ماذا يعني دخول مقتدى الصدر على خط الاحتجاجات العراقية؟
ماذا يعني دخول مقتدى الصدر على خط الاحتجاجات العراقية؟ماذا يعني دخول مقتدى الصدر على خط الاحتجاجات العراقية؟

ماذا يعني دخول مقتدى الصدر على خط الاحتجاجات العراقية؟

رأى مراقبون عراقيون، أن دخول زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على خط الاحتجاجات الشعبية المقرر انطلاقها الجمعة المقبلة، يمثل حصانة لها من استهداف القوات الأمنية، والقناصين المجهولين.

وقرر الصدر أمس السبت، المشاركة في الاحتجاجات الشعبية وقال في بيان إنّ "كل السياسيين والحكوميين يعيشون في حال رعب وهيستيريا من المد الشعبي، وكلهم يحاولون تدارك أمرهم لكن لم ولن يستطيعوا فقد فات الأوان".

وخلال الاحتجاجات الشعبية، التي شهدها العراق مطلع الشهر الجاري، وراح ضحيتها أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين، التزم الصدر موقف الحياد، دون النزول بأتباعه إلى الشارع، لكنه دخل لاحقًا على خط الأزمة، بسلسلة تغريدات ومطالبات بالإصلاح واستقالة الحكومة، ليعود ويتمكن من الحصول على وزارة الصحة، في الحكومة أثناء التعديل الوزاري الذي جرى، في خطوة أثارت تساؤلات.

وقال الناشط والمدون، ذو الفقار حسين، إنّه "بعد يقين الصدر بأن الشارع بإمكانه التحرك بدونه، وبل أقوى منه بدأ بمرحلة مغازلة الشارع، لأنه أصبح يشاهد تفككًا في قاعدته الشعبية الفقيرة".

وأضاف أنّ "نزول أتباع الصدر في التظاهرات كأفراد سيزيد من الزخم البشري، وكذلك سيكسر حاجز التخندق الذي يعيشه التيار، والشعور بالرفض لهم من باقي أفراد الشعب وبالإمكان اندماجهم بالساحة الشعبية الوطنية وسيكون نزولهم كعراقيين وليس كصدريين، لأن التظاهرات شعبية، وليست صدرية وأن معاناتهم تشابه معاناة باقي أفراد الشعب وهذا سيكسب مد جماهيري جديد وقوي يدعم الشارع".

ويواجه الصدر اتهامات بالتواطؤ مع الحكومة الحالية، بحصوله على  وزارات عدة فيها، وإغفال ملفات الفساد والبطء الحاصل في تقديم الخدمات للمواطنين، وانتشار الفساد والمالي والإداري في مفاصيل الدولة، دون اتخاذ إجراءات عملية من قبل الكتلة التي يملكها في البرلمان "سائرون" (54 مقعدًا).

ورأى مراقبون أنّ "الصدر شعر خلال الأيام الماضية، بسحب بساط الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح، من تحت قدميه، لصالح فئات شبابية بدماء جديدة، لم تشارك سابقًا بعنوانها الحالي في التظاهرات التي كان ينظمها التيار الصدري، ما شكل إحراجًا للصدر، الذي رفع لواء الإصلاح منذ العام 2015، وقادة عدة تظاهرات، تمكن في أحدها من دخول المنطقة الخضراء، ليعطي أمر الانسحاب إلى أتباعه في خطوة مفاجئة.

تنظيم وحماية

من ناحيته، قال المحلل السياسي أحمد العبيدي إنّ "مشاركة الصدر ستمنح التظاهرات مزيدًا من التنظيم، والحماية من قبل القوات الأمنية، التي لا تجرؤ على فتح النار، ضد أتباع الصدر، ما ينذر بمخاطر حرب أهلية، لذلك من المتوقع أن يكون هناك مزيد من التنظيم، والتأطير للاحتجاجات".

وبشأن قدرة المحتجين، على تحقيق أهدافهم، مثل تغيير النظام، أشار العبيدي خلال تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أنّه "بدخول الصدر، فإنه من غير المتوقع حصول أي تغيير أو أحداث كبرى، وسيكون دخوله بمثابة، الحماية للنظام الحالي، من أية مخاطر محتملة، خاصة وأنه مشارك في البرلمان عبر تحالف سائرون، ومشارك في الحكومة كذلك عبر عدد من الوزراء".

ويخشى ناشطون من اتباع الصدر تكتيك عام 2016، عندما دخل آلاف المحتجين إلى المنطقة الخضراء، ومبنى البرلمان، لكنهم انسحبوا بأمر من الصدر، آنذاك دون تحقيق مطالبهم.

لكن آخرين يرون أن الصدر ليس قائد الاحتجاج هذه المرة، كما كان 2016، وليس التيار الصدري، من ينظم تلك التظاهرة، بل هو مشارك طبيعي، ولا يمكن ركوب الموجة، أو توجيه حركة الاحتجاج وتسييرها، فضلًا عن أن جمهور الصدر سيشارك بشكل باعتبارهم مواطنين عراقيين، وليسوا أعضاءً أو تابعين لمقتدى الصدر.

انخفاض نسبة العنف

وينظر الخبير الاستراتيجي، هشام الهاشمي، إلى مشاركة الصدر من زاوية أخرى، وهي تعامل القوات الأمنية مع المحتجين، إذ من المتوقع انخفاض نسبة العنف في هذه التظاهرة، مع إعلان الصدر مشاركته.

وقال الهاشمي في تدوينة عبر "تويتر"، إنّه "بعد (شقشقة) الصدر؛ فالقناص الملثم سوف يهرب، والوعود المخدرة سوف تفضح، والبلطجية سوف يرجعون إلى جحورهم، وعادل عبد المهدي أصبح وحيدًا، وعليه أن يأخذ قراره سريعًا، هل هو في خدمة الشعب أم في خدمة سلطة المحاصصة؟".

ويريد الهاشمي بذلك أن "القوات الأمنية لن تجرؤ هذه المرة على تصويب أسلحتها إلى صدور المحتجين، فوراءهم (ميليشيات) سرايا السلام، والتيار الصدري يحميهم، وهذا مع حدث أثناء اقتحام الخضراء قبل أعوام، عندما دخل المحتجون إلى المدينة بسلام، دون طلقة واحدة.

ودعا مدونون وناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد وباقي المحافظات يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من أجل المطالبة بإقالة الحكومة العراقية الحالية برئاسة عادل عبدالمهدي، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وأكد النشطاء أن التظاهرات المعنية ستشهد مشاركة قوية وفاعلة من جميع العراقيين، من أجل نيل الحقوق المسلوبة من قبل الكتل والأحزاب السياسية، التي تسيطر على الدولة العراقية منذ سنين طويلة، والتي ساهمت بنشر القتل والفساد في العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com