أضرار كبيرة على آثار سوريا منذ بداية الأزمة
أضرار كبيرة على آثار سوريا منذ بداية الأزمةأضرار كبيرة على آثار سوريا منذ بداية الأزمة

أضرار كبيرة على آثار سوريا منذ بداية الأزمة

أظهرت تقارير متتالية للمديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا تم نشرها على الموقع الرسمي للمديرية، مدى الأضرار التي تعرّضت لها المواقع الأثرية في سورية منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 حتى نهاية العام المنصرم.



ونشرت المديرية حصراً بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية المتضررة جراء عوامل عدة، مبيّنة مدى التأثير الذي أصابها في كل محافظة وشدة الضرر، وأسبابه التي تركزت في التنقيب السري عن الآثار، ودور تجّار الآثار، وعمليات التخريب التي حصلت في هذه المواقع، وتدمير المباني وتكسير الأحجار، وعمليات التدمير التي كان سببها أيديولوجياً وتكفيراً، كتدمير بعض الأضرحة أو التماثيل الأثرية التي تعود لفترات ما قبل الإسلام من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.


كما أوضحت التقارير طبيعة تأثر هذه المواقع والتي تفاوتت بين أضرار بسيطة وأضرار جسيمة.

وذكر تقرير نشر في مآذار/ مارس من العام المنصرم، تعرّض 38 موقعاً أثريا في دمشق وريفها إلى أضرار متفاوتة بين أضرار مادية وأضرار في المباني وسرقة محتويات، وأضرار نتيجة الاشتباكات وحرائق والتنقيب السري، ومن أبرز المناطق التي تعرّضت مواقعها لأضرار متفاوتة دمشق القديمة حيث بيّنت التقارير تعرّض قلعة دمشق لأضرار محدودة في سطح الجدار الشمالي لقاعة العرش، بالإضافة إلى الواجهة الغربية لبرج المدخل الشرقي، وتعرّض الجامع الأموي إلى تشققات في الجدار الجنوبي للجامع الأموي و لوحة الفسيفساء المطلة على صحن الجامع، ومن بعض المواقع الأخرى المتضررة الميدان والقنوات وساروجة ومدحت باشا مئذنة الشحم، جامع القدم ومقام عسالي، ومعلولا التي تعرضت إلى أضرار في الدير الأثري و دير مار سركيس وتضرر في الأبنية التراثية، ودير عطية ودير صيدنايا وغيرها.

أما في المنطقة الوسطى فقد أوضحت المديرية العامة للآثار والمتاحف في تقريرين نشرتهما في شهر مارس من عام 2014 وشهر كانون الثاني / يناير 2015 أن الأضرار أصابت ثمانية عشر موقعاً في محافظة حماه، منها متحف حماه الذي تعرّض لأضرار مادية في المبنى بسبب الاشتباكات كما تعرّض لسرقة تمثال من البرونز المطلي بالذهب، وكذلك تعرّض متحف أفاميا إلى سرقة قطعة رخامية من حديقة المتحف كما تعرضت منطقة أفاميا بريف حماه إلى أعمال تنقيب سرية باستخدام الآليات الثقيلة ومن المواقع المتضررة أيضاً في حماه قلعة المضيف ومتحف طيبة الإمام وقلعة شيزر وتل العشارنة .


كذلك بيّنت جداول مديرية الآثار تعرّض 72 موقعاً أثريا في مدينة حمص وريفها إلى أضرار مختلفة تركّز معظمها في حمص المدينة القديمة معظمها تعرّض لأضرار جسيمة في البناء منها كتلة الأسواق، ومتحف حمص، وجامع خالد بن الوليد وكنيسة أم الزنار وحمام الباشا وقصر الزهراوي. وفي ريف حمص تعرّضت قلعة الحصن لضرار مختلفة نتيجة الاشتباكات في برج القائد والابراج الجنوبية وبرج الفرسان والمسجد وبرج المدخل والواجهات الخارجية. كما أظهر التقرير تعرض مدينة تدمر في ريف حمص لأضرار مختلفة في المباني لأسباب كثيرة منها التنقيب السري والتخريب والبناء العشوائي والحرائق والسرقات.


أما الأضرار في درعا وريفها شملت أكثر من 50 موقعا أثريا توزعت بين بصرى الشام التي تعرّضت بعض مواقعها لأضرار في المباني منها المسجد الفاطمي ودير الراهب بحيرة والبركة الشرقية وقصر رئيس الاساقفة وجامع ياقوت والقلعة والمدرج الروماني وسرير بنت الملك، بالإضافة لأضرار في بلدة بصرى الحرير، كما أظهرت تقارير مديرية الآثار تعرّض الريف الغربي بدرعا للعديد من الأضرار تراوحت أسبابها بين الأضرار المادية وأضرار المباني، والتنقيب السري والحفريات وأضرار نتيجة الاشتباكات ومنها قلعة مزيريب وطاحونة المزيريب والمخفر العثماني وتل الأشعري. وفي ريف درعا بمنطقة ازرع وقلعة تل شهاب وبعض المناطق الأخرى.

وأورد التقرير الأخير الذي نشر مطلع العام الجاري مجموع المواقع الأثرية المتضررة في المنطقة الشرقية والتي بلغت بحسب المديرية العامة للآثار والمتاحف 104 مواقع أثرية يضاف إليها 43 موقعاً ذكرها تقرير الربع الثاني الذي صدر في شهر تموز من العام الفائت توزّعت بين محافظات الحسكة ودير الزور والرقة. وذكر التقرير أن ريف دير الزور تعرض لعمليات تنقيب سري على بعض المواقع وشملت الأضرار مناطق تل طابوس وتل معدان وتل السن وماري ودورا اوروبويس وقلعة الرحبة، وفي دير الزور تعرضت بعض المواقع لضرار عامة في البناء منها المتحف، ومتحف التقاليد الشعبية، والجامع العمري والجسر المعلق.

وتعرضت بعض المناطق في ريف الرقة إلى عمليات تفجير المقامات كما حصل في منطقة تل الشيخ حسن. وتعرضت مواقع قلعة جعبر وتل شاهين، ومبنى هرقلة لأضرار متفاوتة.

وفي مدينة الرقة تعرض المتحف لأضرار كبيرة وسرقة صناديق تحتوي على قطع أثرية.

وكان لريف الحسكة حصة وافرة من الأضرار حيث تعرضت مواقع كثيرة منها لأضرار متنوعة بين التنقيب السري والحفريات والبناء المخالف والسرقات ومن المواقع المتضررة قبة منصور وتل براك وتل السليمان وتل براك، تل عجاجة، تل موزان، تل المدينة، تل الشيخ معاذ، ملعقة سكرة، تل تمر، تل الحسكة.

وأوضح التقرير أن المواقع الأثرية التي تضررت في المنطقة الشمالية في سوريا وصلت إلى 39 موقعاً جاءت أسبابها بين السرقات وتكسير حجارة، وتهديم بعض المباني وإشادة أبنية ومنها مواقع انضمت إلى التراث العالمي ومنها في ريف ادلب دار قيتا و البارة و الفاسوق وسرجيلا وقلعة حارم وكفرحوار.

وفي حلب بينت المديرية العام للآثار والمتاحف تعرّض بعض المواقع لأضرار جسيمة في المدينة القديمة والمتحف وجامع السلطانية وسوق السويقة كذلك شملت الأضرار مواقع عديدة من ريف حلب منها قلعة نجم وبراد وجبل خالد التي تعرضت لأضرار بسبب التنقيب السري ومخالفات البناء، وأوضح التقرير تعرّض أضرحة مختلفة مثل الشيخ العقيلي المنبجي وأضرحة شهاب الدين وتل عزاز وتل صوران وتل دابق وضريح النبي داوود للتدمير. وفي جبل سمعان تعرضت مواقع تقلا ورفادة ودير سمعان لبناء مقالع حجرية وتشويه المحيط الثقافي.

وبين تقرير صدر عن مديرية الآثار في تموز/ يوليو من العام المنصرم تضرر 19 موقعاً في القنيطرة بأضرار متفرقة منها عين الزوان، والمعلقة، وبئر عجم، وجباتا الخشب.

كما أظهر التقرير الأول الذي أصدرته مديرية الآثار في مارس/آذار من العام المنصرم تضرر ثلاثة مواقع في المنطقة الغربية منها تل اربس في ريف اللاذقية بسبب التنقيب السري، وتضرر موقعي مدافن عازر وقلعة المرقب في ريف طرطوس.

وأخيراً لا يسعنا القول أمام هذا الخطر المحدق على التراث السوري والآثار السورية والمواقع الأثرية التي انضمت إلى لائحة التراث العالمي إلا بأنه يتوجب على الجميع السعي الحثيث للحفاظ على هذه الآثار التي تعتبر إرثاً حضارياً وتاريخياً في سوريا وتمثل هوية حقيقية لحضارة وعراقة هذه البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com