العراقيون يترقبون نتائج الانتخابات الأمريكية.. بين استمرار "استقرار ترامب" ومخاوف "تقسيم" بايدن
العراقيون يترقبون نتائج الانتخابات الأمريكية.. بين استمرار "استقرار ترامب" ومخاوف "تقسيم" بايدنالعراقيون يترقبون نتائج الانتخابات الأمريكية.. بين استمرار "استقرار ترامب" ومخاوف "تقسيم" بايدن

العراقيون يترقبون نتائج الانتخابات الأمريكية.. بين استمرار "استقرار ترامب" ومخاوف "تقسيم" بايدن

يتطلع العراقيون بحذر إلى الانتخابات الأمريكية، لمعرفة هوية سيد البيت الأبيض القادم، إن كان الرئيس الحالي دونالد ترامب، أم المرشح الديمقراطي جو بايدن، فيما يحتدم النقاش بشأن السياسة الخارجية لكلٍ منهما في بلادهم التي تعاني جملة ملفات أبرزها الصراع بين واشنطن وطهران.

ويمثل توقيت الانتخابات بالنسبة للعراقيين، أهمية كبيرة، إذ يتزامن مع عدة تحديات مرتبطة بالولايات المتحدة، مثل خروج قوّاتها من العراق، وانتشار الميليشيات المسلحة، التي تهدد البعثات الدبلوماسية، فضلاً عن مخاوف بشأن ضياع نتائج سياسة "الضغط الأقصى" التي بدأها ترامب على إيران.

وألقت العقوبات الأمريكية بظلالها سريعاً على الوضع الداخلي، للمجموعات المسلحة، عقب وضعها على لائحة الإرهاب، مثل كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وعصائب أهل الحق، وهو ما تمثل بتخفي قادة تلك المجموعات، تحسبًا من الاستهداف الأمريكي، بالإضافة إلى ضعف التمويل لتلك الميليشيات بسبب العقوبات المفروضة على طهران.

استقرار نسبي

إزاء ذلك، رأت أستاذة العلاقات الدولية، في جامعة بغداد، بسمة الأوقاتي، أن "فوز الرئيس ترامب سيكون أفضل للعراق، لما شهدته البلاد خلال فترة إدارته من استقرار نسبي، وسياسات داعمة للحكومة العراقية، ووحدة وسيادة العراق، وهو عكس توجه بايدن الذي يشجع على الفئوية، وتقسيم العراق دعمًا لحركة أو نظرية ما بعد الحداثة التي يؤمن بها قادة الديمقراطيين، فضلاً عن المرونة مع إيران".



وقالت الأوقاتي لـ"إرم نيوز" إن "بايدن يفضل تفاوضا مرنا مع إيران وعلاج نقاط الإشكال معها عبر العودة للاتفاق النووي وإلغاء العقوبات مع المفاوضة على تعديل الاتفاق لإضافة جوانب أخرى إليه، أما ترامب فنقطة خلافه في الأسلوب مع بايدن باتباع سياسة الضغوط القصوى، لجلب إيران إلى طاولة التفاوض وهي مهيأة لما هو مطلوب وعدم إضاعة الوقت في مفاوضات طويلة دون نتيجة".

وأشارت إلى أن "مناهضي السياسة الإيرانية في المنطقة التي تنشط لتنمية نفوذها في مناطق واسعة في الشرق الأوسط، يتمنون فوز ترامب ولا يحبذون فوز بايدن الذي يعني العودة لسياسات فترة أوباما المرنة".

ويقول مراقبون للشأن العراقي، إن ما حصل خلال أربع سنوات من تدخلات إيرانية سافرة في الشؤون العراقية، وإقحام الميليشيات التابعة لها في المؤسسات والأماكن الحساسة، بما في ذلك المنطقة الخضراء، واعتدائها على البعثات الدبلوماسية ومهاجمتها المعسكرات العراقية وقتلها أمريكيين وعراقيين وأجانب في هذه الهجمات، لا يمكن إغفالُه لمجرد تغيُّر الرئيس.

وتمثل زاوية العلاقة مع إيران، أبرز الملفات التي يُعنى بها العراقيون، خاصة مع النتائج المتحققة في العملية السياسية، والدفع باتجاه تلبية مطالب الاحتجاجات الشعبية، والتضييق الحاصل على وكلاء إيران، خاصة عقب مجيء حكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، التي انتهجت سياسة واضحة فيما يتعلق بعلاقاتها مع الطرفين.



بايدن.. صاحب مشروع التقسيم والأقاليم

قال القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، سبهان ملا جياد، إن "العراقيين يرون في بايدن مشروع الأقاليم وتقسيم بلادهم، فهو الذي طرح هذا المشروع سابقاً، لذلك لا يستبعد أن يعود بايدن إلى هذا المشروع، في ظل الاتجاه الحاصل نحو إسرائيل في المنطقة".

وقال ملا جياد، لـ"إرم نيوز"، إن "العراقيين يرون أن بايدن مدافع عن الملف النووي الإيراني، الذي يمثل خطورة على العراق، والخليج والعرب عموماً، لأن أية دولة نووية في هذه المنطقة ستتحكم بمقاليد الأمور فيها، خاصة أن العلاقات في هذه المنطقة غير مستقرة، ولم تستطع شعوب هذه المنطقة التوصل إلى اتفاقات سلام طويلة الأمد، وهناك أجندات دولية تعمل عليها، شرقية وغربية".

وأشار إلى أن " فوز ترامب يعني استمرار السياسة الحالية، ومواجهة الإرهاب، حيث انسحب أوباما وبايدن من العراق عام 2012، ولما انسحب الجيش الأمريكي ترك فراغاً أمنياً، وهم على دراية بهذا الفراغ، وكأنهم أعطوا الضوء الأخضر لإيران للتمدد في العراق"، لافتاً إلى أن "أغلب العراقيين يتطلعون إلى فوز ترامب".

في السياق، يبرز ملف تنظيم داعش، ونشاطاته الملحوظة في مناطق شمال وغرب البلاد، عاملاً أساسياً في نظرة العراقيين إلى سياسة الرئيسين تجاه محاربة الإرهاب، وعدم إضاعة المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية، المتمثلة بهزيمة داعش وتقويض نشاطاته.

لكن آخرين يرون أنه ليس بالضرورة أن تعيد إدارة بايدن في حال فوزه، النظر في مجمل سياسات ترامب، فهي في النهاية صادرة من مراكز القرار والدوائر الداخلية الفنية، فعلى سبيل المثال، لم تتحسن العلاقات الأمريكية الإيرانية في عهد الرئيس أوباما بشكل كبير، حتى بعد إبرام الاتفاق النووي عام 2015، ولم تسمح إدارة أوباما للبنوك والشركات الأمريكية أن تتعامل مع إيران، وما حصل هو وضع برنامج التسلح النووي الإيراني تحت الرقابة الدولية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com