انتقادات يونانية قبرصية من عمّان.. محللون: رسالة أردنية مبطنة إلى تركيا
انتقادات يونانية قبرصية من عمّان.. محللون: رسالة أردنية مبطنة إلى تركياانتقادات يونانية قبرصية من عمّان.. محللون: رسالة أردنية مبطنة إلى تركيا

انتقادات يونانية قبرصية من عمّان.. محللون: رسالة أردنية مبطنة إلى تركيا

تتعدد الرسائل الصادرة من الأردن بين فترة وأخرى، بشأن الموقف من السياسة التي تتبعها تركيا في المنطقة، حيث استضافت عمّان يوم الثلاثاء وزيري خارجية دولتين هما الأشد عداء لأنقرة في أزمة شرق المتوسط.

الوزيران اليوناني نيكوس ديندياس، والقبرصي نيكون خريستودوليديس، اتخذا هذه المرة من العاصمة عمان، منبرا لتوجيه انتقادات لتركيا، بالرغم من أن تصريحات نظيرهما الأردني أيمن الصفدي بشأن هذا الأزمة، اقتصرت على الدعوة إلى "إنهاء التوتر في شرق المتوسط عبر المفاوضات وعلى أساس احترام القانون الدولي".

تصريحات بغلاف دبلوماسي، يرى محللون أنها لا يمكن أن تخفي "رسائل غير مباشرة" ربما حاولت عمان إيصالها إلى أنقرة.

 

وتحوّل التوتر في تركيا واليونان حول حقوق استخراج الغاز والنفط في شرق البحر الأبيض المتوسط، إلى صراع وصلت أصداؤه إلى أوروبا ودول المنطقة التي دخل بعضها في تحالفات مع طرف ضد الطرف الآخر.

‎لكن الأردن كان بمنأى عن هذا التوتر بشكل مباشر لوقت قريب، إلا أن لقاء الثلاثاء اعتبره محللون دخولا على خط الأزمة.



وتستضيف اليونان، العام المقبل، اجتماعا على مستوى القادة، يضم الأردن وقبرص، وهو اجتماع عقد أيضا في العامين الماضيين.

نهج مشترك

وقال الوزير اليوناني خلال لقاء عمان: "وجدنا مقاربة أو منهجاً مشتركاً، وهذا هو سبب الاجتماع الثلاثي للأمانة التي ستتأسس في نيقوسيا".

وأضاف: "أيضاً اتفقنا على أن نزور العراق، وسيتم ذلك بالتنسيق مع مصر التي تمتلك أيضاً آلية تعاون ثلاثية مع بلاده وقبرص لدراسة القيام بزيارة رباعية إلى العراق لبحث التعاون".

وأردف قائلا "أود أن أكرر ما هو واضح، فإن التعاون بين بلداننا ليس ضد أي أحد ولكنه مفتوح للجميع على أن نتشارك في ذات الفهم، وهو السلام والاستقرار والقانون الدولي".

وأشار دنديداس إلى "الخلاف مع تركيا والتوتر في شرق المتوسط والجهود المبذولة لحله واحتواء التوتر، وعرض وجهة نظر بلاده حول أسباب الخلاف وسبل حله"، مؤكدا "التمسك بالقانون الدولي وبالعمل على تحقيق الاستقرار".



تمحور تقوده مصر

يقول المحلل الأردني منذر الحوارات إن "الأردن ضمن التمحور الذي تقوده مصر بشأن أزمة شرق المتوسط، حيث شارك في مناورات عسكرية نهاية الشهر الماضي معها إلى جانب الإمارات والبحرين".

ويضيف الحوارات في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "موقف الأردن كان غامضا في البداية بشأن أزمة شرق المتوسط، لكن الأمور بدأت تنجلي شيئا فشيئا، بالنسبة لهذه المسألة وللسلوك التركي في المنطقة".

وأشار إلى أنه رغم ذلك "يميل الأردن إلى الحلول الدبلوماسية في هذه الأزمة".

وعن المكاسب الأردنية من هذا التمحور، أشار الحوارات إلى أن "الموقف الأردني متأتٍ من الالتزام تجاه مصر بالدرجة الأولى، ومن الأمن الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط، لأن الاضطراب سينعكس سلبا على المملكة".



وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، وقعت 7 دول هي مصر وإسرائيل وقبرص (اليونانية) واليونان وإيطاليا وفلسطين إلى جانب الأردن، اتفاقية إيذانا بإطلاق منتدى غاز شرق المتوسط رسميا.

واعتبرت تركيا أن هذا المنتدى الذي أعلن عن تأسيسه في العام 2019، "جاء بدوافع سياسية لإخراج تركيا من معادلة الطاقة في شرق المتوسط".

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، في كانون الثاني/ يناير الماضي، إنه "لو كان الهدف الحقيقي من المنتدى هو التعاون، لتمت دعوة كل من تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية إليه".

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، في ديسمبر الماضي، أن "الأردن شارك في المنتدى بعد دعوته من مصر، لحماية حقوق ومصالح المملكة بصفتها دولة مستوردة للغاز ودولة عبور، بوجود خط الغاز العربي فيها، الذي يبدأ من العريش المصرية إلى العقبة ويمتد إلى شمال الأردن ومن ثم إلى سورية ولبنان".

رسائل غير مباشرة

يتفق المحلل السياسي الأردني الدكتور عامر سبايلة، مع ما ذهب إليه الحوارات، بشأن موقف الأردن من أزمة شرق المتوسط، الذي وصفه بأنه "عداء مفتوح مع تركيا".

ويقول السبايلة في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "الأردن يدور في الفلك المصري وتحالف القاهرة مع أثينا في محور الغاز، إلى جانب انضمامه إلى منتدى غاز شرق المتوسط".

 



ويضيف أن "طبيعة التحرك الأردني السياسي تجاه أي قضية تكون بالدعوة إلى المفاوضات والحوار والدبلوماسية، لكن ذلك لا يخفي رسائل غير مباشرة لتركيا".

خلاف متصاعد

وإلى جانب أزمة شرق المتوسط، يرصد مراقبون دلائل كثيرة على محاولة عمان الابتعاد عن تركيا، فقبل أكثر من عام جمد الأردن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين على نحو مفاجئ.

وتوترت العلاقة بين تركيا والأردن، تحديداً بعد تقرير نشرته وكالة "الأناضول" التركية، في أيار/ مايو الماضي، وأورد اتهامات للأردن بدعم الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.

وفي غير مرة، أبدى الأردن بشكل غير مباشر عدم ارتياحه للنشاط التركي المتزايد في القدس عبر وكالة "تيكا"، وهو ما قد يشكل منافسة للدور الأردني هناك.

وفي هذا السياق، أعربت اليونان وقبرص، في قمة القادة لعام 2019، عن "دعم جهود الملك الأردني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في حماية الأماكن المقدسة في المدينة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس".

وكان الأردن حاضرا في الحرب التي وضعت أوزارها مؤخرا بين أرمينيا وأذربيجان، إذ استدعت الأخيرة في يوليو الماضي، السفير الأردني احتجاجا على ما أسمته تزويد المملكة لأرمينيا بالأسلحة "لاستهداف أراضيها"، وهو ما نفته عمان.

وزار رئيس أرمينيا أرمين سركيسيان، الأردن في نوفمبر الماضي، والتقى الملك عبدالله الثاني الذي أكد "ضرورة المضي في جهود حل النزاع في إقليم ناغورنو كاراباخ، وفق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية والقانون الدولي، وبما يضمن الأمن والاستقرار".

وكانت تركيا لاعبا صريحا في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، عبر دعم الأخيرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com