الفلسطينيون في لبنان.. وضع معيشي قاتم في ظل الفقر والبطالة وكورونا
الفلسطينيون في لبنان.. وضع معيشي قاتم في ظل الفقر والبطالة وكوروناالفلسطينيون في لبنان.. وضع معيشي قاتم في ظل الفقر والبطالة وكورونا

الفلسطينيون في لبنان.. وضع معيشي قاتم في ظل الفقر والبطالة وكورونا

أصبح المثل القائل: "في وضع لا يحسد عليه" ينطبق تماما على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع تفاقم حالات الفقر والبطالة بسبب تناقص مساعدات هيئة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" واستمرار حصار الجيش اللبناني لمخيماتهم وتفشي جائحة "كورونا."

ومع تجمع كافة هذه المصائب عليهم يبدو أن الفلسطينين لم يعودوا يفكرون بما ستؤول إليه التسويات السياسية في الشرق الاوسط وكيف ستؤثر على مصيرهم ومستقبلهم وأصبح تفكيرهم منصبا على كيفية العيش، وبمعنى آخر بات الفلسطيني يعيش لليوم وليس للغد.



وتتباين الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية بشكل كبير حول عدد الفلسطينيين في لبنان إذ يشير المختص في شؤون اللاجئين في لبنان علي هويدي إلى أن تقديرات "الأونروا" في لبنان لأعداد وحاجات المستفيدين التي تستند إليها الوكالة في تحديد ميزانيتها السنوية ”غير دقيقة" معتبرا أن عدم الدقة هي أحد أسباب معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأوضح أن هناك 4 أرقام متغايرة بشكل كبير حول إحصائيات عدد اللاجئين في لبنان أولها رقم 550 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى وكالة الأونروا، حسب إحصائيات  2018  بينما تشير التقديرات الفعلية إلى أن العدد الحقيقي هو 300 ألف لاجئ.

وأفاد هويدي بأن الإحصائية الثالثة بتقدير من الدولة اللبنانية، والمركز الإحصائي في رام الله في نهاية 2017 تقدّر العدد بـ174 ألفًا، موضّحًا أن العدد الأخير حسب إحصائية وكالة الأونروا في عام 2015 هو 280 ألف لاجئ فلسطيني.

ورغم أن اللاجئين يقيمون في لبنان منذ أكثر من 70 عاما إلا أنهم لا يزالون محرومين من معظم الحقوق السياسية والاجتماعية والإنسانية بما فيها حق التملك والعمل في المؤسسات الحكومية والعلاج الطبي في مسشفيات الدولة ومنعهم من شغل 72 مهنة.

ومما زاد من معاناة الفلسطيينين في الآونة الأخيرة هو قرار الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب تقليص المعونات المالية للسلطة الفلسطينية و "الأونروا"، اذ إن مساهمات الولايات المتحدة تصل إلى ما يقارب من ثلث ميزانية وكالة الإغاثة، إضافة إلى الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية.

وقال محمود شحادة عضو اللجنة الشعبية في مخيم "المية ومية" شرق مدينة صيدا الجنوبية: "حالات الفقر زادت بشكل كبير في العامين الماضيين لأسباب كثيرة منها عدم وجود وظائف وقرار الأونروا تقليص المساعدات المالية والعينية للأسر الفلطسينية بسبب النقص الحاد في ميزانيتها ومنع الفلسطيني من العمل في معظم القطاعات في لبنان."

وأضاف: "الظروف الإنسانية والاجتماعية في المخيمات باتت مخيفة ومقلقة بدرجة كبيرة، وما يفاقم الوضع هو تفشي وباء كورونا... كثير من الأسر لم يعد لديها ما تسد به رمقها لأنها تعتمد على الأونروا بشكل كبير، وعلاوة على ذلك نحن نعيش حالة حصار من قبل الجيش اللبناني منذ أكثر من 20 سنة وعندما تسنح لنا الفرصة لنفكر بمستقبلنا ومصيرنا نرى أنه مصير مجهول ومستقبل قاتم ومظلم".



وإلى جانب "الأونروا" يعيش بعض الفلسطينيين على رواتب متدنية من منظمة التحرير الفلسطينية وتحويلات مالية من ذويهم في الخارج، إلا أن معدلات البطالة داخل المخيمات، البالغ عددها 12 مخيما، زاد على80% في العام الماضي، في حين يعيش أكثر من 60% من اللاجئين في لبنان تحت خط الفقر.

وفي بيان لها الأسبوع الجاري عقب اجتماع طارئ لبحث وباء "كورونا" اتهمت اللجان الشعبية للمخميات الفلسطينية "الأونروا" بالتهرب من مسؤولياتها بعد أن كانت قد وعدت بتطبيق خطة إغاثة عاجلة لمواجهة "كورونا" ونقص الموارد المالية للفلسطينيين.

وقال البيان إن "عدم تحمل الأونروا مسؤولياتها زاد من صعوبة حياة الفلسطينيين ومعيشتهم.. ولذلك نطالبها بشكل عاجل بتحمل كامل مسؤولياتها من خلال تطبيق خطة إغاثية عاجلة، مالية وعينية، ورفع مستوى التقديمات الصحية، وتطوير برنامج حالات العسر الشديد ليطال أوسع شريحة من أبناء شعبنا، سيما أن الفقراء بازدياد مضطرد والبطالة تحولت إلى ظاهرة عامة في المخيمات."

وكما هي الحال مع وضعهم الإنساني والاجتماعي يتعرض الفلسطينيون في لبنان لضغوط سياسية هائلة من أجل القبول بتوطنيهم في لبنان، والتنازل عن حق العودة إلى بلادهم في الوقت الذي أكد فيه لبنان أكثر من مرة رفضه فكرة التوطين بدعوى أنها يمكن أن تقوض التوازن الطائفي الهش في البلد البالغ عدد سكانه مع اللاجئين نحو 6.5 مليون نسمة.

ويعود أصل معظم الفلسطينيين في لبنان إلى قرى ومدن في شمال فلسطين المحتلة، التي لن يتم إدراجها في أي مفاوضات بشأن تسوية نهائية للقضية الفلسطينية.

وفي عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية البالغ عدد سكانه أكثر من 100 ألف نسمة، جلس علي كنعان على كرسيه الخشبي القديم أمام محله للحلاقة، وقال: "يقولون لا للتوطين... ونحن نقول لا للتوطين.... لكن بصراحة أنا أرى أن التوطين تم ولن يكون بمقدور لبنان وغيره رفض ما تمليه عليهم أمريكا وحلفائها."



وأضاف: "نحن في الحقيقة نريد العودة لديارنا اليوم قبل الغد، لكن الواقع على الأرض يقول عكس ذلك، ألا ترى المأزق الذي نعيش فيه... وبما أننا الآن هنا لا نريد سوى العيش بكرامة وأن يعطينا لبنان ولو جزءا بسيطا من حقوقنا الإنسانية، بانتظار ما سيحدث."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com