كاميرا "إرم" توثق معارك مسقط رأس الرئيس اليمنيكاميرا "إرم" توثق معارك مسقط رأس الرئيس اليمني

كاميرا "إرم" توثق معارك مسقط رأس الرئيس اليمني

على إحدى التلال الجبلية، شرقي محافظة أبين اليمنية، يقف مجموعة من مقاتلي المقاومة الشعبية الجنوبية لرصد أحد المواقع العسكرية التابعة للمتمردين الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، قبل الإعداد لهجوم مباغت، يأمل المقاومون من خلاله القضاء على بضعة عشر شخصا، يتمركزون داخل الموقع، كما يفعلون كل مرة.

وتعيش محافظة أبين، مسقط رأس رئيس البلاد عبدربه منصور هادي، منذ أواخر مارس/ آذار الماضي، وقع معارك الكرّ والفرّ، بعد أن اقتحمت قوات صالح العسكرية والمتمردون الحوثيون بلدة لودر، المتاخمة لمحافظة البيضاء (وسط البلاد)، لتصبح أبين بمثابة جسر الإمداد العسكري إلى محافظة عدن المعلنة كعاصمة مؤقتة للبلاد قبل مغادرة الرئيس هادي إلى العاصمة السعودية الرياض.

وعلى الرغم من إمكانيات الحوثيين وقوات صالح العسكرية والتدريبية، نشأت بأبين مقاومة شعبية تناهضهم، بعد تجربة ناجعة عاشتها المحافظة في مناهضة تنظيم القاعدة الذي أعلن أبين إمارة إسلامية بعد سيطرته على إجزاء واسعة منها بين العامين 2011 - 2012 قبل عودتها لاحقا إلى سيطرة الدولة.

وقد تمكنت شبكة "إرم" الإخبارية، من التجول في مواقع المواجهات في المنطقة الوسطى التي تضم بلدات لودر، العين، مودية والوضيع، بلدة الرئيس هادي، بعد تشكيل لواء عسكري مؤخرا يضم المقاتلين المناهضيين للحوثيين من أبناء المنطقة، بشقيهم العسكري والمدني، أوكلت إليه مهمة القتال من قبل المجلس العسكري التابع للمقاومة الجنوبية، عَين قائده رئيس البلاد.

وقال قائد اللواء 115 مشاة، العميد الركن، الحمزة الجعدني، في حديث خاص لـ"إرم"، إن اللواء سيواصل الجهود القتالية التي بدأها المقاومون، لكن بطريقة عسكرية أكثر تنظيما، رغم شح المعدات العسكرية، "فمهمتنا واضحة في الدفاع عن أرضنا وعرضنا وديننا".

داعيا جميع أبناء المنطقة إلى "قتال الحوثيين، وإن تمت إبادتنا جميعا. هنا الجهاد الحقيقي في مناطقنا".

وتتوزع في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، أربع جبهات لقتال الحوثيين وقوات صالح، تشكل جبهتي (عكد والمنياسة) أهمية بالغة لموقعيهما الاستراتيجيين الرابط بين بلدة لودر إلى الشمال الشرقي، التي تعدّ بؤرة التواجد الحوثي ومنفذ الإمداد العسكري، وبقية مناطق الوسطى الواقعة شرقي المحافظة وإلى جنوب شرقها.

إلى امتداد السلسلة الجبلية المحتضنة لبلدات المنطقة، أشار المتحدث باسم المجلس العسكري، منصور العلهي، بيده، ليرينا آخر الأماكن التي تمكنت قوات صالح والمتمردون الحوثيون من التقدم نحوها منذ ما يربو عن شهرين ونصف، الواقعة على مقربة من بلدة الرئيس هادي، وتحديدا في جبل مهيدان والمنطقة الجبلية الواقعة خلف جبل عكد، أولى نقاط التماس بين الجانبين.

ويقول العلهي، إن "شباب المقاومة يواصلون جهادهم واستبسالهم ضد الحوثة الروافض وقوات المخلوع المعتدية. وبفضل من الله ثم بثبات أبطال المقاومة لم يستطع العدو التقدم خطوة واحدة في جبهة عكد، بل على العكس شباب المقاومة يواصلون تقدمهم، وهناك عمليات قتالية تنفذها المقاومة من وقت لاخر تكبدالعدو خسائر في الأرواح والمعدات".

وعن حجم التضحيات التي يقدمها أبناء المنطقة في الدفاع عن أرضهم، قال العلهي، إن "أحدث إحصائية لعدد الشهداء الذين سقطوا خلال مواجهة العدو في جبهة القتال بعكد وحدها، قد بلغ 28 شهيدا، في حين أصيب نحو 198 أخرين، ناهيكك عن عدد الشهداء والجرحى في جبهات المنطقة الأخرى". مؤكدا أن المقاومة بالمنطقة الوسطى، "ماضية في جهادها ضد الحوثة الروافض وقوات رأس العمالة عفاش، حتى تطهير أرضنا من دنس هؤلاء الغزاة".

وفي الخطوط الإمامية لجبهة (المنياسة) شمال شرقي جبهة عكد الأخرى، استطاعت شبكة "إرم" الوصول إلى القائد الميداني، العقيد الخضر الشاجري، ليؤكد لنا الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة المطلة على مواقع الحوثيين أعلى جبل يسوف وفي محيطة، والتي أوقفت التمدد العسكري للحوثيين وقوات صالح نحو القرى المجاورة وإلى بلدة مودية، شرقي أبين، المعدّة الرشريان الرئيسي للمقاومة والتي تحتضن آلاف الأسر النازحة، ويقع فيها المستشفى الوحيد للبلدات المجاورة بعد توقف مستشفى لودر أكبر مستشفيات المنطقة الوسطى.

وعلى يمين الشاجري، كان العشرات من مقاتلي المقاومة يغرسون أنفسهم في خنادق محفورة على الأرض، ويحملون أسلحتهم ومعداتهم متخذين وضعياتهم القتالية على الرغم من أشعة الشمس الحارقة، وأدائهم لفريضة الصيام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com