الأولى من نوعها منذ 2011.. ما دلالات زيارة وزير الدفاع السوري للأردن؟
الأولى من نوعها منذ 2011.. ما دلالات زيارة وزير الدفاع السوري للأردن؟الأولى من نوعها منذ 2011.. ما دلالات زيارة وزير الدفاع السوري للأردن؟

الأولى من نوعها منذ 2011.. ما دلالات زيارة وزير الدفاع السوري للأردن؟

أجرى وزير الدفاع السوري علي أيوب، مباحثات في العاصمة الأردنية عمان، أمس الأحد، تناولت عددا من القضايا، على رأسها ملف أمن الحدود.

وهذه هي أول زيارة علنية لمسؤول سوري بهذا الحجم، إلى عمان، منذ عام 2011.

وأعلنت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أمس الأحد، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف الحنيطي، استقبل وزير الدفاع رئيس أركان الجيش السوري العماد علي أيوب، وبحثا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب الوكالة، بحث الجانبان تنسيق الجهود لضمان أمن الحدود المشتركة بين البلدين، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الإرهاب والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات".

وأكدا "استمرار التنسيق والتشاور المستقبلي إزاء مجمل القضايا المشتركة".



يقول المحلل السياسي والباحث الإستراتيجي الأردني الدكتور عامر السبايلة، إن "أهم ما في زيارة علي أيوب للأردن، هو علنيتها، وهي بمثابة قص الشريط للبدء بالزيارات والتعامل المباشر بصورة علنية بين الأردن وسوريا".

لكنّ السبايلة، ومحللين آخرين يرون أن زيارة وزير الدفاع السوري إلى الأردن، لها دلالات عديدة، وحملت معها تطمينات سورية للمملكة بشأن عدد من الملفات التي تقلق عمان.

الميليشيات الإيرانية

لطالما أعربت عمان عن قلقها من وجود ميليشيات موالية لإيران بالقرب من حدودها الشمالية مع سوريا، وهي المنطقة التي أكد السبايلة ضرورة "تأمينها" إذا ما أريد للعلاقات بين البلدين أن تعود لطبيعتها.

ويقول السبايلة في تصريح لـ"إرم نيوز": يجب على سوريا _كبادرة حسن نية ولضمان استمرار هذه العلاقة_ أن تضمن ألا يكون هناك نفوذ لهذه الميليشيات في المناطق المحاذية للأردن، وأن تهيئ المناخ والأرضية المناسبة لانطلاق عملية تعاون واسع، تبدأ عبر بوابة الطاقة وتشمل الكثير من القطاعات لاحقا".

وجاءت زيارة وزير الدفاع السوري، إلى الأردن، في وقت يشهد فيه جنوب سوريا، تغييرات عسكرية وأمنية، فقبل نحو أسبوع دخلت قوات الجيش السوري إلى مدينة درعا المحاذية للحدود الأردنية، وذلك للمرة الأولى منذ أن فقد الجيش السيطرة عليها قبل عشرة أعوام.

وجاءت تلك التطورات -بحسب ما نقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر معارضة- في ظل "توافقات جديدة يرعاها الأردن بغطاء إقليمي ودولي".

تطمينات

وفي الإطار ذاته، اعتبر الخبير العسكري الأردني مأمون أبو نوار، أن زيارة علي أيوب إلى عمّان، حملت تطمينات بشأن تواجد الميليشيات الإيرانية قرب الحدود بين الأردن وسوريا.

ورجح أبو نوار في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن زيارة وزير الدفاع السوري "حملت ضمانات إلى عمّان، بأن الميليشيات الموالية لإيران، لن تعبث بأمن الحدود البرية بين الأردن وسوريا".

وحذّرت أوساط سياسية أردنية، غير مرة، من اقتراب الميليشيات الإيرانية من حدود الأردن. وبالرغم من ذلك، لم يُسجل أي اعتداء من قبل هذه الميليشيات على حدود الأردن.

إلا أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كشف في وقت سابق، عن هجوم بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع.

وقال الملك عبدالله في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، في تموز/ يوليو الماضي، إن "الأردن هوجم بطائرات مسيرة تبين أنها تحمل تواقيع إيرانية وكان علينا التعامل معها".



الطاقة تفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين
ورأى أبو نوار، أن الزيارة حملت "تبادلا للضمانات" بين البلدين، بشأن قضايا أخرى غير الميليشيات، على غرار عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، وتأمين خط الغاز وشبكة الكهرباء التي تعبر الأراضي السورية.

وفي آب/ أغسطس الماضي، أبلغت السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا، رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، بقرار الإدارة الأمريكية متابعة مساعدة لبنان لـ"استجرار الطاقة الكهربائية" من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري.

ويعتقد أبو نوار، أن "لقاء علي أيوب والحنيطي، تضمن ضمانات سورية، لحماية أنابيب الغاز وشبكة الكهرباء المتجهة نحو لبنان".

ويقول السبايلة في هذا السياق، إنه كان "من المستحيل الحديث عن مرور خط غاز إلى لبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية، دون تنسيق بين دمشق وعمان، والجزء الأهم من هذا التنسيق هو الأمن، الذي يضمن بدء وديمومة هذا المشروع".

التهريب

وأشار الخبير العسكري الأردني أبو نوار، إلى أن "اللقاء ،أيضا، اشتمل على تنسيق بين القيادتين العسكريتين في البلدين، للحد من عمليات التهريب العابرة للأراضي السورية نحو الأردن".

وباستمرار، يعلن الجيش الأردني التصدي لعمليات تهريب أسلحة ومخدرات عبر الحدود السورية، تتطور أحيانا إلى إطلاق نار، وإصابة أو قتل المهربين.

وفي حديثه عن تهريب السلاح والمخدرات، أشار السبايلة إلى أن موضوع التهريب قد يكون الأهم بالنسبة للأردن، وسيطالب بوضع حد لتلك العمليات في أي اجتماعات تعقد مع الجانب السوري.



مستقبل العلاقات السياسية

أما المحلل السياسي الأردني سلطان حطاب، فيقول إن زيارة علي أيوب "تأتي في طريق تصفية المناخ الأمني مع الأردن".

ويرى حطاب في حديثه مع "إرم نيوز"، أن "نجاح التنسيق الأمني، يدفع نحو التحسن على مستوى العلاقات على الجانب السياسي".

وتوقع زيارات مستقبلية، لمسؤولين أردنيين إلى دمشق، "تصب في إطار تحسين الوضع الأمني".

ويرى مراقبون وخبراء سياسيون، أن هناك تحولا أردنيا تجاه الحكومة السورية.

واعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في مقابلته مع "سي أن أن"، أن "الرئيس السوري بشار الأسد، ونظامه، سيبقيان في سوريا لأمد طويل"، داعيا إلى حوار منسق مع السلطات في دمشق.

وقال "علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل يجب تحقيق تغيير للنظام أو تغيير للسلوك؟ إذا كانت الإجابة تغيير السلوك، فماذا علينا أن نفعل للتلاقي حول كيفية التحاور مع النظام، لأن الآخرين يقومون بذلك، لكن ليست هناك خطة حتى الآن".

يذكر أن زيارة وزير الدفاع السوري إلى الأردن، جاءت بعد نحو 3 أشهر على زيارة قام بها وزيرا النفط والكهرباء السوريان إلى العاصمة الأردنية للبحث في سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة.

وكانت تلك أول زيارة لوفد حكومي سوري إلى الأردن منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011. فيما كان رئيس المخابرات السورية علي مملوك، زار الأردن بشكل غير علني، أكثر من مرة خلال السنوات الماضية.

ويعتبر الأردن من بين دول عربية قليلة أبقت على علاقاتها واتصالاتها مع سوريا عقب اندلاع النزاع السوري العام 2011، ولكن هذه الاتصالات كانت محدودة. فيما تستضيف المملكة عددا كبيرا من اللاجئين السوريين.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com