عدن.. من لم يمت بقذائف الدبابات مات برصاص القناصات
عدن.. من لم يمت بقذائف الدبابات مات برصاص القناصاتعدن.. من لم يمت بقذائف الدبابات مات برصاص القناصات

عدن.. من لم يمت بقذائف الدبابات مات برصاص القناصات

منذ أن جرى سريان اتفاق الهدنة بين التحالف العربي وميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح في اليمن ، التي بدأت مساء الثلاثاء اعتباراً من الساعة 11، وأصوات الانفجارات والقذائف والاشتباكات ما زالت تُسمع حتى لحظة كتابة هذا التقرير، وإن كانت بشكل متقطع ، في بعض مديريات محافظة عدن.

وبحسب سكان من عدن، فإن مجاميع من مليشيات الحوثيين وصالح حاولت منذ ساعات الفجر الأولى التسلل من جهتي الشرق والشمال لمديرية الشيخ عثمان في عدن، وتحديداً عند مداخل منطقة دار سعد ومنطقة البساتين الشعبية المكتظة بالسكان، يرافق هذه المليشيات بعض الآليات العسكرية التي تم تدميرها بالكامل من قبل رجال المقاومة الشعبية الذين تصدوا لهذه المجاميع المارقة بكل حزم.

بالإضافة إلى مجاميع أخرى حاولت ايضاً التسلل من الجهة الغربية لمدينة عدن والمعروفة بمنطقة صلاح الدين التي تعتبر أحد أهم المداخل الرئيسية لمديرية البريقة التي تقع فيها أكبر مصفاة للنفط، وذلك باتباع أسلوب هجومي غير معتاد من قبل مليشيات الحوثيين وصالح، الذين استخدموا في محاولة تسللهم الدراجات النارية التي تقل أفرادا من الحوثيين حاولوا إيهام رجال المقاومة بتقدم قواتهم ، وهو ما تداركته قيادة عمليات المقاومة التي تصدت لهذا الهجوم وأحبطته وقتلت عدداً منهم .

بعد هذه المحاولات كان هناك هدوء نسبي في مديريات عدن التي نزح إليها عشرات الآلاف من المواطنين والأهالي ، إلا أن حالة من الترقب والحذر سادت الموقف والتزم الكثيرون البقاء في منازلهم ، فيما كانت الحركة في أسواق هذه المديريات تتمثل في شراء الأهالي لحاجاتهم الضرورية من المواد الغذائية رغم الارتفاع الجنوني للأسعار الذي جاء نتيجة لشحة وربما انعدام أغلب المواد الغذائية الضرورية ، ومعه بات الأهالي يتخوفون من كارثة غذائية وإنسانية وشيكة.  .

أما بعض المديريات الأخرى التي تتمركز فيها مليشيات الحوثيين وصالح كمديرية صيرة "كريتر" والمعلا والتواهي وخورمكسر، فإن حركة نزوح الأهالي ما زالت مستمرة ، إلا أنها تكون في كثير من الأحيان محفوفة بالمخاطر جراء انتشار القناصة بشكل كثيف على أسطح المنازل والمباني المرتفعة ، ويقومون بإطلاق رصاص قناصاتهم على أي جسم يتحرك على الأرض، ما جعل الأهالي يسلكون طرقاً فرعية للخروج من المدن.

وقد سقط بحسب مصادر ميدانية لمراسل شبكة "إرم" في عدن أكثر من 3 أشخاص برصاص القناصات في كلا من كريتر والتواهي والقلوعة ، فيما أصيب ما يزيد عن عشرة آخرين ، جراح معظمهم خطيرة بحسب مصادر طبية.

لقد شهدت معظم مديريات مدينة عدن في اليوم الأول للهدنة أيضاً انقطاعا تاما لخدمات الهاتف النقال والهواتف الأرضية ، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي بصورة غير مسبوقة ولساعات طويلة خلال اليوم، ما زاد من معاناة الأهالي مع إرتفاع درجة حرارة الجو التي وصلت إلى مايزيد عن 40 درجة مئوية ، وارتفاع نسبة الرطوبة الى 70% ، كما شكت معظم المديريات والمناطق السكنية في بعض الأماكن المرتفعة من انقطاع المياه عنها أيضا.

كل ذلك جعل محافظة عدن بجميع مديرياتها ومناطقها تعيش حالة مآساوية بكل المقاييس، وفي هذا الشأن تقول "صفية" وهي امرأة في الخمسين من عمرها تقريباً : "نحن متمسكون بحبل الله ولن نستسلم، سلاحنا الوحيد الذي نمتلكه هو الصبر والدعاء للمولى جل وعلى أن يفرج كربتنا وأن ينصرنا على القوم الظالمين" ، واستطردت: "لقد تعبنا من هذا العدو الغاشم الذي شردنا من بيوتنا ودمر مدننا ومنازلنا ايضاً ، أطفالنا يعيشون حالة من الرعب، الأمراض تهدد حياتهم ، شبابنا ورجالنا يقتلون أمام اعين اطفالهم الصغار"، والأدهى من ذلك تقول صفية إنهم يقتلون حتى الأطفال بدمٍ بارد وبغطرسة وعنجهية وصلف ، جرائم حرب ، جرائم ضد البشرية، ونناشد العالم أن ينقذنا من هؤلاء المجرمين " ، مضت صفية في سبيلها وهي تحتضن أحد أطفالها وتتمتم: "حسبنا الله ونعم الوكيل ، فيما يرتكبه عفاش والحوثيون من جرائم حرب ضد الإنسانية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com