الكشف عن أسرار جديدة حول ملابسات اجتماع نتنياهو مع البرهان في أوغندا
الكشف عن أسرار جديدة حول ملابسات اجتماع نتنياهو مع البرهان في أوغنداالكشف عن أسرار جديدة حول ملابسات اجتماع نتنياهو مع البرهان في أوغندا

الكشف عن أسرار جديدة حول ملابسات اجتماع نتنياهو مع البرهان في أوغندا

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية معلومات جديدة حول الملابسات التي قادت إلى عقد اجتماع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان، يوم الثالث من شباط/ فبراير الجاري، في العاصمة الأوغندية، كامبالا.

وأحدث هذا الاجتماع أصداء وردود فعل واسعة في الخرطوم، أغلبها تعبر عن حالة من الاستياء، فيما رأت غالبية التعليقات الإسرائيلية أن الحديث يجري عن خطوة تاريخية.

وذكرت "القناة الـ13" الإخبارية الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، أن الطفرة التي حدثت في الاتصالات بين تل أبيب والخرطوم جاءت بواسطة المحامي البريطاني – الإسرائيلي Nick Kaufman/ نيك كوفمان، الذي يمتلك علاقات متشعبة في السودان، وكان حمل رسالة رسمية من نتنياهو إلى البرهان، ساهمت في عقد الاجتماع في أوغندا.

وحسب التقرير، يجري العديد من الكيانات الإسرائيلية اتصالات سرية مع السودان منذ سنوات طويلة، من بينها جهاز الاستخبارات ووزارة الخارجية وهيئة الأمن القومي التابعة لمكتب رئيس الوزراء، لكن الطفرة حدثت قبل شهر ونصف  الشهر عبر مبادرة غير معتادة، قادها محام خاص وتبناها نتنياهو.

ونقلت القناة عن مصادر على صلة بالتفاصيل، أن مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2019 شهد عقد اجتماع بين المحامي كوفمان وبين مساعد رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات، وهو شخص يعمل من خلف الكواليس، يرمز إليه باسم "ماعوز"، ويعتمد عليه نتنياهو في الاتصالات مع دول العالم العربي، وهو الشخص ذاته الذي عرض عليه المحامي كوفمان مبادرته.

وكوفمان هو شخصية قانونية شهيرة، وهو من المتخصصين في الدفاع عن الشخصيات المتهمة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ولديه علاقات متشعبة في السودان، بما في ذلك مع النظام السابق بقيادة عمر البشير، فضلا عن علاقات مع النظام الحالي في الخرطوم.

ووفق التقرير، يقدم كوفمان -حاليا- استشارات قانونية لحكومة السودان فيما يتعلق بملف البشير، وكان أبلغ قبل شهر ونصف الشهر مساعد رئيس هيئة الأمن القومي، رجل الظل الذي يشار إليه باسم "ماعوز"، أن لديه مقابلة مع رئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان، عارضا عليه حمل رسالة رسمية من حكومة نتنياهو.

وحسب موقع MBS News"" الأمريكي الإخباري، والذي كان من بين المصادر التي نقلت هذه التفاصيل، فإن مساعد رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي، تباحث مع رئيس الموساد  يوسي كوهين في هذا الصدد، وتوصلا إلى نتيجة بأنه ينبغي تنسيق الأمر مع المستشارة السياسية للرئيس الأوغندي التي سيكون لها دور بعد ذلك في عقد الاجتماع بين نتنياهو والبرهان.

ووضعت المبادرة على مكتب نتنياهو، الذي أبدى ترحيبا بها، ونقل رسالة إلى البرهان عبر المحامي كوفمان، تدعوه لعقد لقاء مشترك في أوغندا والإعلان عن مناقشة إمكانية تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم.

ووصل كوفمان مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي سرا إلى الخرطوم، وفق قول المصادر، والتقى البرهان وسلمه رسالة نتنياهو، قبل أن يرد رئيس المجلس السيادي السوداني برسالة مماثلة تعرب عن ترحيبه بفكرة عقد اجتماع مشترك في كامبالا.

ودخلت المسؤولة الأوغندية التي تدعى Ngana Ghadalem/ نغانا غدالم، المستشارة السياسية لرئيس أوغندا يوري موسفني، على الخط، إذ إن لديها علاقة قوية مع المحامي كوفمان على خلفية عمله أمام المحكمة الجنائية في لاهاي، هذا بخلاف كونها مقربة من النظام الحالي في السودان، ومن ثم اقترحت التوسط لدى الرئيس الأوغندي لعقد اجتماع نتنياهو مع رئيس المجلس السيادي السوداني.

وعاد كوفمان من الخرطوم حاملا رسالة البرهان إلى نتنياهو، وهنا تقول "القناة الـ13"، أن الخطوات التالية أصبحت في عهدة رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شابات ورئيس الموساد يوسي كوهين، اللذين بدآ العمل بشكل مكثف مع مستشارة الرئيس الأوغندي من أجل التحضير للاجتماع الذي عقد مطلع الشهر الجاري.

يشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي كان أكد عقب انتهاء الاجتماع في كامبالا أنه لم يأت دون تحضيرات، إذ سبقه اجتماعات بين مسؤولين إسرائيليين وسودانيين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، من أجل تحديد الأسس التي ستبنى عليها العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، والتي يرى الطرفان أنها ستمنحهما ميزات كبيرة ومتشعبة.

وحسب "القناة الـ12" الإسرائيلية، فإن البيان المشترك بين نتنياهو والبرهان الصادر عقب الاجتماع، بشأن إجراء اتصالات تستهدف بناء علاقات طبيعية بين البلدين، "لم يكن عفويا"، وأن اجتماعات عقدت قبل ثلاثة أسابيع بين مسؤولين من البلدين في العاصمة الأوغندية، بمشاركة رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات ونائبه، فيما مثل الجانب السوداني شخصيات رفيعة المستوى، كما شهدت عمليات التحضير -أيضا- صياغة البيان المشترك.

وأشارت مصادر مقربة من نتنياهو لوسائل إعلام عبرية، في وقت سابق إلى أن الاجتماع مع البرهان جاء ضمن سياسات عامة تستهدف تقارب إسرائيل مع دول عربية وإسلامية ودول أفريقية لا تمتلك إسرائيل علاقات دبلوماسية معها، إذ ترى تل أبيب أن هذا التقارب يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي، ويفتح الباب أمام الاستثمارات الإسرائيلية في هذه الدول، ولا سيما في أفريقيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com