الأردن يشن حملة ضد ظاهرة إطلاق الرصاص بالأفراح
الأردن يشن حملة ضد ظاهرة إطلاق الرصاص بالأفراحالأردن يشن حملة ضد ظاهرة إطلاق الرصاص بالأفراح

الأردن يشن حملة ضد ظاهرة إطلاق الرصاص بالأفراح

عمّان- فرضت السلطات الأردنية إجراءات جديدة لمنع إطلاق العيارات النارية خلال الاحتفالات، بعد مقتل طفل برصاصة طائشة، وإصابة آخرين.

وعادة ما تكون الاحتفالات في الأردن مصحوبة بأصوات إطلاق نار، وكأن الفرحة لا تكتمل إلا بالرصاص، ففي مناسبات الزفاف والتخرج وما إلى ذلك، يُسمع دوي إطلاق النار في الهواء وفي بعض الأحيان من أسلحة آلية، ما دفع إلى ضرورة وضع تنظيم جديد لهذه الممارسات في البلاد.

وأعلنت الشرطة أنها "ستراقب قاعات وخيام الأفراح لمعرفة من يطلق الرصاص وتطالب العريس ووالده بتحمل مسؤولية تطبيق الإجراءات الجديدة التي تمنع إطلاق النار في الأعراس".

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، الرائد عامر السرطاوي: "قبل حدوث أو قبل إتمام مباشرة بالفرح سيكون هناك زيارات تهنئة يقدموا تهنئة للعريس ووالد العريس ويكتبوا عليهم تعهدات بعدم إطلاق العيارات النارية. هاي إحدى الوسائل. إضافة للجانب الإعلامي عن طريق نشر منشورات. نشر أفلام قصيرة. فلاشات تحذر من هذه الظاهرة ونتائجها السلبية".

وعُلقت ملصقات على الجدران في بعض شوارع عمان تحذر من إطلاق النار في الأعراس والمناسبات السعيدة مكتوب على بعضها: "توقف لا تقتلني بفرحتك".. "توقف عن إطلاق العيارات النارية".

واقترحت وزارة الداخلية الأردنية أيضا تشريعا جديدا يقضي بشن حملة على الأسلحة غير المرخصة وتشديد الإجراءات الخاصة بتسجيل السلاح ومنع الأسلحة الآلية واستخدام الأسلحة في إطلاق النار في الاحتفالات.

وذكرت تقارير إعلامية محلية أن ذلك التشريع "سيكون الأشد صرامة بخصوص الأسلحة في الأردن على الإطلاق". وتفيد التقارير بأن الأردن "به أكثر من مليون قطعة سلاح غير مرخص".

آخر الضحايا

وأثار مقتل طفل في السادسة من العمر في مدينة إربد شمال الأردن، أخيرا، موجة غضب عارمة، خصوصاً بعد أن صُور الحادث المأساوي وحقق مشاهدات كبيرة جدا على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت في منتصف آب/ أغسطس الماضي.

وتُظهر اللقطات المصورة رجلاً يطلق الرصاص من مسدس في الهواء أثناء حفل عرس.. ولدى محاولته إعادة تعبئة المسدس بالرصاص انطلقت رصاصة منه فأصابت الطفل شهاب الذي كان واقفا قرب الرجل.

الملفت أن الذي صور اللقطات بهاتفه المحمول هو والد شهاب الذي سُمع صوته وهو ينتحب ويردد اسم ابنه عقب مشاهدته ما جرى له.

وقال صلاح توفيق أسعد والد الطفل شهاب: "والله بدي أحكي لك شعور لا يوصف يعني. لما تشوف الواحد بيصور لحظة موت ابنه. يعني..يعني اللحظة هي من أول العرس لآخريته ما صورتش نهائياً. عند اللحظة هاي هي إللي صورت فيها. لما صورت وطبت الطلقة بابني كان عندي شعور يعني شو بدي أوصف لك. ياه شعور ما بينوصفش. يعني حرق قلبي من جوا كثير".

ومع روايته لما جرى، أوضح صلاح وهو أب لثلاثة أطفال أنها "كانت أصعب لحظة في حياته".

وأضاف "طلع عديلي (زوج أخت زوجتي) مسدس وطخ ثلاث طلقات في الهواء ونزل مسدسه على الأرض. لما نزله لحظة تنزيله المسدس على الأرض طلعت طلقة منه على ابني شهاب. شلته وأسعفته على المستشفى. من مستشفى الأميرة بسمة لمستشفى المؤسس قعد أسبوع بمستشفى المؤسس. بعدين الله أخد وداعته توفي".

وصدر أمر من النيابة باحتجاز عديل صلاح 15 يوما حتى انتهاء التحقيقات.

وأثار مقتل شهاب إدانة قوية من جانب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي قال في لقطات مصورة رُفعت على قناة البلاط الملكي الهاشمي على "يوتيوب" في 30  آب/ أغسطس الماضي، إنه "لن يكون هناك أي تسامح مع إطلاق النار أثناء الاحتفالات".

وأضاف العاهل الأردني "ابني بيطلع بيحتفل وبرمي بأطلب من الأجهزة الأمنية يأخده نفس الإجراءت عليه. أنا شفت الفيديو قبل يومين على الزلمة اللي طخ الولد. حرام. فمن يوم وطالع إللي بده يروح على احتفال ويسحب سلاح ويرمي راح ناخد كل الإجراءت. يموت كمان طفل وراها الشغلة خلاص".

وأشار إلى أن "المسؤولين سيتخذون إجراءات صارمة إزاء هذا الأمر دون أي استثناءات".

وهذه الحوادث متكررة في الأردن. وتقول مديرية الأمن العام إنه "منذ بداية العام الحالي لقي شخصان حتفهما وأُصيب 25 آخرين بجراح. وعلى مدى الأعوام الماضية كانت تقع خمس حالات وفاة ونحو 20 إصابة في حوادث مماثلة كل عام".

وفي تموز/ يوليو الماضي لاقى سامر خالد (17 عاما) حتفه برصاصة أصابت رأسه بعد أن أطلق عريس الرصاص في الهواء أثناء عرسه في مدينة الرمثا. وذكرت صحيفة العرب الأسبوعية أن العريس سجين حاليا.

وأصيبت الطفلة ليان شديفات (أربعة أعوام) بالرصاص في الرأس والجسد أثناء حفل زفاف الشهر الماضي، وترقد في المستشفى منذ 22 آب/ أغسطس الماضي.

وأثناء زيارتها لحفيدتها في المستشفى، قالت جدتها أم فايز إنها "تتمنى أن يطبق تشديد الإجراءات لمنع إطلاق النار أثناء الاحتفالات".

وأضافت في تصريح صحافي "الرسالة إللي بدي أوجهها انهم يمنعوا الطخ نهائي. واللي يمسكوه بيطخ زي هيك يخلوه بالسجن ... كمان. مش يطلعوه بعد شوي. لأن ها الأطفال هاي شو ذنبها. يعني الطفلة هاي شو ذنبها. صار لنا أسبوع لا أنا ولا أمها ولا أبوها ولا جدها فينا واحد بينام ولا يعرف النوم شو".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com