هكذا تسلسلت أزمة تركيا ولبنان مذكرة بـ"إرهاب الدولة العثمانية" ضد الشعوب العربية
هكذا تسلسلت أزمة تركيا ولبنان مذكرة بـ"إرهاب الدولة العثمانية" ضد الشعوب العربيةهكذا تسلسلت أزمة تركيا ولبنان مذكرة بـ"إرهاب الدولة العثمانية" ضد الشعوب العربية

هكذا تسلسلت أزمة تركيا ولبنان مذكرة بـ"إرهاب الدولة العثمانية" ضد الشعوب العربية

أثار ردّ وزارة الخارجية التركية "الهجومي" على حديث  الرئيس اللبناني ميشال عون، في الذكرى المئوية لإعلان "لبنان الكبير" ردود فعل مضادة، صنعت في مجملها  مشهدًا سياسيًّا مناقضًا للبيانات التي كانت صدرت قبل عشرة أيام في ختام زيارة وزير الخارجية التركية تشاووش أوغلو لبيروت.

الأزمة السياسية التي تفاعلت بين إسطنبول وبيروت  تسلسلت كالآتي :  رسالة الرئيس اللبناني مساء السبت الماضي والتي  استذكرت الاضطهاد العثماني  للبنانيين في الحرب العالمية الأولى وما  شهده من  مئات آلاف الضحايا ما بين "المجاعة والتجنيد والسخرة"، ودعوة اللبنانيين أن يعلموا أبناءهم التاريخ الحقيقي.

 جاء الرد التركي بهجمة تناوبتها وسائل الإعلام التركية الحكومية منها والموالية مهاجمة الرئيس اللبناني ومحاولة إظهار أن الحقبة العثمانية لم تكن هيمنة اضطهادية للشعوب العربية.

بيان وزارة الخارجية التركية الذي صدر أمس الأحد، انتقل بالأزمة الى سويّة جديدة بقوله: "ندين بأشد العبارات، ونرفض كلّيًّا التصريحات المبنية على الأحكام المسبقة، والتي لا أساس لها، عن الحقبة العثمانية، واتهام الأمبرطورية العثمانية بممارسة إرهاب الدولة على لبنان".

وقالت الخارجية التركية: إن العبارات التي نشرها عون بعد أسبوع على زيارة وزير الخارجية التركي إلى لبنان "لا تتماشى مع العلاقات الودية بين البلدين، ومؤسفة للغاية وغير مسؤولة"

وتضمن البيان "اعتزاز الجمهورية التركية بكونها وريثة الإمبرطورية العثمانية"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد إرهاب دولة في تاريخ الإمبرطورية العثمانية، بل على العكس كانت الحقبة العثمانية فترة استقرار طويلة في الشرق الأوسط يسودها التسامح".

إعادة فتح الملفات التاريخية

وجاء بيان الخارجية التركية ليعيد التذكير بوثائق كانت نشرت طوال العقود الماضية، وتجددت الإشارة لها أخيرًا، عن عمليات نهب لأرشيف الدول العربية والخليجية، فضلاً عن اضطهاد المسيحيين وإجبارهم في لبنان وفلسطين وسوريا على الهجرة لأمريكا اللاتينية وأستراليا.

بيان وزارة الخارجية التركية، الذي وصفته صحيفة النهار اللبنانية بأنه هجمة قاسية، وصف حديث الرئيس عون وتغريداته في الذكرى المئوية للدولة، بأنه "تحريف للتاريخ من خلال الهذيان وتجاهل الأحداث التي وقعت في عهد الاستعمار والمصائب التي نراها اليوم، ومحاولة تحميل مسؤولية هذه الأمور للإدارة العثمانية". وقال البيان إن هذا "ما هو إلا تجلّ مأساوي لحب الخضوع للاستعمار"

رسالة عون

وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال في رسالة متلفزة مساء السبت الماضي إن "لبنان الكبير نريده لمئة سنة أخرى ولألف سنة بلد الإشعاع والحريات وتفاعل الحضارات والديمقراطية والابتكار والتنّوع وأرض الإيمان والتراث".

وجاءت الرسالة، مع التغريدات المصاحبة في بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير الذي يصادف الأول من أيلول (سبتمبر) من العام 1922.

وفي تغريدته بهذه المناسبة، أشار الرئيس اللبناني إلى الاضطهاد العثماني للبنانيين واصفًا إياه بـ "إرهاب الدولة" بحق اللبنانيين في الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى مسؤولية الدولة العثمانية عن مئات آلاف الضحايا ما بين "المجاعة والتجنيد والسخرة". وقال عون إن "كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن".

وفي رسالته إلى اللبنانيين في الداخل والمهجر دعا الرئيس عون إلى تعليم الأجيال "الطالعة" تاريخ لبنان.

مطالبة باستدعاء السفير التركي

مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد، رد على بيان وزارة الخارجية التركية، عبر حسابه على موقع "تويتر"، قائلًا: "إن تطاول الخارجية التركية على رأس الدولة في لبنان، مدان ومرفوض، وما هو إلا تعبير عن ذهنية التسلط والهيمنة، التي ورثتها الدولة التركية، عن السلطنة العثمانية البائدة.

وأضاف: "أن أقل رد من الدولة اللبنانية، هو استدعاء السفير التركي لدى لبنان، لتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى السلطات في أنقرة، علها تستفيق، أن زمن السلطنة والتسلط ولى إلى غير رجعة، وأن التاريخ لا يعود إلى الوراء، وأن لبنان الكبير الذي يحتفل بمئويته الأولى سيبقى وطنًا سيدًا حرًّا ومستقلًّا، وخصوصًا في ظل رئاسة العماد ميشال عون، الذي نجدد معه القول: "لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم".

تركيا وإسرائيل نهج واحد

النائب نقولا صحناوي، عبر حسابه على موقع "تويتر"، قال إن "الاعتداء الإسرائيلي الأخير، وبيان وزارة الخارجية التركية، يتشابهان في النهج العدائي، وإرادة الهيمنة، ولكل معتد نقول: النتيجة واحدة، روح النضال والمقاومة في لبنان، ستخرج كل محتل، وتتفوق على كل الجيوش، فيبقى لبنان الكبير..."أكبر من أن يُبلع، وأصغر من أن يُقسم".

 وغرد الوزير السابق وئام وهاب على حسابه على تويتر قائلًا:" بيان الخارجية التركية في الرد على الرئيس عون حقير وبغيض وكريه كأردوغان وهو يحاول التغطية على الإجرام العثماني بحق العرب طيلة 400 عام كلكم مجرمون من سلاطينكم وصولًا للسلطان الصغير الجديد أردوغان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com