سوريا .. ريبال رفعت الأسد يعلق على "تمرد" رامي مخلوف
سوريا .. ريبال رفعت الأسد يعلق على "تمرد" رامي مخلوفسوريا .. ريبال رفعت الأسد يعلق على "تمرد" رامي مخلوف

سوريا .. ريبال رفعت الأسد يعلق على "تمرد" رامي مخلوف

علق ريبال رفعت الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، على الأزمة التي أثارها رجل الأعمال رامي مخلوف في دمشق، بانتقاده العلني للنظام.

وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن "ريبال الأسد لا يعتبر غريبا عن المشاكل العائلية العنيفة، فعندما كان مراهقا دخل في شجار مع بشار، ابن عمه الأكبر، خارج مطعم في دمشق، وانتهى به الأمر بالقبض عليه من قبل جنود مسلحين".

ورأت أن "ريبال يعتبر مصدرا موثوقا للتحدث عن الخلافات غير المسبوقة التي اندلعت بعد انتقاد الرئيس السوري من قبل رامي مخلوف، رجل الأعمال والمحسوبية الذي كان ينظر إليه في الماضي كمصرفي النظام".

واوضحت الصحيفة "على الرغم من أن وسائل الإعلام الحكومية السورية تجاهلت النزاع، إلا أنه أثار اهتمام أصدقاء النظام وأعداءه على حد سواء، ويأتي ذلك بعد إدانة علنية غير عادية للرئيس الأسد في روسيا، أقوى داعم عسكري لسوريا، وسط خلافات واضحة مع الرئيس فلاديمير بوتين حول مسار نهاية الحرب الأهلية، وإعادة بناء البلاد".

 



وقال ريبال الأسد (44 عاماً) للصحيفة "اختفى أناس آخرون فقط لأن النظام رأى أنهم يشكلون تهديدا. والآن يخرج هذا الرجل ويقول أشياء خطيرة للغاية، ويتحدث بطريقة قد تكون طبيعية في بلد غربي، ولكن ليس في سوريا، فهناك لا يقبل هذا النوع من الحديث".
وأشارت "التايمز" إلى أن "مخلوف صدم كل سوريا بسلسلة من مقاطع الفيديو والخطابات على الإنترنت عبر فيسبوك، تستهدف الرئيس بشار الأسد، وهو أمر غير مسبوق حتى بالنسبة للأقارب المقربين، وفي مقاطع الفيديو، شوهد مخلوف وهو يجلس في غرفة ذات جدران حجرية ويتحدى (الرئيس) بشأن مطالب النظام بدفع الضرائب".
وأضافت "أُشيع بالفعل أن مخلوف (50 عاما)، أغنى رجل في سوريا، لم يعد من المقربين من النظام، وقد عزل جزءا من إمبراطوريته التجارية، بما في ذلك شركة (سيريتل) مشغلة الهاتف المحمول الرئيسية في سوريا، لكن الشروط التي كان مخلوف يقاومها، تشير إلى أن الرئيس أحاط نفسه بالمقربين الذين يملؤون جيوبهم، وأن الوضع بات مشتعلا".

 


وتابعت الصحيفة "كان الوضع مربكا حتى لريبال الأسد، الذي ساعد والده رفعت (82 عاما) شقيقه الأكبر حافظ الأسد للوصول للسلطة عام 1970، وخرج معه في الثمانينيات وأمضى سنوات منذ ذلك الحين في لندن وباريس، ومن ثم توفي حافظ الأسد في عام 2000، تاركا البلاد التي كانت تحت سيطرة قبضته الحديدية لابنه بشار".
ولفتت "التايمز" إلى أنه "عندما بدأ بشار تحرير الاقتصاد وخصخصته، استغل الفرصة رامي مخلوف، ابن خاله، وجمع ثروة تقدر بـ 5 مليارات دولار، لكن في مقاطع الفيديو كان يقول إنه لا يستطيع سداد الضرائب المقدرة بـ 230 مليون دولار، والمطلوبة منه".
وعلق ريبال عبر الهاتف من مقر إقامته في إسبانيا "إنه مبلغ ضخم ولكن ليس لشخص بهذا الثراء، يحصل على كل الدخل من سيريتل ومن شركات النفط وغيرها، فهم لم يعطوه هذا المال لنفسه فقط، بل لسبب وجيه، فلا يحق له الاختلاف في الرأي الآن إذا طلبوا منه 200 مليون دولار، هذا أمر غير منطقي!".
وأردفت الصحيفة "لا يعتبر ريبال السوري الوحيد الذي يتساءل: لماذا يعتقد مخلوف أنه قادر على تحدي ابن عمه القوي؟ وقد تعددت النظريات حول هذا الأمر، وأشارت إحدى النظريات إلى أن الأمر برمته خدعة بين أبناء العم لإثبات أن الرئيس صارم في مواجهة الفساد، في حين تربط نظرية أخرى تحدي مخلوف بسلسلة مفاجئة من المقالات في وسائل الإعلام الروسية تشير إلى أن موسكو قد خاب أملها في الرئيس الأسد".

 


وقالت الصحيفة "جادلت هذه المقالات بما ادعته المعارضة السورية لسنوات، وهو أن النظام فاسد وعنيف بشكل لا يمكن إصلاحه لدرجة أنه حتى لو فاز في الحرب الأهلية فإنه لن يتمكن من لم شمل البلاد مرة أخرى. وكتب أحد السفراء السابقين في دراسة لاذعة لمركز أبحاث روسي مدعوم من الدولة: (أصبح من الواضح بشكل متزايد أن النظام متردد أو غير قادر على تطوير نظام حكم يمكنه التخفيف من الفساد والجريمة)".
واعتبرت "التايمز" أن "هذه المقالات تغذي نظرية أن الروس سيؤيدون مخلوف كبديل، أو أنه يعتقد ذلك على الأقل، ومع ذلك يقدم ريبال إجابة أبسط، وهي أن الأمر يرجع إلى طبيعة الأسرة الجدلية للغاية، إذ كان ريبال في التاسعة من عمره عندما نفي والده بعد أن زعم أنه قاد محاولة انقلاب ضد حافظ".
ونقلت عن ريبال قوله إنه اصطدم بابن عمه بشار عام 1994: "تحدث بشار إلي بشكل سيئ، فأجبته، وفي اليوم التالي، عندما حاولت الصعود على متن طائرة إلى خارج البلاد، وصل الجيش، وأطلق الرصاص، وأجبرني على تسليم نفسي".
وأوضحت الصحيفة "تم إطلاق سراح ريبال في نهاية المطاف، ولكن استمرت النزاعات العنيفة في الأسرة، وفي عام 1999، أدى نزاع آخر إلى إطلاق ماهر، شقيق الرئيس بشار، النار على زوج أخته آصف شوكت، في بطنه. ومع ذلك نجا شوكت واستمر في خدمة النظام حتى قتل في انفجار غامض في دمشق عام 2012، ولا يزال رفعت الأسد يعيش في باريس".
وذكرت أن "ريبال موالٍ للغرب، على الرغم من أنه لم يبادر بأي محاولة قط للقيام بدور في السياسة السورية. وبحسب وصفه لحياة عائلة الأسد في دمشق، من المنطقي أن يتجنبها أي شخص عاقل، ويقول إن الحقيقة بشأن محاولة مخلوف الوصول للسلطة لن تتضح سوى لاحقا، عندما يتضح ما إذا كان سيعيش أم سيموت".


وقالت الصحيفة "يبدو من غير المرجح أن يكون مخلوف، الذي جعلته ثروته شخصية مكروهة، مرشحا جادا للسلطة، وهناك من يستبعد أن الخلاف العائلي علامة على ضعف الرئيس الأسد، إذ نجا والده من معارضة رفعت، التي كانت تمتلك فرقة عسكرية، ويعتقد البعض أن ثقة الرئيس في التعامل مع مصرفي النظام، وربما روسيا أيضا، هي في الواقع علامة على إحساسه المتزايد بالأمن".
وختم ريبال حديثه للصحيفة بالقول "لا أعرف ما إذا كان الأمر كله مزيفا، ولكن إذا لم يلق برامي في السجن، فسيكون من المؤكد أن كل ذلك مزيف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com