مع اقتراب رفعه من قائمة الإرهاب.. الضغوط الأمريكية للتطبيع مع إسرائيل تثير جدلا في السودان
مع اقتراب رفعه من قائمة الإرهاب.. الضغوط الأمريكية للتطبيع مع إسرائيل تثير جدلا في السودانمع اقتراب رفعه من قائمة الإرهاب.. الضغوط الأمريكية للتطبيع مع إسرائيل تثير جدلا في السودان

مع اقتراب رفعه من قائمة الإرهاب.. الضغوط الأمريكية للتطبيع مع إسرائيل تثير جدلا في السودان

أثارت ضغوط أمريكية على السودان لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل نقاشا عاما في قضية ظل الحديث فيها محظورا لفترة طويلة، الأمر الذي كشف عن انقسامات ربما تعقد إبرام أي اتفاق من هذا النوع سريعا.

وربما يكون الاتفاق بين السودان وإسرائيل قد أصبح أقرب مما كان يوم الإثنين، عندما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أن واشنطن سترفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.



وقد بدا أن قيادات عسكرية تقود المرحلة الانتقالية على الصعيد السياسي في السودان، تفتح الباب أمام تطبيع العلاقات غير أن جماعات مدنية تضم ساسة يساريين وإسلاميين أبدت رفضها لذلك.

وحتى الآن رفضت حكومة الخبراء محاولات أمريكية لدفع السودان للاقتداء بالإمارات والبحرين اللتين وقعتا اتفاقيتي سلام مع إسرائيل في البيت الأبيض الشهر الماضي.

وقال مصدران كبيران بالحكومة السودانية: إن حذر الخرطوم يعكس مخاوف من أن يؤدي مثل هذا التطور الكبير في السياسة الخارجية في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية عميقة إلى اختلال التوازن الدقيق بين العسكريين والمدنيين بل وتعريض الحكومة نفسها للخطر.

وقال أحد المصدرين: إن "اتخاذ قرار تاريخي بخصوص العلاقات مع إسرائيل يتطلب وضعا فيه استقرار اقتصادي وسياسي في البلاد".

وأضاف أنه "بعد رفع العقوبات الأمريكية يمكن للسودان أن يناقش الحوار بشأن التطبيع مع إسرائيل وفوائده للسودان وفقا لمصالح السودان".

ومنذ 18 شهرا يمر السودان، الذي كان من ألد خصوم إسرائيل على مر السنين، بمرحلة انتقال سياسي بعد عزل الرئيس عمر البشير من السلطة في أعقاب احتجاجات شعبية.

وتواجه الحكومة تضخما متصاعدا يتجاوز 200 في المئة، وقد واجهت صعوبات في توفير السلع والخدمات الأساسية. وتسببت جائحة فيروس كورونا وفيضانات شديدة في زيادة مشاكل السودان.

ومن المحتمل أن يسهم رفع السودان من قائمة الإرهاب، بمجرد أن تخصص الخرطوم 335 مليون دولار وافقت على دفعها لضحايا هجمات متشددين وأسرهم، في تخفيف المشاكل الاقتصادية، وذلك من خلال خطوات منها فتح مساعدات تنموية وإنسانية بعد أن بحث مسؤولون أمريكيون والفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني مسألة العلاقات مع إسرائيل في ذلك الشهر.

غير أنه في الوقت الذي تضغط الولايات المتحدة بشدة لكي يقيم السودان علاقات طبيعية مع إسرائيل وهي تضع اللمسات الأخيرة على قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب، شدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على ضرورة عدم الربط بين الأمرين.

 عامل الوقت

قالت هبة محمد علي القائمة بأعمال وزير المالية للتلفزيون السوداني يوم الإثنين، إنه "ليس من الممكن إرغام شعب بالكامل على التطبيع في غضون أسبوع أو اثنين".

وأضافت أنه "إذا كانت رغبة السودان هي إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل فيتعين إتاحة فرصة مناسبة لتدارس الأمر بالتفصيل".

ورغم التأييد البادي من جانب البرهان الذي التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا خلال شباط/فبراير، ومن جانب نائبه العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي أثنى مؤخرا على التنمية الاقتصادية في إسرائيل، فإن التحرك السريع لتطبيع العلاقات قد يؤدي إلى تصدع التحالف المدني الذي يشاركانه السلطة.



وقال صديق فاروق من قيادات الحزب الشيوعي في التحالف الذي يدعم الحكومة "رأينا في الكيان الصهيوني أنه لا يزال ثابتا، فهذا كيان عنصري يعادي كل حركات التحرر الوطني".

ويقول حمدوك إنه لا يملك تفويضا للبت في العلاقات مع إسرائيل.

وقال فتح الرحمن أحمد من جامعة النيلين بالخرطوم: إن "حمدوك بهذا الموقف يريد تحاشي اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلى انقسام في الائتلاف الحاكم الذي يدعم الحكومة".

وربما يؤدي الاعتراف بإسرائيل أيضا إلى رد فعل من الجماعات الإسلامية الموالية للبشير والتي سعت لتشويه الانتقال السياسي.

ومع ذلك فقد تمكن البعض من إبداء تأييده على الملأ لإقامة علاقات مع إسرائيل.

ويقول أبو القاسم برطم العضو السابق بالبرلمان: إنه يخطط للقيام برحلة مع 40 شخصية من قطاعات الأعمال والرياضة والثقافة إلى إسرائيل كخطوة لبناء الثقة الشهر المقبل.

وفي القدس، قال زفي هاوزر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلية (كان) إنه بإمكان إسرائيل مساعدة المنطقة بالعلوم والتكنولوجيا، وأبدى أمله أن ينضم السودان إلى "موجة" الاعتراف بإسرائيل.

ويقول بعض الشباب السوداني الأقل دراية بالقضية الفلسطينية من آبائهم وأجدادهم إنهم يؤيدون هذه الخطوة.

وقال أحمد إبراهيم (30 سنة) الموظف بشركة للاتصالات "ليس لدي أي اعتراض على إقامة السودان علاقات طبيعية مع إسرائيل إذا كان ذلك في صالح البلد".

وأضاف "نريد وظائف و(خدمات) الصحة والتعليم وحياة أفضل ... ينبغي أن يهتم السودان بنفسه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com