الخوف والصمت يسودان مناطق سيطرة "فجر ليبيا"
الخوف والصمت يسودان مناطق سيطرة "فجر ليبيا"الخوف والصمت يسودان مناطق سيطرة "فجر ليبيا"

الخوف والصمت يسودان مناطق سيطرة "فجر ليبيا"

طرابلس ـ يخيم جو من الرعب على الشطر الغربي من ليبيا، حيث تسيطر المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة، الأمر الذي جعل كثيرا من المواطنين يفضلون تحاشي الخوض في السياسة، مثلما كان الحال في أيام حكم معمر القذافي.



وتقاتل الفصائل المسلحة بالأسلحة الثقيلة، على جبهات مختلفة؛ من أجل السيطرة على مناطق ومن أجل التحكم في مواني النفط، الأمر الذي أدى إلى مقتل مئات المدنيين، ونزح أكثر من 400 ألف عن بيوتهم داخل ليبيا منذ الصيف الماضي وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

ومع حالة الاستقطاب التي تشهدها البلاد، يرى كثيرون أن من الأفضل مثلما كان الحال في عهد القذافي الاقتصاد في الكلام، وتجنب المشاكل.

وقال صاحب محمود "أنا أترك السياسة في البيت." ومثل بقية المقيمين في طرابلس قال إنه يفضل عدم نشر اسمه بالكامل خوفا من ردود الفعل الانتقامية.

وأضاف "من الأفضل لك ألا تدخل في مشاكل بانتقاد الحكومة أو الجماعات المسلحة. في ليبيا المناخ السياسي الآن هو إما أنك معي أو أنك ضدي."

وقد انسحب أغلب الدبلوماسيين والشركات الأجنبية من طرابلس منذ الصيف الماضي، عندما خاضت قوات فجر ليبيا اشتباكات مع فصائل مسلحة منافسة لها، لطردها من المدينة وتسبب إطلاق الصواريخ والقصف بالقذائف في تدمير المطار.

وقالت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، إن ناشطين في مجال حقوق الإنسان وصحفيين ومؤيدين للثني أو لفصائل مسلحة من الزنتان طردها فصيل فجر ليبيا، قد غادروا العاصمة، بعد أن تلقوا تهديدات أو تعرضوا لاعتداءات.

رسوم الجدران والسياسة



ومع تجنب الناس الحديث عن السياسة تحول النقاش في طرابلس إلى الجدران، حيث يهاجم كل فريق الفريق الآخر بالرسوم، وهو أسلوب يرجع إلى انتفاضة عام 2011 على حكم القذافي، حيث كان السكان يكتبون الشعارات خلال الليل.

وكتب على أحد الجدران "لا للكرامة" في إشارة للحملة التي يشنها حفتر على الإسلاميين، ثم كتب شخص آخر كلمة نعم فوق كلمة لا. وجاء ثالث ليضيف فجر ليبيا إلى العبارة.

وتتركز رسوم عملية الكرامة في حي فشلوم بوسط العاصمة وضاحية تاجوراء وهما من الأحياء التي شهدت تمردا على القذافي في أوائل انتفاضة الربيع العربي.

غير أن الرسوم التي تؤيد فصيل فجر ليبيا أو الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين وأنصار الشريعة، التي أضافتها واشنطن لقائمة المنظمات الإرهابية ليست بالقليلة.

ويبذل الحكام الجدد في طرابلس جهودا كبيرة؛ لإظهار أن الحياة تسير في مجراها الطبيعي ويدعون الصحفيين الأجانب لزيارة المدينة.

وبقي في المدينة بعض رجال الأعمال من الأجانب، لكن النشاط محدود للغاية، لأن التحويلات النقدية من ليبيا في غاية الصعوبة. ويسعى البنك المركزي للحفاظ على ما لديه من احتياطيات بالدولار؛ بسبب توقف بعض إيرادات النفط بفعل القتال.

وقال محمد الذي يرأس شركة تساعد المستثمرين الأجانب في تخليص أوراقهم "نشاطي محدود هذه الأيام."

ومما يزيد الإحساس بالعزلة رحيل شركات الطيران الأجنبية كما أن المسارات الخارجية القليلة المتبقية التي تعمل عليها شركات طيران ليبية محجوزة لأسابيع.

وغادر البلاد المزيد من الأجانب الشهر الماضي بعد أن اقتحم مسلحون فندق كورينثيا الفخم وقتلوا تسعة أشخاص من بينهم أمريكي وفرنسي. وكان الفندق مقر الإقامة الرئيسي للوفود التي مازالت تتردد على ليبيا.

أما الفندقان الرئيسيان الآخران وهما ريكسوس وراديسون بلو فقد أغلقا.

ومنذ الهجوم أبدت الشرطة نشاطا أكبر في طرابلس لكن كثيرين من السكان يفضلون البقاء في البيوت ليلا وتغلق المتاجر مبكرا وتخلو الشوارع من المارة.

وقال موظف بالحكومة الليبية "لم أعد أخرج كثيرا أثناء الليل لزيارة أصدقائي، فإما أن أنام عند صديق أو أنصرف مبكرا جدا."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com