وزير إعلام الجزائر يتهم مدراء الصحف والفضائيات بالاحتيال
اتهم وزير الإعلام الجزائري حميد غرين، المؤسسات الإعلامية في بلاده بالاحتيال، معرباً عن امتعاض السلطات من وضعية تلك المؤسسات التي حققت الثراء الفاحش بسبب دعم الدولة، دون أن يتمكن الصحفيون العاملون فيها من الاستفادة من أبسط حقوقهم المادية والمعنوية.
وذهب الوزير الجزائري لأبعد من ذلك، باتهامه مديري الجرائد والقنوات التلفزيوينة الخاصة بــ"الكذب والافتراء والاحتيال عبر التصريح بأرقام مغلوطة عن عدد الصحفيين العاملين لديهم و تأمينهم ورواتبهم المتدنية ما جعلهم يعيشون فقراء مقابل الغنى الفاحش الذي يتمتع به ملاك المؤسسات الإعلامية".
ويواجه الصحفيون الجزائريون عدة صعاب بسبب تدني وضعيتهم المهنية والاجتماعية في مؤسسات إعلامية تغرف من خزينة الدولة آلاف الملايير ضمن "الإشهار العمومي"، بينما يعيش مهنيو القطاع في ظروف مأساوية، ما دفع بكثيرين منهم إلى الهجرة أو تطليق المهنة بسبب هذه المتاعب.
وفي كثير من الأحيان، يشتكي الصحفيون من استغلالهم من قبل مالكي المؤسسات الإعلامية، ولا يجدون السبل والآليات لرفع شكاويهم بعدما ظلّ المجلس الأعلى لأخلاقيات المهنة مجمدا منذ سنوات، بينما تسببت الأنانيات المنتشرة في الوسط المهني في نسف مشاريع نقابية للدفاع عن الصحفيين.
وأظهر حميد غرين حزماً في "لتنديد بالوضع المزري لمهنيي الصحافة، مشيراً إلى أن الدولة لن تبقى تدرّ على الصحف أموالاً من الإشهار العام، بينما على هذه المؤسسات البحث عن مصادر أخرى للتمويل حتى تضمن استمراريتها".
ويعتقد وزير الإعلام الجزائري أن الصحافة في بلاده تشهد "نضجاً و تطوراً ومسؤولية أكثر من ذي قبل.
ونفى المسؤول الحكومي ذاته، اتهامات وجهتها لمصالحه صحف خاصة زعمت تعرضها للابتزاز من طرف الحكومة بسبب توجهاتها، حيث شدد غرين على أن الحكومة الجزائرية، بما فيها وزارة الإعلام، لا تتدخل بتاتاً في سياسة الصحف الخاصة، ولكن السلطات حريصة على أن تكون هذه الصحف مهنية و تمارس المهنة باحترافية وموضوعية بعيداً عن النبش في أعراض الأشخاص".
