محللون: "العلاقات الراسخة" تعيد السفير المصري إلى تل أبيب
محللون: "العلاقات الراسخة" تعيد السفير المصري إلى تل أبيبمحللون: "العلاقات الراسخة" تعيد السفير المصري إلى تل أبيب

محللون: "العلاقات الراسخة" تعيد السفير المصري إلى تل أبيب

رام الله ـ قال محللون وكتاب سياسيون فلسطينيون، مختصون في الشأن العربي، إنّ قرار الحكومة المصرية تعيين سفير جديد لها في إسرائيل، للمرة الأولى منذ قرابة 3 سنوات، يأتي تتويجا للعلاقات الراسخة والمشتركة بين الجانبين.

ورأى الخبراء في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول للأنباء، إنه ورغم التغييرات السياسية التي وقعت مؤخرا في مصر، إلا أن العلاقة بين الجانبين تذهب نحو مزيد من "التطور"، و"العلاقات" القائمة على المصلحة المتبادلة.

وأجرى الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، أمس الأحد، حركة تغييرات دبلوماسية، شملت تعيين سفير جديد للقاهرة لدى إسرائيل، للمرة الأولى منذ قرابة 3 سنوات.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، تضمنت الحركة تعيين "حازم خيرت" مساعد وزير الخارجية، لشؤون السلكين الدبلوماسي والقنصلي، سفيراً لمصر في تل أبيب، خلفاً للسفير "عاطف سالم" الذي تم ترشيحه سفيراً لمصر في كوبا.

قراءة فلسطينية

ويقول الكاتب الفلسطيني عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام الله في الضفة الغربية، إن "عودة السفير إلى مصر تأتي في إطار ما وصفه بالعلاقة المميزة بين النظام المصري وإسرائيل، إلى جانب ما أسماها بـ"حالة الانهيار العربي الشامل".

ويضيف قاسم:" للأسف الدول العربية لم تعد تقيم علنا العلاقات مع إسرائيل، بل باتت تبحث عن سبل تعزيزها وترسيخها، وفي مقدمة هذه الدول مصر، وعلى مدار الحكومات السابقة ظلت العلاقة بين إسرائيل ومصر قائمة لكن النظام اليوم أراد من خلال إعادة السفير تعزيز العلاقات وجعلها أكثر قوة ومتانة".

 ورأى قاسم، أن قرار تعيين السفير يحمل دلالات سياسية واضحة، على العلاقة الحميمية بين النظام المصري، وإسرائيل. واستدرك بالقول:" الصحف الإسرائيلية تشيد بدور مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعلاقة المتينة والمشتركة بين الجانبين، وهناك حديث عن تعاون أمني، واستخباراتي، لهذا فإن خطوة إعادة السفير تأتي في الإطار الذي تنتهجه الدول العربية في علاقتها مع إسرائيل".

ويتفق مصطفى إبراهيم، المحلل السياسي، والكاتب في بعض الصحف الفلسطينية المحلية مع قاسم في قوله، إن "ما يجري هو جزء  من الإطار العربي العام، الذاهب نحو مزيد من ترسيخ العلاقة مع إسرائيل".

ويضيف:" صحيح أن العلاقة مع إسرائيل لم تنقطع في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وقام بسحب السفير ردا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012، لكن باعتراف القادة والكتاب الإسرائيليين لم تشهد العلاقة بين الجانبين هذا التطور والتعاون السياسي والأمني".

وأضاف إبراهيم، أن "إسرائيل تنظر باهتمام كبير إلى النظام المصري الجديد، والعلاقة بين الطرفين آخذة في التطور أكثر يوما بعد آخر". وتابع:" اليوم المنطقة العربية بعد الالتفاف على ثورات الربيع العربي، تشهد انفتاحا ملموسا وواضحا تجاه ترسيخ وتثبيت العلاقات مع إسرائيل".

ترحيب في إسرائيل

وكانت صحف إسرائيلية، قد ذكرت بالأمس، إن "العلاقة المصرية الإسرائيلية، في ظل حكم عبد الفتاح السيسي باتت أكثر متانة، "خاصة في الجانب الأمني، ومكافحة الإرهاب في سيناء".

وبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، مساء أمس،  القرار الذي اتخذته مصر مؤخرا، بتعيين سفير جديد لها في إسرائيل، للمرة الأولى منذ قرابة 3 سنوات.

وقال "نتنياهو" في تصريح له "أبارك قرار الحكومة المصرية بإرسال سفير لإسرائيل، هذا القرار يعزز العلاقة بين الدولتين، بالإضافة إلى السلام، لافتا إلى أن "الجانب المصري أبلغنا بأنه سيعين سفيرا جديدا في إسرائيل".

ومن جهته، رأى طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الصادرة من رام الله في الضفة الغربية، في عودة السفير، "دليلا على وصول العلاقة بين مصر وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون السياسي". وتابع :"العلاقة بين مصر وإسرائيل لا تزال راسخة، وزادت قوة رغم كل التغييرات التي حدثت خلال السنوات الماضية فيما عرف بالربيع العربي، واليوم ما هو واضح وثابت أنّ مصر تؤسس لعلاقة غير مسبوقة مع إسرائيل على كافة المستويات"

وأكد عوكل، أن عودة السفير إلى القاهرة تأتي في ظل "ترسيخ العلاقات الخارجية بين مصر وإسرائيل" بدعم أمريكي، وجزء مما وصفه بـ"التغيرات السياسية في الإقليم".

شيء من التاريخ

وأعلنت مصر، فتح سفارة لها في إسرائيل عقب توقيع معاهدة السلام  عام 1979 وعينت "سعد مرتضى" سفيراً لها في تل أبيب عام 1980واستمر حتى عام 1982.

ثم تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ،وظلت السفارة المصرية في تل أبيب دون سفير حتى عام 1986، حيث تم تعيين "محمد بسيوني" سفيراً في الفترة من ما بين عامي 1986 و 2000.

ثم غاب السفير المصري عن تل أبيب مرة أخرى مدة 5 سنوات بسبب أحداث المسجد الاقصى والانتفاضة الثانية في عام 2000، حتى تم تعيين سفير في مارس/آذار 2005 ، واستمر وجود سفير مصري في تل أبيب حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2012، حين استدعى "الرئيس السابق محمد مرسي السفير عقب شن عدوان عسكري  على قطاع غزة استمر لثمانية أيام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com