الجزائر.. وزير الإعلام السابق يندّد بقائد الجيش

انتقد وزير الإعلام السابق محمد السعيد، الموقف الذي بدر من الجنرال أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، بشأن مباركته في رسالة "تهنئة" لشخص زعيم الحزب العتيد عمار سعداني الفائز بولاية جديدة على رأس جبهة التحرير الوطني.

الوزير السابق الذي كلف بحقيبة الإعلام والاتصال في حكومة بوتفليقة إلى غاية سبتمبر/أيلول 2013، خرج عن صمته بعد غياب عن الساحة وكتب خطابا مطولا عبر فيه عن رفضه لموقف الجنرال أحمد قايد صالح.

وذكر محمد السعيد الذي يرأس حزب الحرية والعدالة، إنه "لم يسبق لقيادة المؤسسة العسكرية منذ الاستقلال أن هنأت علانية بهذا الشكل مسؤولا في الحزب أو الدولة على انتخابه أو ترقيته".

ويعتقد السعيد أن "برقية التهنئة التي سربتها الصحافة دون أن تكذبها الجهة المعنية، لم تكن مجرد مجاملة بروتوكولية بقدر ما كانت رسالة سياسية بامتياز، تضمنت موقفا وأملت توجيها".

وبدا أن الوزير الذي كان عضوا في حكومة بوتفليقة "ساخط" مما وصفه بــ"إقحام الجيش في الجدل الداخلي لحزب ما أو في لعبة الباحثين داخل السلطة وفي محيطها المباشر عن التموقع لما بعد العهدة الرئاسية الرابعة، وهذا يترك في كل الأحوال أثرا سلبيا على تعزيز التلاحم الوطني لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية".

ويتهم وزير الاتصال السابق المعروف بــ"الإسلامي التائب"، قائد أركان الجيش بأنه "قد يزيد الوضع العام تعقيدا بما يهدد بلا شك صيانة التوافق الوطني المطلوب حول مكانة المؤسسة العسكرية في بناء دولة القانون المنشودة".

وقال قيادي في الحزب لـشبكة "إرم" الإخبارية، إن رئيسه محمد السعيد طلب من أعضاء المكتب الوطني التنفيذي التفكير في آلية عملية لتصعيد الاحتجاج على ما وصفه بـ"الممارسات الإقصائية للسلطة"، ومن بينها رسالة قائد الجيش لأمين عام جبهة التحرير الوطني.

وشن الكاتب الصحفي سعد بوعقبة، هجوما على منتقدي نائب وزير الدفاع الوطني ووصفهم بالأغبياء لأنهم "لو كانوا أذكياء لعابوا عليه توجيه الرسالة إلى أمين عام الأفلان، في حين كان عليه أن يوجه الرسالة إلى رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة".

ويحمل كلام بوعقبة أحد أشرس معارضي النظام الحاكم، سخرية من المعارضة التي تجاوزت بحسبه "الانحياز العسكري الذي يتحدث عنه هؤلاء أمر حاصل منذ 1962".