هل تسعى إسرائيل لإقامة دولة درزية في الجولان؟
هل تسعى إسرائيل لإقامة دولة درزية في الجولان؟هل تسعى إسرائيل لإقامة دولة درزية في الجولان؟

هل تسعى إسرائيل لإقامة دولة درزية في الجولان؟

 تولي إسرائيل اهتماما بالغا بقضية الدروز في سوريا في الأسابيع الأخيرة، وتقول أنهم يقفون أمام خطر إبادة، وبخاصة بعد واقعة مقتل 22 درزيا بوساطة تنظيم جبهة النصرة، والذي أصدر بدوره اعتذارا، وتوعد بملاحقة من نفذوا تلك الجريمة، طبقا لبيان نادر أصدره التنظيم، مؤكدا أنه لا يستهدف الطائفة الدرزية في سوريا.

وتقول مصادر إسرائيلية أن الخيارات المتاحة بالنسبة للدروز في سوريا تشمل تقديم مساعدات إنسانية لهم حال تدفق عشرات الآلاف منهم إلى القسم السوري من الجولان المحتل، ولكنها لن تسمح لهم بالدخول إليها، حيث تفتقر إلى القدرة على استيعاب هذا العدد الهائل من اللاجئين، كما لا تمتلك القدرة على تسليح جيش درزي داخل سوريا لمواجهة التنظيمات المتشددة.

لكن بعض المحللين الإسرائيليين يتهمون نظام بشار الأسد وحزب الله بافتعال أزمة الدروز، بزعم أن تلك الأزمة ستجبر إسرائيل على شن هجمات جوية ضد التنظيمات السُنية وقوات المعارضة السورية، التي تسعى منذ خمس سنوات إلى إسقاط هذا النظام، وهو تحليل لم يجد أي أصداء أو تأكيدات من مصادر أخرى خارج إسرائيل، كما أنه يفتقر إلى المنطق.

وفي إسرائيل يتظاهر الدروز البالغ عددهم قرابة 140 ألف نسمة، ويشكلون قوة كبيرة لا يستهان بها في المجتمع الإسرائيلي، نظرا لدورهم في الحروب التي خاضها جيش الاحتلال الإسرائيلي وولائهم التام له، فضلا عن وجود كتيبة خاصة تحمل إسمهم، ويشار إليها بكتيبة "السيف"، فضلا عن التمثيل السياسي بالكنيست الإسرائيلي، ووجود شخصيات مقربة للغاية من رئيس حكومة الاحتلال بالكنيست وحزب السلطة، وعلى رأسهم عضو الكنيست الدرزي أيوب قرا.

تطور القضية الدرزية

وشهد يوم أمس الأول تطورا جديدا في تلك القضية، حين قام عشرات الشباب الدروز بمهاجمة سيارة إسعاف إسرائيلية كانت في طريقها لنقل جرحى سوريين، لم يتسنى التأكد من انتمائهم، وتسببوا في مقتل أحدهم فضلا عن إصابة ثلاثة آخرين من بينهم جنديين بجيش الاحتلال، فيما تبين مساء الثلاثاء طبقا لتقارير أن تلك القضية مفتعلة، وأن ضابط بجيش الاحتلال هو من حرض على تلك الواقعة.

وتجذب هذه القضية الانتباه إلى احتمال امتلاك الحكومة الإسرائيلية خطة محددة بشأن دروز سوريا، وأن كل ما يثار في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة الأخيرة يحمل أهدافا قد تظهر نتائجها فيما بعد.

 ولكن الثابت هو أن التصريحات التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية بشأن الدروز تدعوهم إلى التوجه صوب الحدود الإسرائيلية في الجولان المحتل، حيث وعدتهم بالرعاية والحماية حال وصلوا إلى هناك.

وتعني التصريحات الرسمية الإسرائيلية أن الحالة الوحيدة التي يمكن للجيش الإسرائيلي التدخل فيها لصالح الدروز في سوريا هي حين يتواجدون على حدودها، كما أنها وعدتهم بفتح الحدود أمام حالات محددة، ربما تشمل المرضى والمصابين أو النساء والأطفال، فيما قالت إنها لن تسمح بتدفق آلاف الشباب الذين يمكنهم حمل السلاح والدفاع عن بلداتهم.

بوادر تلاحم

وتقدر تقارير إسرائيلية أن واقعة قتل أحد المصابين السوريين بوساطة الدروز الإسرائيليين في بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل، تعني أن ثمة "بوادر تلاحم بين الدروز على جانبي الحدود، وأن الدروز الإسرائيليين بدأوا في محاولات حماية أشقائهم في سوريا بأنفسهم، وأنهم يرفضون الروايات التي تبثها الحكومة الإسرائيلية، وأن الفترة القادمة ربما تشهد فقدان السيطرة على تدفق الدروز السوريين إلى المناطق الحدودية بالجولان، ولا سيما حال تعرضوا لمذبحة جديدة على أيدي التنظيمات المتشددة في سوريا أو أي كيان آخر".

وتشير تقارير إلى أن الدروز الذين يخدمون بجيش الاحتلال أو هؤلاء الذين يقطنون بلدات وقرى الجولان لا يقبلون بتدفق الجرحى السوريين إلى المستشفيات الإسرائيلية، ويرون أنه طالما كان من الممكن فعل ذلك، فإنه من الممكن أيضا فتح الحدود أمام الدروز السوريين، أو التعاطي مع الدعوات التي تطالب بإنشاء منطقة عازلة لهم في القسم السوري من الجولان.

دولة درزية في الجولان؟

وتسير تلك الحقائق في إطار واحد مع تسريبات سابقة تتحدث عن خطة إسرائيلية قديمة تسعى إلى إقامة دولة درزية عازلة بين سوريا وإسرائيل، ما يعني عمليا سقوط القسم السوري من الجولان المحتل في أيدي إسرائيل.

وبحسب تقارير نشرت في وقت سابق، تسعى إسرائيل إلى إحداث فتنة في جبل الدروز بهدف التمهيد لإعلان دولة درزية في الجولان المحتل، تعترف بعد ذلك بوجود دولة إسرائيل وشرعيتها.

وكانت مصادر صحفية قد أشارت إلى أن مشروع دولة الدروز عاد إلى الحياة عام 2013، حين أعلنت مصادر إسرائيلية أن ثمة محاولات لإرساء دولة صديقة لإسرائيل في القسم السوري من الجولان، وقالت إن ذلك يضمن لها (السلام والجولان معا).

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com