المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي
المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيليأ ف ب

ليبيا.. باتيلي يحشد ضغطا دوليا لإنقاذ مبادرة "الطاولة الخماسية"

بدأ المبعوث الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي، بحشد ضغوط دولية من أجل إجبار الأطراف المتصارعة على الذهاب نحو عقد الطاولة الخماسية، التي كان قد أطلقها، ما يثير تساؤلات حول فرص نجاحه في ذلك.

وأجرى باتيلي لقاءات مع سفراء أجانب، في مسعى إلى إنقاذ مبادرته الهادفة إلى عقد طاولة خماسية بين الأطراف الرئيسة المتنافسة على السلطة.

وفي كل اللقاءات التي ضمت السفير الفرنسي مصطفى مهراج، والسفير الألماني ميخائيل أونماخت، وسفير هولندا يوست كلارنبيك وغيرهم، شدد باتيلي على ضرورة حث القادة الليبيين على الالتزام بالتوصل إلى تسوية سياسية لحل الأزمة من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات.

وقال رئيس مجموعة العمل الوطني الليبية خالد الترجمان إن "باتيلي يسعى إلى تكريس ضغط دولي على القادة الليبيين من خلال تحريك المياه الراكدة، وأعتقد أن تحركاته جاءت بأوامر من المملكة المتحدة والإدارة الأمريكية".

وأضاف الترجمان لـ"إرم نيوز"، أنه "منذ العام 2011 تعودنا على مثل هذه التحركات التي لا جدوى منها بالنهاية، ولا أعتقد أن القادة الليبيين سيتفقون على إجراء انتخابات أو التنازل على السلطة".

وأكد أن "هؤلاء رفضوا كل ما يتعلق بالذهاب إلى انتخابات سواء برلمانية أو رئاسية أو غيرها، ما يعنيهم فقط البقاء في مناصبهم".

أخبار ذات صلة
إحاطة باتيلي في مجلس الأمن تثير جدلا في ليبيا

وكان باتيلي قد أطلق، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مبادرة من أجل عقد طاولة خماسية بين الأطراف الرئيسة، وهم: رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام للجيش الجنرال خليفة حفتر، ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

وتهدف هذه الطاولة إلى التفاهم على إجراء انتخابات عامة فشلت ليبيا في إنجازها في موعدها المحدد بتاريخ 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021.

من جانبه، علّق عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة على محادثات باتيلي بالقول إنها "محاولة منه لإقناع سفراء هذه الدول بأن يدفعوا أطراف الأزمة إلى الحوار وهو حوار سيبقي الوضع على ما هو عليه وهو ما يريده عبد الله باتيلي".

وقال سعد بن شرادة لـ "إرم نيوز" إن "هذا الحوار لن يُفرز شيئًا غير إبقاء الوضع على حاله من خلال إبقاء الحكومات الحالية''.

وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة أن "هؤلاء يرون في بناء الدولة نهاية لدورهم، وبالتالي الحل لدى هذه الفئة، لكن باتيلي لا يريد الحل، بل يعطي الفرصة لهؤلاء لعدم بناء الدولة"، على حد قوله.

أخبار ذات صلة
بعد القطيعة مع الشرق.. هل أصبحت أيام "باتيلي" معدودة في ليبيا؟

وتشهد ليبيا أزمة أمنية وسياسية منذ سنوات ما أدى إلى انهيار المؤسسات الحكومية وتعمق الانقسام بين الشرق والغرب في ظل وجود حكومات متنافسة.

وقال المحلل السياسي حكيم بوغرارة إن "المبعوث الأممي في موقع ضعف، كل المبعوثين الذين سبقوه لم يستطيعوا مجاراة الأزمة الليبية لما فيها من تعقيدات داخلية وإقليمية وحتى عالمية ما عدا ربما المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز التي تمكنت من فرض ضغوطات كبيرة على الفرقاء وأجبرتهم على قبول حكومة لكن ذهاب ويليامز شكل ضربة قاصمة لمسار الحل لأن لا يان كوبيتش ولا باتيلي يستطيعان فرض منطقهم على أطراف الأزمة خاصة في ظل الانقسام الحالي".

وتابع حكيم بوغرارة لـ "إرم نيوز": "داخليًا يبدو أطراف الأزمة متفاهمين على تقاسم الأدوار، وإقليميًا تونس والجزائر ساعدا على تشجيع الأطراف الليبية على التصالح، ومصر كذلك، وهي متضررة من الأزمة الليبية، وغير ذلك من المعطيات لكنها معطيات تصطدم بمعطيات عالمية أقوى مثل التأثير التركي والروسي القوي في الأزمة الليبية".

وأكد أن "ما تملكه ليبيا من ثروات نفطية وبترولية جعل شركات وقوى عالمية تفرض منطقها وضغطها من أجل تصدير أكبر قدر ممكن من المواد الخام من النفط، لذلك تحركات باتيلي غير مجدية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com