ماذا تحقق من الإستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة التواجد الإيراني في سوريا؟
ماذا تحقق من الإستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة التواجد الإيراني في سوريا؟ماذا تحقق من الإستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة التواجد الإيراني في سوريا؟

ماذا تحقق من الإستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة التواجد الإيراني في سوريا؟

تساءل موقع "نيوز 1" العبري، اليوم السبت، عن مدى نجاح الإستراتيجية الإسرائيلية، الرامية إلى عدم السماح لإيران بترسيخ أقدامها داخل الأراضي السورية، ومنعها من فتح جبهة جديدة في الجولان، تنضم إلى جبهة جنوب لبنان.

وحاول الموقع، تقييم مدى تأثير الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي طوال سنوات ضد أهداف في سوريا، على رأسها الميليشيات الموالية لإيران.

وبيّن أن إيران في المقابل، تبنت إستراتيجية تقوم على تعزيز تواجدها على امتداد الحدود الشمالية الإسرائيلية، أي الجولان وجنوب لبنان، ما وضع الجيش الإسرائيلي بشكل مستمر في حالة احتكاك في هذه الجبهة، لصرفه عن التجهيز لضرب البرنامج النووي في العمق الإيراني.

واستند الموقع إلى دراسة أعدها الخبير العسكري أودي ديكل، نائب مدير "معهد دراسات الأمن القومي"، التابع لجامعة تل أبيب، ورئيس شعبة التخطيط الأسبق بالجيش الإسرائيلي، إضافة إلى تقديرات اللواء تامير هايمان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي.

ووجد الاثنان أن التواجد الإيراني في سوريا "اتسم خلال السنوات الأخيرة بالمرونة، والقدرة على التكيف مع المتغيرات والاعتبارات الداخلية والخارجية، وأن هذا الأمر ينطبق على التواجد الإيراني في سوريا ولبنان على السواء".

وحذر الموقع، بناء على ذلك، من أن إسرائيل "مازالت بعيدة عن تحقيق هدفها الإستراتيجي المتعلق بإبعاد إيران عن سوريا بشكل كلي"، مشيرا إلى أن نظام بشار الأسد والتواجد الروسي ساهما في عدم التوصل إلى هذا الهدف حتى الآن.

ما تحقق

ونقل الموقع عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء هايمان، قوله إن "الأنشطة الإيرانية في سوريا مازالت قائمة، وتتسم بالتكيف مع التطورات، مع أن فكرة ترسيخ أقدامها بشكل كامل في سوريا، بمعني السيطرة عليها، لم تعد قائمة".

ورأى هايمان، أن أحد أوجه نجاح الإستراتيجية الإسرائيلية بشأن سوريا "هو أن منظمة (حزب الله) ابتعدت بالفعل عن القسم السوري من الجولان".

وقال إن الصورة الحالية فيما يتعلق بالتواجد الإيراني في سوريا تتلخص في "وجود مئات الضباط الإيرانيين، وقرابة 20 ألفا من مقاتلي الميليشيات الشيعية، يعملون تحت إمرة (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري".

ويعتقد هايمان، أن الجيش الإسرائيلي "تسبب في تشويش كبير لمحاولات إيران بناء قواعد صاروخية، وإخفاءها بين التجمعات السكنية المدنية في سوريا، على غرار ما أقدم عليه (حزب الله) في لبنان".

وأشار إلى أن إيران دفعت ثمنا باهظا جراء الهجمات الإسرائيلية، ما تسبب في كبح جماح الطموح الإيراني بشأن ترسيخ أقدامها في سوريا، وتسببت في دق إسفين بين نظام الأسد والإيرانيين، بعد أن أدرك الأول أنه يدفع ثمنا كبيرا بسبب استضافته للإيرانيين".

صورة معقدة

لكن الخبير الإسرائيلي أودي ديكل، رأى حسب ما أورده الموقع، أن الصورة أكثر تعقيدا مما وصفه هايمان، واتفق معه على أن التواجد الإيراني في سوريا، المدني والعسكري، يتسم بالتكيف مع الظروف المتغيرة، واتفق أيضا مع فرضية أن هذا التواجد لم يعد بالقدر الذي خططت له طهران.

ولفت ديكل، وفق الموقع، إلى أن الخطط الأصلية لإيران بشأن سوريا، والتي وضعها وباشرها الجنرال قاسم سليماني، قبل اغتياله مطلع 2020، كانت تقوم على خلق ساحة احتكاك مع إسرائيل في هضبة الجولان، من أجل دفعها إلى توجيه طاقاتها العسكرية نحو مواجهات لا تتوقف على امتداد الحدود الشمالية.

واستهدفت تلك الخطة، وفق ديكل، "منع إسرائيل من التركيز على بناء قدراتها العسكرية التي تؤهلها لضرب العمق الإيراني نفسه، وبالتحديد الأهداف المتعلقة بالبرنامج النووي".

وذهب إلى أن إيران "نجحت نسبيا في انشاء مواقع وبنى تحتية عسكرية في جبهة الجولان، وردت إسرائيل بدورها بشكل قوي، ومنعت وجود موطئ قدم عسكري لإيران قرب حدودها، وأسقطت ما يسمى (ملف الجولان) من أجندة منظمة (حزب الله)، التي سعت لتشكيل خلايا إرهابية جنوب سوريا"، على حد قوله.

أوجه التكيف

وحول الصورة المعقدة التي أشار إليها ديكل، فتظهر في نتائج التكييف الإيراني على الأرض، إذ بين أن إيران التي قللت التواجد العسكري وجلب الميلشيات، "بدأت الاستعانة بالسكان المحليين وتجنيدهم، وتسللت إلى المجتمع السوري عبر الدين".

وجاء هذا التحول، من وجهة نظره، من باب استجابة طهران للمتطلبات الروسية، إذ تخشى موسكو من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد التواجد الإيراني العسكري في سوريا، يترك أثرا سلبيا على استقرار نظام الأسد وعلى قواته العسكرية.

وأوضح ديكل، أن إيران بلورت بدائل في سوريا لفرض نفوذها بعيدا عن البعد العسكري، وعملت على التأثير سياسيا واقتصاديا ودينيا، كما استغلت تغيير التركيبة الديمغرافية في مناطق سورية، ومثلا استغلت هروب السكان السُنة من دمشق، وقامت ببناء ضواحي شيعية هناك على النسق الإيراني.

ولفت إلى أن إيران سيطرت على الحدود السورية مع لبنان، وقامت ببناء قوة للتدخل السريع شرق سوريا، مستعدة للسيطرة على المنطقة لو انسحبت القوات الأمريكية منها.

وأشار ديكل، إلى أن إيران حاولت الظهور على أنها ملتزمة بالسياسية الروسية بشأن سوريا، ومن ثم سحبت ميليشيات موالية لها من جنوب البلاد، بناء على طلب موسكو، لكنها لم تسحب "حزب الله".

واعتبر أن إيران، قلصت الدور الذي تلعبه في بناء قدرات الجيش السوري النظامي، دون ان تتجاهل هدفها الإستراتيجي بعيد المدى، أي التأثير على الساحة السورية وامتلاك ما يسمى مجازا "الجسر البري"، من طهران عبر العراق وسوريا وصولا إلى لبنان.

وعملت إيران على الضغط عسكريا على القوات الأمريكية شمال شرق سوريا، وقامت ببناء قواعد لإطلاق الصواريخ والطائرات المُسيرة الانتحارية لضرب إسرائيل.

استمرار الحرب

ودعا ديكل، إلى عدم وضع تقديرات متفائلة للغاية بشأن وقف ترسيخ أقدام إيران في سوريا، لان إسرائيل "مازالت بعيدة عن تحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في إخراج إيران من سوريا بالكامل، ومنع وجود تأثير لها هناك".

وأوضح أن التعويل على احتمال قيام سوريا بوقف التواجد الإيراني في بلاده "لن يجدي نفعا، إذ ينبغي على إسرائيل مواصلة الحرب ضد هذا التواجد".

ورأى ديكل، أن على إسرائيل "إرساء صور للتعاون مع مجموعات محلية سورية تعارض النفوذ الإيراني، فضلا عن ضرورة فتح حوار إيجابي قوي مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل التأثير على مسيرة تشكيل سوريا المستقبلية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com