الجزائر .. "تضامن" الوزراء يثير الجدل حول تماسك الحكومة
الجزائر .. "تضامن" الوزراء يثير الجدل حول تماسك الحكومةالجزائر .. "تضامن" الوزراء يثير الجدل حول تماسك الحكومة

الجزائر .. "تضامن" الوزراء يثير الجدل حول تماسك الحكومة

لم تكن عادية العبارات التي رددها وزير الداخلية الجزائري نورالدين بدوي وزميلته في الحكومة وزيرة التضامن مونية مسلم، حين قاما بمعايدة نزلاء دار المسنين في باب الزوار بالعاصمة، وأثارا مسألة "التضامن الحكومي" و"العمل في تنسيق تام بين أعضاء الفريق الوزاري".

تلك العبارات، أولاها التلفزيون الرسمي اهتمامًا بالغًا، إلى درجة أنه تصدرت نشراته الإخبارية المتتالية يومي عيد الأضحى، خصوصًا أن التصريحين المتلازمين أدلى بهما وزير يشغل منصبًا مهمًا ويمثل إحدى وزارات السيادة في البلاد بمعية زميلته التي تدير وزارة التضامن الوطني وقضايا الأسرة، بما تحمله كلمة "التضامن" من معنى حين يتم ربطها بـ"الحكومي" أو "الرسمي".

ويقول مسؤول بمكتب رئيس الوزراء عبد المالك سلال، لــ"إرم" إن الأخير أثار في مجالسه مع الوزراء مسألة "التضامن والتماسك بين الفريق الحكومي لمواجهة التحديات والظرف العصيب الذي تمر به البلاد".

ويشدد المصدر، الذي طلب حجب هويته، أن رئيس الوزراء بدا فعلاً "مستاء" بشكل كبير من تعاطي بعض الوزراء مع التوجيهات و التعليمات الصادرة منه أو تلك التي يصدرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لذا "حرص المعني على أن يوجه الوزراء إلى التطبيق الحرفي للتعليمات تطبيقا لبرنامج الرئيس".

وتأتي خرجة وزير الداخلية نور الدين بدوي و وزيرة التضامن الوطني و الأسرة مونية مسلم ، في الوقت الذي تداولت فيه عدة مصادر أنباء عن وجود "شرخ واختلالات" في الحكومة، التي يمتلك فيها مدير المخابرات السابق الجنرال توفيق "حصة معتبرة"، ما فسّر على أن "وزراء محسوبين على الفريق محمد مدين المحال إلى التقاعد منذ أيام، أظهروا "حساسية" من التعاطي بإيجابية مع رئيس الوزراء أو تعليمات رئيس الجمهورية.

نفي.. ولكن؟

وسبق لرئيس الحكومة عبد المالك سلال، أن أطلق تصريحات مثيرة قبل أسابيع، قال فيها إن "الفريق الحكومي يعمل في تماسك وتنسيق تام ولا وجود لخلافات بين أعضائه والجميع مكلف بمهمة واحدة هي تطبيق برنامج رئيس الجمهورية".

وبدل إنهاء الجدل الدائر، ساهمت هذه التصريحات المنسوبة لعبد المالك سلال، في بعث الحديث مجددا حول وجود "انقسام" داخل التركيبة الحكومية، وما عزز هذه القناعة هو كلام مدير القصر الرئاسي الوزير أحمد أويحي، حين وجه انتقاداً شديد اللهجة لحلول حكومة سلال في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، خصوصًا أن أويحي يقود ثاني أكبر أحزاب الموالاة "التجمع الوطني الديمقراطي"، ويحوز على وزراء يشغلون دوائر مهمة في طاقم الحكومة الحالية.

تعديل وشيك

ويدور في الصالونات المغلقة، حديث عن تعديل وزاري وشيك قد يقطع رؤوس عدة وزراء، وربما لن يستثني حتى رئيس الحكومة الذي يواجه منافسة شرسة لوزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب "الطامح" في افتكاك منصب عبد المالك سلال، هذا الأخير يبدي امتعاضًا من "تحركات بوشوارب" الذي تربطه علاقات وطيدة ومتشعبة مع رجال الأعمال ، وسبق لليسارية المثيرة للجدل لويزة حنون زعيمة حزب العمال، أن وجهت لوزير الصناعة والمناجم انتقادات لاذعة ووصفت علاقاته برجال الأعمال بـ"المشبوهة"، وعلى إثر ذلك حركت حنون نواب حزبها بالبرلمان الجزائري ليحاربوا عبد السلام بوشوارب.

وتنقل مصادر عليمة بخفايا الصراع في هرم السلطة، أن رئيس الوزراء الحالي عبد المالك سلال "لاعب أساسي" في معركة لويزة حنون مع الوزير بوشوارب، حيث توصف زعيمة حزب العمال وهي أيضا نائب بالبرلمان، بأنها مقربة من سلال و تتحرك بإيعاز منه، لكن المعنية ترفض الإقرار بهذه الصفة والدور وتشدد على أن دفاعها المستميت عن رئيس الوزراء مبني على "وطنية الرجل و إخلاصه في العمل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com