الفلسطيني أشرف سبيتة مع طفله داخل مستشفى في غزة
الفلسطيني أشرف سبيتة مع طفله داخل مستشفى في غزةإرم نيوز

قصة مؤلمة من غزة.. الحرب تجبر فلسطينيًا على المفاضلة بين أطفاله

رواية أشبه بالأساطير.. لا تصدقها العقول، كتبتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عن فلسطيني أجبرته الحرب على المفاضلة بين اثنين من أطفاله، أحدهما قُتل بغارة جوية، والآخر أُصيب بجراح في قدمه.

الفلسطيني "أشرف سبيتة" كان يقيم مع عائلته في مدرسة بحي الزيتون أملاً بالتمتع ببعض الحماية من الغارات والقصف المتواصل، إلا أن قذائف انهالت على المكان كـ"المطر"، لتبدّد تلك الآمال، وتضعه في موقف لم يتخيله.

ويقول سبيتة لـ"إرم نيوز" :" قبل عدة أيام انهالت علينا قذائف القصف الإسرائيلي كالمطر في إحدى مدارس حي الزيتون، جنوب مدينة غزة الأمر الذي تسبب باستشهاد أحد أبنائي، وإصابة آخر بجراح بالغة الصعوبة بقدمه".

وأضاف: "ابني الأول كان يحتضر وفي لحظات حياته الأخيرة، واضطُررت على إثر ذلك أن اكتب اسمه على ورقة حتى لا يوضع بقائمة الشهداء مجهولي الهوية، واتجهت لإسعاف طفلي الآخر"، واصفًا تصرفه بـ"المؤلم للغاية".

وأشار إلى أنه "قضى وقتًا طويلًا بالبحث عن مكان مناسب لعلاج نجله، خاصة أن جميع مستشفيات غزة كانت محاصرة، ولا يوجد أي جهة تقدم الخدمات الطبية أو حتى الإسعافات الأولية للمصابين، الأمر الذي تسبب بمضاعفات كبيرة لطفله".

وتابع: "بعد فترة طويلة، تمكنت من الحصول على بعض الخدمات الطبية الأولية، وانتقلت مع عائلتي لدفن طفلي الشهيد، فأنا قمت بكتابة اسمه على ورقة حتى أتعرف عليه وأعرف مكان دفنه لاحقًا".

الطفل الغزي المصاب يتلقى رعاية طبية أولية بحسب والده
الطفل الغزي المصاب يتلقى رعاية طبية أولية بحسب والده إرم نيوز

نزوح قسري

ويقول سبيتة: "بعد هذه الحادثة اضطُررت للنزوح لأكثر من منطقة في غزة وجميع عمليات النزوح كانت سيرًا على الأقدام"، مبينًا أنه استغل الهدنة الإنسانية في غزة من أجل الوصول إلى وسط القطاع ونقل نجله لتلقي العلاج".

واستكمل: "وصلت في أول أيام الهدنة الإنسانية لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، أُدخل طفلي غرفة العمليات بعد أيام من المعاناة من إصابته، ووضع الأطباء في قدمه جهازًا طبيًا في محاولة لإنقاذها من البتر".

وأضاف: "أجريت لطفلي حتى اللحظة عدة عمليات جراحية، كان آخرها صباح اليوم، وبعضها تم دون المعدات الطبية اللازمة أو المخدر الطبي"، لافتًا إلى أن تأخر إسعاف نجله أثر سلبًا على حالته الصحية.

الممر الآمن

وفيما يتعلق بعبوره الممر الآمن للجيش الإسرائيلي جنوب مدينة غزة، قال سبيتة، إن "الجيش الإسرائيلي يتعامل مع النازحين من الشمال وغزة للوسط والجنوب بصورة وحشية للغاية، ويتعمد إرهابهم بالرصاص والطائرات المسيّرة".

وأضاف سبيتة: "مشينا ساعات طويلة حتى وصلنا إلى الممر الآمن؛ إلا أن الجيش الإسرائيلي منعني من نقل طفلي إلى جنوب القطاع على الكرسي المتحرك، وأجبره على السير لمسافات طويلة على قدم واحدة وبمساعدتي".

وتابع: " كانت لحظات صعبة للغاية عندما كان نجلي يقفز على قدمه السليمة متحركًا نحو الجنوب، ويحاول الاتكاء عليَّ، لم نكن نقوى على الحركة، والجيش الإسرائيلي تعمد إذلال الجرحى وذويهم بشكل خاص".

وبحسب المواطن الفلسطيني فإنه "لم يكن يرغب بالنزوح من مدينة غزة لولا كثافة القصف وخوفه من فقدان طفل آخر من أطفاله، كما أنه كان يبحث عن علاج لقدم طفله المصابة"، مناشدًا بضرورة نقل طفله للخارج من أجل تلقي العلاج.

وزاد: "وضع قدم طفلي الصحي صعب للغاية، وأخشى أن يُضطر الأطباء لبترها في حال لم يقدم له العلاج اللازم، لذلك أناشد الجميع بمساعدتي بنقل نجلي للعلاج بالخارج، وإنقاذ أرواح آلاف الأطفال والمصابين بقطاع غزة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com