عقب هجوم الرضوانية.. مخاوف من عودة داعش إلى قلب بغداد
عقب هجوم الرضوانية.. مخاوف من عودة داعش إلى قلب بغدادعقب هجوم الرضوانية.. مخاوف من عودة داعش إلى قلب بغداد

عقب هجوم الرضوانية.. مخاوف من عودة داعش إلى قلب بغداد

حذر مراقبون ومختصون في الشأن الأمني من نشاط ملحوظ لتنظيم داعش في بغداد، وذلك عقب هجوم شهدته منطقة الرضوانية جنوبي العاصمة.

وقُتل وأصيب سبعة أشخاص بينهم عناصر من قوات الأمن، مساء الأحد، في هجوم شنه تنظيم داعش على موقع عسكري.

وبحسب خلية الإعلام الأمني، فإن مجموعة إرهابية مكونة مِن أربعة أشخاص قامت، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، بمهاجمة نقطة للصحوة في قرية البلاسمة في منطقة الرضوانية.

وبحسب البيان، "أدى الهجوم إلى استشهاد أربعة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين، أحدهم غادر المستشفى صباح اليوم الإثنين".



منطقة آمنة

ويأتي هذا الهجوم عقب أشهر من الاستقرار الأمني النسبي الذي شهدته بغداد، التي يسكنها نحو 10 ملايين نسمة، خاصة فيما يتعلق بالهجمات التي يشنها التنظيم المتطرف.

ورغم الملاحقات المكثفة لعناصر داعش، من قبل القوات العراقية، إلا أن التنظيم ينشط بين الحين والآخر، عبر الخلايا النائمة، ويستهدف القوات العسكرية أو المدنيين، خاصة في المحافظات التي كان يحتلها 2014 – 2017.

من جهته، قال الزعيم القبلي في منطقة الرضوانية التي شهدت الحادث، عباس الجبوري: إن "المنطقة آمنة منذ عدة أشهر، حيث عاد العشرات من العائلات النازحة إلى مناطق سكناها، عقب الاتفاق مع القوات الأمنية، لكن مؤخراً بدأنا نلحظ تحركات غريبة لعناصر مجهولة، في الليل، وهي تمارس بعض الأعمال المريبة".

وأضاف الجبوري لـ"إرم نيوز" أن "مناطق جنوب بغداد، وإن كانت تشهد استقراراً أمنياً، إلا أنها لا تخلو من بعض المشاكل، حيث يعتمد عناصر الصحوة على المرتبات التي تقدمها لهم الحكومة العراقية، وهي تتأخر بشكل دوري، فضلاً عن مشاكل الدعم اللوجستي والفني، وهو ما يهدد هذا البرنامج الذي يؤمّن قطّاعات واسعة من مناطق بغداد".

وقوات الصحوات هي مجموعات عشائرية تشكلت عام 2007 بدعم من القوات الأمريكية، التي كانت تحتل العراق، وحكومة نوري المالكي؛ لمقاتلة تنظيم القاعدة الذي كان ينشط في المناطق السنية، لكن عقب هزيمة التنظيم بشكل تام، أُحيل آلاف المقاتلين السنة إلى وظائف حكومية مدنية، وبأجور بسيطة، ولم يتبقَ إلا القليل منهم في جنوبي العاصمة، وبعض المناطق الأخرى، للمشاركة في تأمينها.



تشتت الإرهابيين

بدوره، رأى المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، أن "تنفيذ العصابات الإرهابية لعمليات تعرض هنا وهناك هي دليل على تشتتهم، ومحاولة تشتيت أنظار القوات الأمنية عن العمليات الكبيرة التي تنفذها في نينوى وصلاح الدين والجزيرة وكربلاء".

وأضاف الخفاجي، في تصريح للوكالة الرسمية، أن "التعرض الذي نفذته العصابات الإرهابية في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد وراح ضحيته 4 شهداء وإصابة 3، أثبت أن العدو يحتضر وأنه كان يهدف إلى إحداث ثغرة في أطراف بغداد التي يرفض مواطنوها وجود الإرهاب".

وتعلن القوات العراقية، بشكل يومي، القبض على عدد من عناصر داعش، في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، مع إعلان ألقابهم التي كانوا يُكنون بها.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، الشهر الماضي، القبض على قيادي بداعش مع ثلاثة من معاونيه في بغداد.

وقالت في بيان: إن "المتهم كان مسؤول مكتب الزكاة بتنظيم داعش لما يسمى ولاية راوه - قاطع الفرات، وإنه تم القبض عليه مع ثلاثة من معاونيه في منطقتي الدورة، وحي الجامعة ضمن محافظة بغداد".

وبحسب البيان، فإن "العملية تمت من خلال متابعة مستمرة لعصابات داعش الإرهابية التي اتخذت من محافظة بغداد ملاذا لها، واستنادا لمعلومات استخباراتية دقيقة".

ويشير خبراء أمنيون إلى أن الخلايا النائمة لداعش تنشط في المناطق الريفية، بشكل أكبر من المدن، لما توفره من بيئة شاسعة للاختباء والتحرك بعيداً عن أعين القوات العسكرية.



على حالها

وقال العميد المتقاعد حميد العبيدي: إن "الأساليب المتبعة في مواجهة داعش والتنظيمات المتطرفة ما زالت على حالها، منذ نشوء تلك الجماعات، ولم تتمكن الحكومة العراقية من تطوير منظومة المواجهة، سواءً عبر تفعيل الجهود الاستخبارية، أو رعاية برامج فكرية، تحارب التطرف والإرهاب".

وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن "الحكومة العراقية اعتمدت المسار العسكري فقط في مواجهة تنظيم داعش، مع ضعف واضح في تشكيل بيئة مساندة للقوات الأمنية في أغلب المحافظات، حيث ما زال المواطنون يخشون من الإبلاغ عن التحركات المشبوهة؛ خشية تعرضهم إلى أذى أو خلق شكوك لدى القوات العسكرية بوجود صلات مع تلك التنظيمات".

ورأى أن "العمليات العسكرية الجارية، وإن كانت تحقق مكاسب جيدة، لكنها بحاجة إلى تعزيز باستخبارات نشطة، قادرة على استخدام أحدث الطرق في الكشف عن العناصر الإرهابية".

وعلى الرغم من أن العراق كان أعلن عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة من البلاد، ويشن هجمات من وقت إلى آخر.

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com