مفتي مصر: "الجهاد" مصطلح مختزل حاولت الجماعات المتطرفة الاستيلاء عليه
مفتي مصر: "الجهاد" مصطلح مختزل حاولت الجماعات المتطرفة الاستيلاء عليهمفتي مصر: "الجهاد" مصطلح مختزل حاولت الجماعات المتطرفة الاستيلاء عليه

مفتي مصر: "الجهاد" مصطلح مختزل حاولت الجماعات المتطرفة الاستيلاء عليه

قال مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام إن "ظهور تنظيم داعش عام 2014، أرهب العالم وأجبر الناس على الهجرة من أماكنهم، وأن حب الوطن هو جزء من الإيمان، وعليه، حاولت الجماعات المتطرفة الاستيلاء على مصطلح (الجهاد)، زاعمة أنه الوسيلة للبناء. والجهاد مصطلح مختزل، والقتال ليس من اختصاص تلك الجماعات، بل من اختصاص الدولة بإجماع الأمة، وقرار الحرب قرار خطير، لذلك لا يجب لأي مجموعة أن تنفرد به".

وأضاف في لقاء تلفزيوني، الجمعة "استشعرنا هذا الخطر على الأمة، وأنشأنا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذي يعمل على مدار الساعة من خلال 3 محاور، الأول: عملية رصدية لما يصدر من آراء وفتاوى تكفيرية وآراء متشددة، والثاني: تحليل المرصود من خلال وحدة التحليل الموجودة في دار الإفتاء المصرية، والأمر الثالث: إصدار تقرير عن عملية الرصد".

وتابع: "نحن نريد أن نكون في مجال التخصص، فهي قضية ينبغي الانتباه إليها، وبناء على ذلك فالعقبة في مسألة تجديد الخطاب تأتي نظرا لدخول أشخاص غير مؤهلين للنظر في مجال الفتوى، وقراءاتهم غير متبصرة ولا تدرك الواقع، وهو ما ينتج عنه فتاوى شاذة وفرض رأي فقهي معين، وغزو الساحة الفقهية بهذا الرأي وتخطي الآراء الأخرى، وهذه منهجية خاطئة ولم يقل بها أحد من العلماء".

 



وأوضح أن "دار الإفتاء المصرية تتبع مدرسة الاجتهاد، ولا تقف عند الموروث فقط، بل تتبع ضوابط معينة هذا الموروث احتواها، وهناك قضايا عديدة جدا في الواقع ليست موجودة في الزمن السابق، لذلك فإن العقل الفقهي سيظل في حلقات نورانية متواصلة مربوطا بالمنهج الذي ورثناه، ولا يرتبط بقضايا جزئية بقدر ما يرتبط بكيف عالج الفقيه السابق قضاياه في واقعه وفي زمنه".

وأضاف: "إذا أدركنا هذا الشق فإننا نستطيع ألا نقف عند حدود الفتاوى السابقة"، مؤكدا أن "بعض الفتاوى ينبغي أن تظل حبيسة زمنها، وعلينا أن نلج إلى المناهج والأصول مع مراعاة تغير الزمن وتحرك العقل الفقهي لاستيعابه بصورة منضبطة وفهم رشيد للنص الشرعي".

وشدد المفتي علام على أهمية "عدم فصل العقل والتفكير عن أي جزئية من جزئيات الفتوى"، مشيرا إلى أن "الفتوى تتألف من ثلاثة أجزاء وعمادها العلم، والعلم لا يمكن أن يكون إلا في إطار عقل منضبط".

وحول من له حق الفتوى، قال علام إنه "الشخص الذي استجمع عناصر العملية الإفتائية التي تتكون من ثلاثة أجزاء، الأول هو أن يكون مدركا لحقيقة النص الشرعي والأدلة المنبثقة عنه بكافة التفاصيل، فيحتاج إلى تكوين علمي حقيقي، وأن يكون مر عليه زمن كما يقول الإمام الشافعي رحمة الله عليه، بمعنى أن يكون لديه بنية علمية أساسية معتمدة ومر على شيوخ العلم، ومدارسة العلم على مدى طويل من الزمن، وفي التعريف المعاصر هو أن يكون التحق بالمؤسسات التي تعنى بتكوين العلماء الذين سيتصدرون المشهد الإفتائي، وهذا يستغرق أكثر من 15 عاما".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com