توتر بين "هيئة تحرير الشام" والجيش التركي في إدلب بسبب المعابر والدوريات
توتر بين "هيئة تحرير الشام" والجيش التركي في إدلب بسبب المعابر والدورياتتوتر بين "هيئة تحرير الشام" والجيش التركي في إدلب بسبب المعابر والدوريات

توتر بين "هيئة تحرير الشام" والجيش التركي في إدلب بسبب المعابر والدوريات

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن نقاط الجيش التركي المنتشرة في محافظة إدلب السورية، تشهد استنفارا عسكريا على خلفية الخلافات المحتدمة بينها وبين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) بشأن فتح المعابر مع مناطق النظام، وتسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة في المنطقة.

وأشار المرصد إلى أن التوتر بين الجانبين قد تفاقم، الثلاثاء، بعد أن استقدمت هيئة تحرير الشام آليات لإزالة الحاجز الترابي الذي وضعه الجيش التركي، أمس الإثنين؛ بهدف قطع الطريق على الشاحنات التجارية ومنعها من الوصول إلى المعبر التجاري الذي تنوي الهيئة فتحه في المنطقة مع مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية.

ووفقا للمرصد، فإن الجيش التركي كان قد انتشر، أمس الإثنين، بالقرب من مفرق بلدة كتيان، في ريف إدلب؛ لقطع الطريق على شاحنات هيئة تحرير الشام المعدة لدخول مناطق القوات الحكومية السورية، بالقرب من بلدة معارة النعسان.

وأشار المرصد إلى أن الطرقات أصبحت مقطوعة في تلك المناطق، كما انتشرت عدة آليات تركية في كل من معارة النعسان وشلخ؛ لمنع مرور السيارات الكبيرة، في ظل رفض القوات التركية إقامة علاقات تجارية بين مناطق الفصائل السورية المسلحة، التي تدعمها أنقرة، وبين المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، استياء شعبيا؛ على خلفية قرار هيئة تحرير الشام بافتتاح معبر تجاري مع القوات الحكومية بريف حلب الغربي، حيث خرج أهالي بلدة معارة النعسان والبلدات والقرى المجاورة بمظاهرة منددة بالقرار، معبرين عن رفضهم لافتتاح معبر تجاري مع قوات النظام، ولا سيما مع تفشي وباء كورونا ضمن مناطق الأخيرة.

وكان المرصد السوري قال، أمس الإثنين، إن هيئة تحرير الشام، أزالت السواتر الترابية وفككت الألغام ضمن المنطقة الفاصلة بين معارة النعسان وميزناز بريف حلب الغربي، المتاخم لريف إدلب؛ وذلك بغية فتح ممر تجاري جديد يربط مناطق نفوذها مع مناطق نفوذ النظام السوري.

وفي سياق متصل، سيّر الجيش التركي في إدلب مع روسيا دورية مختصرة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية المعروف بطريق إم فور، بعد فشلها في فض اعتصام المدنيين.

وقالت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها في "تويتر"، الثلاثاء، إنه ضمن اتفاق إدلب أُجريت دورية برية مشتركة على الطريق السريع إم فور بمشاركة العناصر البرية والجوية.

وقال موقع "عنب بلدي" السوري المعارض، إن الدورية انطلقت من قرية الترنبة ووصلت إلى بلدة النيرب بريف إدلب فقط.

وتعتبر الدورية الحالية المختصرة هي السادسة، وتأتي بعد أحداث توتر شهدها طريق إم فور عقب مقتل معتصمين بإطلاق نار من قبل الجيش التركي.

وكان الجيش التركي اقتحم بعشرات العناصر، فجر الأحد الماضي، الاعتصام على الطريق الدولي، وسط تراشق الحجارة مع المعتصمين قرب بلدة النيرب شرقي إدلب، قبل أن يتطور الأمر إلى إطلاق الرصاص، ومقتل شخصين وجرح ستة أشخاص.

وعقب ذلك، استهدف مسلحون من "هيئة تحرير الشام" آليات ومواقع للجيش التركي، تبعه تحليق للطائرات التركية المسيّرة استهدفت مكان إطلاق "الهاون" وقاعدة صواريخ "م.د"؛ ما أدى إلى تدميرهما.

في غضون ذلك، وجهت تركيا عبر منشورات رسالة إلى الأهالي في إدلب، تحدث فيها الجيش التركي عن الهدف من وجوده في المنطقة، وتضمنت الرسالة أن "الجيش التركي دائما معكم، فقد سخر كل إمكانياته من أجلكم، وقدم العديد من الشهداء للحفاظ على أرواح وممتلكات أهالي إدلب".

وأكدت المنشورات أن "هدف تركيا هو منع أي اجتياح أو عمل عسكري على إدلب، وإعادة المدنيين الذين اضطروا للنزوح من منازلهم، وإحياء الحياة الاقتصادية في المنطقة".

وطلب الجيش التركي من الأهالي مساعدته من أجل "العيش بأمان وسلام"، و"عدم تصديق أكاذيب أولئك المنزعجين من بيئة الهدوء والسلام التي نوفرها في إدلب"، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام.

ورغم أن السلطات التركية كانت قد دعمت بشكل غير معلن هيئة تحرير الشام التي تسيطر على غالبية مساحة محافظة إدلب، لكن يبدو أن الضغوطات الروسية ستجبر أنقرة على فك الارتباط مع الهيئة التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة، وهي فرع من تنظيم القاعدة الإرهابي.

وكانت روسيا وتركيا قد توصلتا، في الخامس من شهر آذار/ مارس الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، ما زال ساريا حتى اللحظة، رغم بعض الخروقات من هذا الطرف أو ذاك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com