصالح.

وفتح العدنيون مئات المحلات والمطاعم والشركات والبنوك بعد ستة أشهر من الإغلاق القسري، فيما دُشن العام الدراسي الجديد بعودة عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات للدراسة في مدارسهم بعد ترميمها من قبل جمعية الهلال الأحمر الإماراتي.

لكن عودة الحياة إلى سابق عهدها تتطلب بحسب آراء المواطنين والمسؤولين الذين تحدثوا لـ إرم، الكثير من الجهد والعمل والصبر والمثابرة، وتضافر الجهود.

التحديات أمام محافظ عدن

بدأ محافظ عدن الجديد إدارة المدينة قبل أسبوعين من الآن، ليجد نفسه أمام تركة ثقيلة من المشاكل والأزمات التي خلفتها الحرب وتراكمت خلال الستة الشهور الماضية.

ويسعى المحافظ جعفر محمد سعد إلى السير بخطوات متسارعة لحل ما يمكن حله من المشكلات في الفترة الحالية، إلا أنه يدرك أن عدن وما فيها يتطلب عملا حكوميا ومؤسسيا كي تدار عجلة الحياة من جديد.

وقال المحلل السياسي العدني منصور صالح إن "عدن تعاني غيابا غير مبرر للدولة ومؤسساتها، وحالة من التراخي أو الشلل شبه التام فيها، في وقت كنا نتوقع ونتمنى أن تشهد حركة نشطة وجهداً استثنائياً لإصلاح ما خربه عهد المخلوع صالح في مختلف المجالات، لكن يبدو أن التركة الثقيلة لنظام المخلوع وتمكن رموزه من مختلف مفاصل الدولة يمثل سبباً مباشراً لهذا التعطيل للحياة في عدن".

وأضاف منصور: "المطلوب من المحافظ الجديد أن يضع لذاته خطة عمل تعتمد على الاستجابة لمطالب الناس من تأمين الخدمات الأساسية التي يأتي في مقدمتها الاهتمام بالجانب الأمني، وملف قطاعي المياه والكهرباء، ومنع حمل السلاح، والعمل مع الجميع لإعادة الوجه المدني المشرق لعدن، وانتزاعها من فوضى انتشار السلاح والجماعات الخارجة عن القانون وعن نواميس الحياة المدنية التي عرفت وتميزت بها عدن".

الوضع في عدن بين الاطمئنان والقلق

المتحدث الرسمي باسم المقاومة الجنوبية علي شايف الحريري يرى أن "الوضع في عدن يسير إلى الأفضل والمقاومة الشعبية الجنوبية والى جانبها دول التحالف والسلطة المحلية سوف تعمل كل جهدها من أجل الملف الأمني، وسيكون للمقاومة تحرك وفق خطة انتشار كامل في الأيام المقبلة وعناصر المقاومة متواجدون في عدن ويؤدون مهامهم".

وقال الحريري لـ إرم: "نشد على يد المحافظ اللواء جعفر محمد سعد وعليه أن يقوم بتنظيف السلطة المحلية من العناصر التي ثبت عليها قضايا فساد وعمل جهاز إداري جوبي جديد من الشباب المتحمس للعمل".

أما الصحفي بسام القاضي فأوضح في حديثه لشبكة إرم الإخبارية، أن "الوضع في عدن غير مستتب ولكنه مطمئن بالخير في حال أقدم المحافظ على اقتلاع الفاسدين من مديري إدارات المرافق الحكومية خصوصاً أذرع حزبي المؤتمر والإصلاح".

ويطالب القاضي من المحافظ الجديد الإسراع في دمج المقاومة الجنوبية بالجيش والأمن والتعجيل بضبط الوضع الأمني في عدن ورعاية أسر الشهداء والجرحى رعاية كاملة تليق بتضحياتهم الجسام إلى جانب الاهتمام بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.

في حين قالت رئيسة مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات الاستاذة سعاد علوي لشبكة إرم الإخبارية إن "الوضع في عدن لازال متخبطاً ولم يستقر، وهناك محاولات كثيرة لإفشال جهود المحافظ الجديد سواء من قبل السلطة وأتباع الشرعية المزيفة ومنهم حزب الإخوان "الإصلاح" أو من قبل أذناب عفاش "حزب المؤتمر" في عدن وهؤلاء جميعاً يشكلون لوبي الفساد وخصوصاً في الجانب الأمني".

ورأت علوي أن على المحافظ الجديد في حال أراد النجاح في مهامه يجب عليه أولاً التخلص من التركة القديمة من خلال قطع ايادي الفساد المسيطر على إدارات مؤسسات عدن المدنية والعسكرية".

وبخصوص دمج المقاومة الجنوبية بالجيش الوطني قالت علوي إنه "يجب تأسيس جيش وطني من الكوادر العسكرية الجنوبية التي سرحت من وظائفها قسراً خلال العشرين السنة الماضية، ومن شباب المقاومة الجنوبية".

الناشط الإعلامي رائد الجحافي قال إن "الوضع في عدن غير مطمئن، ويستحيل السيطرة عليه أمنياً في ظل حالة الإرباك التي تعيشها عدن جراء عدم وجود آلية عمل واستراتيجية واضحة لأي من الأطراف التي ترى أنها صاحبة الحق في التحكم بمجريات الوضع في العاصمة عدن".

وعن هذه الأطراف الى جانب ظهور الجماعات المسلحة في عدن قال الجحافي لـ إرم إن "هناك الرئيس اليمني هادي وأنصار بحاح وجنود تابعون للتحالف ومن جنسيات متعددة، بالإضافة إلى فصائل المقاومة والحراك الجنوبي وعناصر الإصلاح واتباع المخلوع صالح وغيرهم، وبسبب هكذا عشوائية ظهرت الجماعات الإرهابية التي حازت المال والسلاح قبل وأثناء الحرب الأخيرة".

وأشار إلى أن "هذه الحالة الفوضوية يصعب حلها في ظل استمرار دول التحالف في دعم الجهات المتطرفة وغياب استراتيجية واضحة للتحالف الذي عمل ويعمل على إزاحة وتهميش فصائل الحراك الجنوبي الحقيقي".

فيما قال الصحفي العدني عدنان الأعجم إن الوضع في عدن بحاجة لتكانف مجتمعي ووجود الدولة الغائبة وتصحيح أوضاع المقاومة الجنوبية".

ورأى الأعجم أن المحافظ عليه أن يعمل من أجل عدن ويطلع الرأي العام على الصعوبات التي يواجهها من قبل الحكومة أو أي جهة أخرى كانت.

ويرى الأعجم بأن الأسس والمعايير المناسبة التي يجب أن يتم اتباعها لدمج المقاومة الجنوبية بالجيش هي "تأسيس جيش جديد وليس دمجاً يكون قوامه من القيادات والكوادر العسكرية الجنوبية وعناصر المقاومة، وتعود أسماء الألوية العسكرية التي اندثرت عقب حرب صيف 1994".

الشخصية العدنية علي جارالله الذي يعمل سفيراً في دولة الإمارات يتمنى في حديثه لشبكة إرم أن يستتب الأمن في عدن وأن تزول المظاهر المسلحة والأعمال الإرهابية منها.

وقال جارالله: "أتمنى إصلاح نظام المجاري وتستقر الكهرباء ويتخلص محافظ عدن من قذارات الإدارة السابقة في المحافظة، وأن يتم فرض السلطات بالقوة حتى تكون حقيقة ويقبلها الناس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com