حملوا "حماس" المسؤولية.. وفاة ناشط فلسطيني في أوكرانيا تثير غضبًا في غزة
أحدثت وفاة الناشط الفلسطيني تامر السلطان، في أوكرانيا، موجة من الغضب والجدل في الشارع الفلسطيني بقطاع غزة، فيما حمّلت حركة "فتح" حركة "حماس" المسؤولية عن وفاته.
وكان السلطان من المناهضين لسياسات حركة "حماس" السلطوية في التوظيف والمحسوبية في التعيينات، وأحد نشطاء حراك "بدنا نعيش" الذي ثار فيه الغزيون على نظام "حماس" في غزة احتجاجًا على الظلم والفقر، وفقًا للناشطين.
ومن غير الواضح حتى الآن سبب الوفاة، وتعددت الروايات، إذ قال بعض أصدقائه إنه توفى نتيجة قرصة عقرب خلال طريق الهجرة، وآخرون قالوا، إنه فارق الحياة نتيجة مرض السرطان الذي اكتشفه الأطباء في النخاع الشوكي، وغيرهما من الأسباب، التي أفضت في النهاية مع عدم وضوحها إلى نتيجة واحدة هي الموت.
وتداول ناشطون مشاركة لتامر السلطان عبر حسابه في "فيسبوك" وكأنه كان يستشرف قرب رحيله، إذ نشر مقطعًا ساخرًا للفنان عماد الفراجين ذكر فيه اسم تامر وقال فيه: "بكرة بقولوا تامر انقتل، يخرب بيتك يا أبو الفراجين بدك تفاول علي بالموت".
ويرى ناشطون، دشنوا حملة "غزة بدها تامر" عبر مواقع التواصل، أنه على الرغم من سخرية تامر من الموت إلا أنه كان ضحية من ضحايا "حماس" التي أجبرته وغيره المئات على السعي للهجرة بسبب عدم حصوله على وظيفة نتيجة الواسطة والمحسوبية واقتصار الوظائف على أبناء الحركة والمقربين منها، مستشهدين بما نشره الراحل نفسه عبر "فيسبوك".
وقال تامر: "هناك من ندد واستنكر هجرة الشباب من قطاع غزة خصوصًا الأطباء والصيادلة والمهندسين والكثير من الكوادر المهمة في قطاع غزة، هذا كلام جميل ورائع ولكن هل منكم من فكر بالسبب الحقيقي وراء الهجرة ، هؤلاء الشباب والكوادر لم يجدوا من يستغل قدراتهم وطاقاتهم ولم ينته الأمر عند ذلك، بل وجدوا من هم أقل منهم علمًا وتفكيرًا يتم توظيفهم لمجرد أنهم من أبناء قادة حماس أو الترتيب الظالم في التوظيف مثلًا الأولوية لأبناء الشهداء بعدين الجرحى (طب أنا أبوي مش شهيد مش من حقي وظيفة يعني ) أو ابن الحركة ولا تتم أي وظيفة إلا بتزكية أمير الجامع (بعد أن يتم غسل دماغه طبعًا ) وهناك من تم توظيفه ولا يستطيع كتابة اسمه، ولم يكتفوا بذلك إنما تم قمعهم وحبسهم وتم تخوينهم حينما خرجوا للمطالبة بحقوقهم في وظيفة يستر بها أحدهم نفسه وبيته ."
وأضاف "كيف لهذه الكفاءات ألا تهاجر من غزة، فالهجرة فرضت عليهم ولم يختاروها طواعية ، وتأكدوا حينما تخرج غزة من هذا العصر الأسود سوف يعود هؤلاء الى أرض الوطن لبنائه".
"فتح" تعلق
من جهته، ّحمل جمال نزال الناطق باسم حركة "فتح" ،اليوم، حركة "حماس" في قطاع غزة المسؤولية عن وفاة السلطان.
ونشر جمال نزال عبر حسابه في "فيسبوك" ما قال إنها "مذكرة من أمن حماس لاعتقال الدكتور تامر سلطان"، معلقاً عليها بالقول: "الملاحقة دفعت به للنزوح والهجرة أدت به إلى الموت".
وأضاف في منشور آخر: "من قادة الحراك. تامر سلطان .. أراد تحريك الوعي نحو التغيير ضد الظلم وفساد حكم حماس . تعوض للملاحقة بالسجن والترويع والتهديد. ضيقوا عليه منافذ الحياة فهاجر . أنهكه شظف العيش و الضنك المضقع. فقضى خارج وطنه غريبا وحيدا وترك من الأيتام ثلاثاً".
وتابع نزال: "تامر السلطان أحد نشطاءالحراك الشعبي ضد ظلم حماس وحكمها الفاسد في غزة. لم يجد مكانا للعيش الكريم في وطنه بسبب ملاحقة عصابات حماس فهاجر وغرق في البحر، فليغرق من تسبب بتشريدك من وطنك في وحل عاره وفشله الف عام. رحمك الله".
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الأربعاء، أنها تتابع وفاة الدكتور الصيدلاني تامر السلطان من قطاع غزة، في أوكرانيا للوقوف على ملابسات الحادثة.
وقالت الوزارة في بيان لها، اليوم الأربعاء، نشرته وكالة "وفا"، إن الرئيس محمود عباس أصدر توجيهات لمتابعة الواقعة من خلال سفارة فلسطين في البوسنة.
وأضافت أنها تتواصل مع ذوي الشهيد وتقوم بكل ما يلزم من أجل نقل جثمانه إلى قطاع غزة، واصفة إياه بـ " شهيد لقمة العيش" وأحد نشطاء حراك "بدنا نعيش".
