"عاصفة الحزم" تعيد فتح ملف الأقاليم الستة باليمن
"عاصفة الحزم" تعيد فتح ملف الأقاليم الستة باليمن"عاصفة الحزم" تعيد فتح ملف الأقاليم الستة باليمن

"عاصفة الحزم" تعيد فتح ملف الأقاليم الستة باليمن

أعادت "عاصفة الحزم" فتح ملف الأقاليم الستة باليمن، بعد ورود تقارير عن تخوفات من أن تؤدي التطورات الأمنية والعسكرية في البلاد إلى بروز مخطط داخلي وإقليمي يعيد رسم الخريطة السياسية لليمن على أساس مذهبي.

وتتخوف أوساط دولية من تقسيم اليمن إلى محافظات شمالية وغربية تُؤول إلى المكونات الشيعية، بينما تبقى المحافظات الجنوبية والشرقية من نصيب السنة.

ورسمياً، كانت مصادر رئاسية يمنية أكدت أن "اقتراح اقامة دولة اتحادية تتألف من ستة أقاليم حصل على أعلى درجة من التوافق والتقارب مقابل اقتراح آخر بتقسيم البلاد إلى إقليمين اثنين، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب".

وأقرت وثيقة مخرجات "مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن"، الذي اختتم في كانون الثاني/ يناير2014، اعتماد شكل اتحادي للدولة اليمنية. وعلى إثر ذلك بشهر، أقرت "لجنة تقسيم الأقاليم" توزيع اليمن إلى ستة أقاليم، اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال.

لكن اللجنة الرئاسية تمكنت من التوصل لاتفاق مبدئي مع الزعيم الحوثي على تشكيل اللجنة المشتركة المنصوص عليها في البند 16 من اتفاق السلم والشراكة الموقع في صنعاء.

الأقاليم الستة في اليمن

وتنقسم الأقاليم في اليمن، بموجب الخريطة، إلى أربعة أقاليم شمالية وإقليمين جنوبيين، وهي كالتالي:

الأقاليم الشمالية الأربعة:

إقليم أزال: ويضم صنعاء وعمران وصعدة وذمار.

إقليم سبأ: ويضم البيضاء ومأرب والجوف.

إقليم الجند: ويضم تعز وإب.

إقليم تهامة: ويضم الحديدة وريمة والمحويت وحجة.

الإقليمان الجنوبيان:

إقليم عدن: ويضم عدن ولحج وأبين والضالع.

إقليم حضرموت: ويضم حضرموت وشبوة والمهرة وجزيرة سقطرى.

الحوثيون يرفضون التقسيم

وجاء رفض الحوثيين على قرار هادي، في أنه "يحمل بُعداً سياسياً "متعجلاً" وملبياً لشروط أحزاب وقوى كبيرة في اليمن، دون مراعاة للعوامل الجغرافية والاقتصادية والثقافية والسكانية والتاريخية"، وأنه "سيقسم البلاد إلى "أغنياء وفقراء".

وبموجب هذه الصيغة، سيكون للحوثيين تواجد كبير في إقليم ازال الذي يضم صنعاء وصعدة، معقل الحوثيين، وعمران وذمار، ولن يحظوا بمنفذ على البحر من خلال محافظة حجة التي ألحقت بإقليم تهامة، كما لن يحظوا بتأثير على مناطق النفط في محافظة الجوف التي ألحقت بإقليم سبأ.

وقال القيادي الحوثي محمد البخيتي، في أحد تصريحاته، إن "الدليل أن التقسيم هذا أتى بصعدة مع عمران وذمار والمفترض أن تكون صعدة أقرب ثقافياً وحدودياً واجتماعياً من حجة والجوف".

ويرى محللون سياسيون أن الحركة الحوثية التي باتت تسيطر على عشر محافظات في الشمال اليمني تريد فرض الأمر الواقع وإلغاء الأقاليم الستة لتنفرد بالسيطرة على كل المحافظات الشمالية، مقابل إبقاء محافظات الجنوب في كيان موحد ضمن إقليم جنوبي، وهو ما توافق عليه الحوثيون والحزب الاشتراكي اليمني والزعيم الجنوبي علي سالم البيض، بحسب تصريحات سابقة لقيادات حوثية.

كما يرفض التقسيم الحزب الاشتراكي اليمني، وبعض القوى الجنوبية.

في حين يتمسك الجنوبيون بصيغة من إقليمين تستعيد في الشكل حدود دولتي اليمن الشمالي والجنوبي السابقتين، الأمر الذي رفضه الشماليون بحجة أنه يفتح الباب أمام تقسيم البلاد مجدداً.

رفض سعودي وإيراني

ويقول مراقبون للسياسة السعودية، إن الرياض التي تبدو حالياً اللاعب الأقوى في اليمن، لن تقبل ببلد مقسم على حدودها الجنوبية الطويلة، وما يعنيه ذلك من حرب أهلية وموجة نزوح هائلة ستعبر الحدود نحو المملكة.

وكانت وزارة الخارجية السعودية، أكدت أن موقفها من وحدة اليمن الوطنية والإقليمية واستقلاله وسيادته أمر ثابت في سياستها.

وعلى صعيد متصل، ترفض إيران مشروع التقسيم، فقد قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، إن التحرك باتجاه تقسيم اليمن لن يكون في صالح أي طرف في المنطقة، داعياً إلى تنفيذ بنود اتفاق السلام والشراكة في اليمن المكمل للمبادرة الخليجية.

وبدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر إن إعلان تحديد تقسيم الأقاليم في اليمن يُعد تطوراً كبيراً في تاريخ اليمن، حيث اتفق اليمنيون على هذا الهيكل الاتحادي، لكنه حذر من احتمال أن يستغرق إنشاء الهيكل الجديد للدولة وقتا طويلا.

جدير ذكره أن شطري اليمن كانا قد اتحدا عام 1990، لكن حربا أهلية اندلعت بعد ذلك بأربع سنوات قمع خلالها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الانفصاليين الجنوبيين وحافظ على الوحدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com