الشكوك تظلل الحوار الليبي الموازي بالجزائر
الشكوك تظلل الحوار الليبي الموازي بالجزائرالشكوك تظلل الحوار الليبي الموازي بالجزائر

الشكوك تظلل الحوار الليبي الموازي بالجزائر

يبدو أن جولة الحوار السياسي الليبي الموازية، التي قرر لها أن تنعقد بضيافة الجزائر، ترزح بين مطرقة التشكيك في نواياها، وبين سندان التحالفات التي يعول عليها لإنجاحها.



وقبل ساعات من انطلاق جولة الحوار في الجزائر، والتي دعي لها أكثر من 150 شخصية ليبية، تمثل قادة أحزاب وناشطين سياسيين وفي مجال حقوق الانسان، لا تبشر المواقف التي أعلنتها بعض الأطراف الليبية بالنجاح، بعد الرفض والتشكيك والحذر في تبنيها.


أول ضربة قد تطيح بجولة الجزائر للحوار الليبي، أعلنها تحالف مليشيات قوات "فجر ليبيا" التي صنفها البرلمان الليبي المعترف به دولياً، جماعة إرهابية.


مليشيات "فجر ليبيا" أعلنت صراحة رفضها أي مخرجات للحوار الذي ينعقد في الجزائر، متهمة جميع الأحزاب السياسية بما فيها "الإسلامية والليبرالية" البارزة، أنها "تشارك في جولة الحوار بالجزائر، بهدف تقاسم السلطة في المشهد السياسي الذي سيفرزه الحوار"، وهو أمر مفروض ولن نرضى بمخرجاته".


وطالبت مليشيات "فجر ليبيا" بمنع حزب تحالف القوى الوطنية، الذي يتزعمه محمد جبريل، رئيس المكتب التنفيذي إبان المجلس الانتقالي السابق، وجماعة الإخوان المسلمين أيضاً، من دخول المشهد السياسي، حتى تنتهي المرحلة الانتقالية، ويتم صياغة دستور دائم لإنهاء الانقسام السياسي.


من جهته، يرى محمد عبد الله النائب في البرلمان الليبي، أن "موقف مليشيات فجر ليبيا، لا يمثل إلا مناورة، لكسب التأييد الشعبي، خاصة بعدما تكبدت خسائر كبيرة من قبل الجيش الوطني غربا وشرقا".


ويتابع النائب في حديثه مع "إرم" عبر الهاتف، "لا يراودني شك بأن موقف فجر ليبيا من الأحزاب، وتحديدا من جماعة الإخوان المتحالفين معها، هو مناورة سياسية مدبرة، جاءت بعد انكشاف عورة الإخوان السياسية، وبات الليبييون، لا يقبلون وجودهم على المشهد، ويعتبرونهم سبب الانقسام السياسي والأزمة القائمة".


وأبدى عدد من النواب تخوفهم من الحوار المنعقد في الجزائر، واتهم بعضهم القيادة الجزائرية صراحة، "بدعمها للإرهابيين والقيادات الإسلامية الليبية، بهدف تمكينهم من الحكم في ليبيا".


ويؤكد النائب في البرلمان الليبي، أن الجميع يدرك العلاقة التي تربط الأحزاب الإسلامية بالجزائر، التي دخلت في تحالف مسبق معها، قبل بداية أي حوار ليبي - ليبي على أراضيها.


الموقف الثاني والذي يعد ملفتاً، جاء من حزب الاتحاد من أجل الوطن الإسلامي، الذي يرأسه عبد الرحمن السويحلي، عضو المؤتمر الوطني المنتهية ولايته عن مدينة مصراتة، وهو الحليف الأكبر لمليشيات فجر ليبيا وأكبر الداعمين سياسياً وعسكرياً لها.


وأعلن الاتحاد من أجل الوطن في بيان رسمي، رفضه دعوة تقدمت بها بعثة الأمم المتحدة للمشاركة في حوار الجزائر.


مبيناً في هذا الصدد، "انطلاقًا من موقفنا الثابت بعدم المشاركة في أي حوارات أو مفاوضات، قد تنعكس سلبًا على تماسك جبهتنا الداخلية الداعمة للمؤتمر الوطني العام، وإيمانًا منا بأن هذه المرحلة الاستثنائية الحساسة من تاريخ ليبيا، تقتضي تقليص دور الأحزاب السياسية، وعدم الإنجرار وراء المصالح الشخصية الضيقة".


وبين الحزب، بأنه يؤكد "تفويض المؤتمر الوطني كممثل شرعي وحيد، في أي مفاوضات أو حوارات، لذا نعتذر‬عن قبول الدعوة الموجهة من بعثة الأمم المتحدة إلى الحزب، للمشاركة في الجلسة المزمع عقدها اليوم بالجزائر، بمشاركة عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية، دون أي معايير أو ضوابط محددة وواضحة".


هذا وتعد جولة الحوار الليبي بالجزائر، استكمالاً لجولات الحوار السياسي التي أعلن عنها برنادينو ليون، المعبوث الدولي الخاص إلى ليبيا، والذي أكد انعقاد ثلاث جولات موازية للحوار الرئيس في المغرب، الأولى بضيافة الجزائر تختص بقادة الأحزاب وناشطين وسياسيين، والثانية في ضيافة بروكسل يشارك فيها قادة التشكيلات المسلحة، والثالثة في مصر، التي يتوقع أن تحتضن ممثلي القبائل والنازحين والمهجرين.


وينتظر أن يستكمل جولة الحوار السياسي في المغرب غدا الأربعاء، بعدما انتهت أعمال الجلسة الأولى السبت الماضي ولمدة ثلاثة أيام، ونوقش فيها مشروع تشكيل حكومة توافقية وانسحاب المسلحين من المدن واعتماد جدول زمني لهيئة صياغة الدستور.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com