"فورين بوليسي": فاغنر الروسية تتمدد في سوريا من القتال إلى النفط
"فورين بوليسي": فاغنر الروسية تتمدد في سوريا من القتال إلى النفط"فورين بوليسي": فاغنر الروسية تتمدد في سوريا من القتال إلى النفط

"فورين بوليسي": فاغنر الروسية تتمدد في سوريا من القتال إلى النفط

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن "محاربي الظل"، التابعين لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحصلون على حصة في النفط السوري، في محاولة لتعزيز النفوذ.

وأضافت في تقرير نشرته مساء الاثنين، على موقعها الإلكتروني: "شركة روسية توصلت أخيرا إلى اتفاق مع الحكومة السورية في مشروع لاستكشاف النفط والغاز في مياه البحر المتوسط، هي في الأصل جزء من شبكة مكونة من بعض الشركات، التي تمثل مجموعة المرتزقة الروس الغامضة، والمعروفة باسم "فاغنر"، والتي لعبت دورا محوريا في الأنشطة الروسية المزعزعة للاستقرار في العالم، وفقا لرسائل بريد إلكتروني، وسجلات الشركة التي اطلعت عليها المجلة".

صفقات روسية مع حكومة الأسد

وكتبت "فورين بوليسي": "الاتفاق الذي تم مع شركة "كابيتال" الروسية سابقا، والذي تم اعتماده من جانب الرئيس السوري بشار الأسد في مارس الماضي، سيؤدي نظريا إلى قيام الشركة الروسية باستكشاف النفط والغاز في مساحة 2250 كيلو مترا مربعا أمام الساحل في جنوب سوريا، ويهدد ذلك بإثارة نزاع مع لبنان المجاور، وتشير إلى أن المساحة السابقة تضم منطقة تابعة لمياهها الإقليمية".

وقالت المجلة: "يأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لتعزيز نفوذها الإستراتيجي في سوريا، وتوسيع وجودها في شرق البحر المتوسط، ويظهر أيضا استمرار روسيا في الاستعانة بمصادر أخرى في تحقيق أهداف سياستها الخارجية الأكثر تعقيدا، وذلك من خلال استخدام مقاولين عسكريين، لا ينتمون إلى الحكومة، للتدخل في جميع أنحاء العالم بمخاطر أقل، وبقدرة أكبر على إنكار علاقتها بهم".



ونقلت "فورين بوليسي" عن كانديس روندو، الزميلة البارزة في مركز مستقبل الحرب، وهي مبادرة مشتركة لجامعة نيو أمريكا وأريزونا، قولها: "التحدي الذي نواجهه الآن يتمثل في أن متعاقدين عسكريين روسا من القطاع الخاص سوف يكونون جزءا ثابتا في مشروعات النفط والغاز بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا  مستقبلا".

دور حليف بوتين المقرب

وأشارت المجلة إلى أن شركة المتعاقدين الروس العسكرية الخاصة، هي عبارة عن مجموعة غامضة من الشركات، يُقال إن المسؤول عنها أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يفغيني بريغوجين، الذي تعرض لعقوبات من جانب الولايات المتحدة على خلفية محاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وانتخابات الكونغرس في 2018، إذ يبدو أن شركته الآن تتدخل في مستقبل سوريا.

وكشفت "فورين بوليسي" أن "تحليل رسائل البريد الإلكتروني كشف تشابك هيكل الملكية بين شركة "كابيتال" الروسية، وفروع أخرى تابعة لشركة "فاغنر غروب" تعمل في سوريا.. المدير العام الموقّع على الاتفاق مع الحكومة السورية وهو إيغور فيكتوروفيتش خوديريف، مُدرج كرئيس لوحدة الجيولوجيا في شركة "إيفروبوليس"، وهي شركة أخرى تابعة لـ"فاغنر غروب"، توصلت في السابق إلى اتفاق مع الحكومة السورية، إذ منحتها 25% من عائدات حقل للنفط والغاز، تم استعادته من تنظيم داعش الإرهابي".

وقالت المجلة: "هناك شركتان أخريان على الأقل، على صلة بـ"فاغنر"، توصلتا إلى اتفاقات نفط وغاز مع الحكومة السورية، في عام 2019 وافق البرلمان السوري على عقود تتعلق باستكشاف وتطوير 3 تكتلات بحرية، من المعتقد أن كلّا منها يحتوي على 250 مليار متر مكعب من الغاز، في الوقت الذي أشارت فيه صحيفة "نوفايا غازيت" الروسية إلى أن شركتي "ميركير" و"فيلادا" كان لديهما علاقات قديمة مع بريغوجين".

ستار "فاغنر غروب"

ورأت المجلة أن هذه العقود كانت بمثابة مكافأة لجماعات المرتزقة التي قاتلت إلى جانب قوات الحكومة السورية في بعض المعارك ذات الصفة الخاصة بحرب العصابات.

وبحسب "فورين بوليسي"، من المعتقد أن المئات من المرتزقة الروس لقوا مصرعهم في اشتباكات مع قوات أمريكية بعد هجومهم على موقع عسكري في دير الزور، حيث كانت تعمل مجموعة صغيرة من القوات الأمريكية والكردية في المنطقة.

وقالت المجلة إن "الاستخدام الواضح لـ"فاغنر غروب" في سوريا يعتبر مؤشرا على إستراتيجية الكرملين في سوريا: شركات الطاقة الروسية العملاقة ليست هي التي يتم استخدامها لكسب موطئ قدم، ولكن يتم استغلال الشركات الصغرى في تحقيق هذا الهدف، والحصول على وجود في سوريا، بحسب آنا بورشتشيفسكايا، الزميلة البارزة في معهد واشنطن، وخبيرة السياسة الروسية في الشرق الأوسط".

أهمية النفط السوري إستراتيجيّا

قبل اندلاع الحرب في عام 2011، كانت سوريا تنتج 400 ألف برميل من النفط يوميا، ما يمثل أقل من نصف في المئة من إمدادات النفط العالمية في هذا الوقت، منذ ذلك الحين فإن الإنتاج تراجع بنسبة 90%، ويُقدر الآن بـ20 ألف برميل يوميا، إذ لا تزال معظم حقول النفط السورية الأكثر إنتاجية تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال غرب البلاد، وفقا لـ "فورين بوليسي".



وكتبت المجلة: "في الوقت الذي تضخّ فيه شركات النفط الروسية أكثر من 10 ملايين برميل نفط يوميا، فإن الإنتاج السوري لا يبدو أنه يمثل أي أهمية من الناحية الاقتصادية البحتة، بحسب كرم شعّار، الباحث في معهد الشرق الأوسط، والخبير في الاقتصاد السوري".

وأضافت "فورين بوليسي": "ولكن روسيا ترى سوريا وموارد الهيدروكربون بها كوسائل لتعزيز نفوذها في الدولة التي تتطلع إلى مرحلة إعادة الإعمار عقب عقد من الحرب الأهلية".

ونقلت المجلة عن كرم شعّار قوله إن "روسيا تملك ولاء بشار الأسد، ولكن الروس يريدون شيئا مكتوبا، إنهم يعلمون جيدا أن من يملك السلطة على النفط في سوريا سيكون له موقف تفاوضي قوي ومهم للغاية، في ظل الاقتصاد السوري المحدود".

"هلال روسي" في أفريقيا وأوروبا

وأكدت "فورين بوليسي" أن وجود موطئ قدم أقوى في سوريا يساعد موسكو أيضا على تحقيق هدفها طويل الأمد، المتمثل في إعادة تأسيس وجودها في شرق البحر المتوسط،  ولطالما كانت لروسيا علاقات وثيقة مع سوريا، التي تضم قواعد جوية وبحرية روسية.

وقالت المجلة: "كان قرار روسيا بالتدخل في الصراع السوري عام 2015 بمنزلة علامة على عودتها إلى الشرق الأوسط، بعد أن كانت غائبة إلى حد كبير منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ومن خلال وضع نفسها كحليف مخلص عززت موسكو علاقاتها في المنطقة مع تراجع دور الولايات المتحدة".

ووفق "فورين بوليسي"، رأت آنا بورشتشيفسكايا أنه "إذا نجحت روسيا في تعزيز وجودها ونفوذها في ليبيا وسوريا، فإن هذا يمنحها "هلالا إستراتيجيّا"، يسمح لها بالتوسع في أفريقيا، وأوروبا عبر جانبها الجنوبي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com