إسرائيل تعيد دراسة إستراتيجيتها العسكرية بشأن "أبراج غزة"
إسرائيل تعيد دراسة إستراتيجيتها العسكرية بشأن "أبراج غزة"إسرائيل تعيد دراسة إستراتيجيتها العسكرية بشأن "أبراج غزة"

إسرائيل تعيد دراسة إستراتيجيتها العسكرية بشأن "أبراج غزة"

أعادت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية دراسة الإستراتيجية الخاصة بالأهداف التي قد تطالها هجماتها العسكرية في قطاع غزة، في حال اندلاع حرب جديدة، ولا سيما ما يتعلق بالأبراج متعددة الطوابق.

يأتي هذا وفق تقرير صادر اليوم الإثنين، عن "مركز القدس للشؤون العامة والدولة".

ويكمن السبب في ذلك بالتداعيات السياسية والدولية التي نجمت عن استهداف الأبراج إبان عملية "حارس الأسوار" في أيار / مايو 2021.

واستهدفت الغارات الجوية 7 بنايات متعددة الطوابق، وجلبت معها انتقادات دولية حادة ضد الحكومة الإسرائيلية.

ولفت التقرير، بعنوان "أبراج غزة ومأزق إسرائيل وحماس"، إلى أن المرحلة الثانية من مسيرة إعادة إعمار غزة بدأت بالفعل.

ويجري الحديث عن إعادة بناء منازل كانت تعرضت لضربات إبان الحرب الأخيرة، وأن الأبراج متعددة الطوابق بالتحديد، خارج خطط الإعمار.

وذكر التقرير أن هناك توجها إسرائيليا لوقف استهداف الأبراج متعددة الطوابق، والتركيز على أهداف محددة تخص الفصائل الفلسطينية حتى ولو بداخل هذه الأبراج دون هدمها.

ندم إسرائيلي

وشن الجيش الإسرائيلي هجوما على برج "هنادي" غربي مدينة غزة، والذي كان يتكون من 13 طابقا، ويحوي مكاتب لوسائل إعلام فلسطينية ووحدات سكنية، وكذلك أبراج "الجوهرة"، و"الشروق"، وغيرهما.

وبحسب التقرير، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن ندمهم بشأن قرار ضرب برج "الجلاء" في مدينة غزة شمالي القطاع، في اليوم الخامس من العمليات العسكرية، إذ كانت هذه البناية تضم مكاتب شبكات تلفزة ووكالات أنباء دولية.

ونقل عن مصادر سياسية رفيعة في إسرائيل، كانت أبلغت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "الضرر الذي وقع على إسرائيل على الساحة الدولية أكبر من المزايا التي حققتها الهجمات العسكرية".

تحقيق الردع

وفي المجمل، قصف الجيش الإسرائيلي خلال عملية "حارس الأسوار"، 7 أبراج في غزة، وبرر ذلك بأنه استهدف تحقيق الردع أمام المنظمات الفلسطينية ومنعها من مواصلة إطلاق الصواريخ صوب المدن الإسرائيلية.

وقدر أن قصف الأبراج حقق ميزة محددة، وهي أنه ترك لدى الشارع الفلسطيني قناعة بأن إسرائيل لن تتردد في ضرب أهداف حركة حماس حتى ولو كانت في قلب الكتل السكنية.

وبحسب التقرير، بدأت هذه السياسة منذ عملية "الجرف الصامد" العام 2014، ووقتها استهدف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى 10 أبراج متعددة الطوابق، كانت تضم أيضا شققا سكنية.

ونقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن ضرب الأبراج وقتها تسبب في تسريع وتيرة انتهاء الحرب، وقلل سقف مطالب حماس، التي كانت تطالب وقتها برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، بشرط وقف إطلاق النار.

مبررات إسرائيل

وتتهم إسرائيل حركة حماس باستغلال هذه الأبراج لأغراض عسكرية، وتقول إنها أسست بداخلها على سبيل المثال مقر الوحدة المكلفة بالعمليات السيبرانية، والتي تحتوي معدات إلكترونية مخصصة لتشويش عمل رادارات نظام "القبة الحديدية" التي تحمي سكان غلاف غزة من القذائف الصاروخية، وفق التقرير.

وتبرر الهجمات بأن حماس استغلت تواجد وسائل الإعلام الفلسطينية والدولية والعائلات المدنية داخل الأبراج واستخدمتهم كدروع بشرية، وتقول إن الحركة تضع قدراتها العسكرية في قلب المناطق السكنية على أساس أن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمتها خشية قتل الأبرياء.

وأضاف تقرير المركز، أن الهجوم على الأبراج مبرر من النواحي العسكرية، لكنه من النواحي السياسية شكل خطأ، وتسبب في إثارة الرأي العام الدولي ضد إسرائيل.

ووفق التقرير، حذر الجيش الإسرائيلي، قاطني برج "الجلاء" قبل القصف، ومنحهم مهلة للإخلاء، لكن انهيار البرج دفع حماس للإعلان عن معادلة جديدة، وهي: "مقابل انهيار كل برج أو بناية مدنية في غزة، سترد الحركة بقصف تل أبيب بمئات الصواريخ"، وهو ما حدث بالفعل وتسبب في زيادة التصعيد.

إعادة الاعمار

وذهب التقرير إلى أن إعادة بناء الأبراج المدمرة خلال الحرب الأخيرة، تأتي في ذيل قائمة الأولويات الخاصة بإعادة الإعمار بالنسبة للدول المساهمة.

ولفت إلى أن المرحلة الثانية من إعادة الإعمار دخلت حيز التنفيذ عقب إزالة أنقاض المنازل المدمرة، مشيرا إلى أن بيانات إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكدت أن 1335 منزلا دمر بالكامل، وتضرر 12886 منزلا بشكل متوسط إلى طفيف جراء القصف الإسرائيلي.

ومضى التقرير قائلا: إن "هذه الأبراج اعتبرت مشاريع اقتصادية أكثر منها لتوفير السكن، مع أنها كانت تضم مئات العائلات، وذكر أن 450 شقة سكنية كانت بداخل هذه الأبراج يقطنها 3 آلاف شخص".

تغيير السياسة

ونبه التقرير، أن إعادة بناء الأبراج التي دمرت عامي 2014 و2021، سيستغرق سنوات طويلة للغاية، وأن إسرائيل استخلصت دروسا من جولة التصعيد الأخيرة، ولن تقدم على تدمير أبراج أخرى بالكامل في قطاع غزة، أو بنايات متعددة الطوابق مخصصة للسكن، بغية تقليص الأضرار والتداعيات السياسية والدولية.

وختم التقرير بالإشارة لتقديرات مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة، لم يسمها، إلى أن الذراع العسكرية لحماس ستواصل استغلال الأبراج متعددة الطوابق لأغراض عسكرية، وسوف تؤسس بداخلها مكاتب لوحداتها ومراكز قيادتها.

وقال: إن "إسرائيل ستنتقل إلى أسلوب الضربات المحددة والدقيقة للأهداف المتواجدة داخل الأبراج"، واصفا هذا الأسلوب بأنه أشبه باستخدام "الملاقط" للتعامل مع جزء محدد دون تدمير هذه الأبراج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com