إيران تتغلغل في المجتمع السوري بالمد الشيعي وفرض اللغة الفارسية

كشف خبراء وصحفيون عن تغلغل النظام الإيراني في المدن السورية عن طريق نشر التشيع وتعليم اللغة الفارسية، وذلك ضمن أهداف طهران لتعزيز نفوذها المذهبي والثقافي بجانب النفوذ السياسي والعسكري في سوريا.

وقال نوار شعبان الخبير الأمني في مركز أبحاث "عمران"، إن "إيران منذ تدخلها في سوريا كان لها اهتمام خاص بالأنظمة العسكرية والأمنية لهذا البلد، لكن بعد تلقيها خسائر عسكرية في الميدان بدأت طهران في البحث عن دعائم أخرى تدعم نفوذها في سوريا".

وأضاف شعبان لموقع "إيران واير" المعارض أن "طهران تعمل على تعزيز نفوذها في المجتمع السوري، حيث أخذت بدعم مؤسسات خيرية في مناطق بمدن دير الزور، إذ إن الهدف من هذا الدعم هو تقديم المذهب الشيعي واللغة الفارسية للأطفال والشباب الفقراء في هذه المناطق".

من جانبه، كشف الصحفي عمر الأحمد عن تأسيس إيران مؤسسة تعليمية تحت مسمى "مؤسسة النور الساطع"، حيث تنشط هذه المؤسسة بمنطقة الفيلات بدير الزور السورية، وتعمل على تقديم أنشطة ثقافية أبرزها جذب الأطفال من سن 6 إلى 15 عاما.

وأوضح الأحمد أن "إيران تستغل الظروف الاقتصادية لهؤلاء الأطفال السوريين وتدعمهم بمبالغ شهرية تُقدر بـ 20 ألف ليرة سورية، شرط أن يسجل الطفل اسمه في المؤسسة المذكورة، على أن تتولى المؤسسة تدريب وتعليم الأطفال"، معتبرًا أن هذه المؤسسة ستكون بوابة جديدة لنفوذ الميليشيات الإيرانية بين المواطنين السوريين".

من جهته، قال أحمد الرمضان مدير موقع "فرات بوست" إن "الهدف الرئيس لمؤسسة النور الساطع هو الترويج للمذهب الشيعي بين الأطفال والشباب السوريين المحرومين من الإمكانات المادية والفكرية".

وأكد الرمضان أن "إيران منذ توغل قواتها في مدينة دير الزور تشارك في البرامج الفنية والثقافية، حيث تبين أن جهات إيرانية توزع على أهالي وأطفال المدينة مجلات باللغة الفارسية بهدف التعرف أكثر على هذه اللغة".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" كشفت في تقرير سابق أن "الفجوة المذهبية بمنطقة الشرق الأوسط مهدت الطريق أمام إيران لتأليف كتب تعليمية تعمل على زرع قيم في الأطفال تهتم بالعرقية التي تمزجها بشكل أساس بالمذهب الشيعي".

كما نوه تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن "إيران تستغل المساعدات الإنسانية التي تُقدم للسُنة في المدن السورية وذلك لنشر الأفكار الشيعية بينهم بهدف السيطرة الكاملة على هذا البلاد، إذ إن إيران تعمل على استخدام قدراتها العسكرية والاقتصادية لتحويل سوريا إلى قاعدة دائمة لها".

وكانت تقارير لوسائل إعلام معارضة كشفت في وقت سابق عن زيادة إيران استثماراتها في سوريا عبر مشروعات تحت غطاء إعادة إعمار سوريا، بينما يرى مراقبون أن هذه الأنشطة الاقتصادية تلعب في الحقيقة دورا لمد نفوذ طهران في منطقة الشام والبحر المتوسط.

ويندد نشطاء سوريون بما يعتبروه استغلال النظام الإيراني للأزمة السياسية في سوريا منذ 2011، لمصالح طهران السياسية والاقتصادية، الأمر الذي حذر منه النشطاء واعتبروه تكالبا من نظام طهران على مقدرات وطنهم.