الأسباب الحقيقية لمفاجأة "المصالحة اللبنانية" التي أعادت تدوير ماكينة الدولة المعطلة
الأسباب الحقيقية لمفاجأة "المصالحة اللبنانية" التي أعادت تدوير ماكينة الدولة المعطلةالأسباب الحقيقية لمفاجأة "المصالحة اللبنانية" التي أعادت تدوير ماكينة الدولة المعطلة

الأسباب الحقيقية لمفاجأة "المصالحة اللبنانية" التي أعادت تدوير ماكينة الدولة المعطلة

في تفسيرها للانفراجة المفاجئة بالأزمة اللبنانية التي مضى عليها 40 يومًا، والإعلان عن عودة الحكومة للانعقاد، فقد سجّلت المرجعيات السياسية والإعلامية اللبنانية جُملة مستجدات في مقدمتها بيان السفارة الأمريكية الذي وُصف بأنه "إنذار" بلغة لا تحتمل الجدل.

وكانت تداعيات حادث قبرشمون الدامي، في 30 حزيران/يونيو الماضي، تفاعلت في استعراضات سياسية بين مختلف الزعامات والأحزاب السياسية، على نحو استعصى على الوساطات التي قادها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في بحثه عن تسويات سياسية وتخريجات قضائية تمنع انفجار الوضع الداخلي والإطاحة بالمؤسسات السيادية.

وزاد في حدّة الأزمة اللبنانية والتخوف من تداعياتها، هشاشة الوضع الاقتصادي من جهة، ونُذُر تجيير هذه الأزمة لصالح إيران في علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة.

مضمون البيان الأمريكي.. الإنذار

يوم الأربعاء الماضي، وعشية زيارة لواشنطن يُنتظر أن يقوم بها هذا الأسبوع، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، صدر عن السفارة الأمريكية في بيروت بيان غير تقليدي في لغته وإيحاءاته السياسية، وهو ما جعل المرجعيات اللبنانية تفهم منه أنه صادر أساسًا من الخارجية الأمريكية، كونه يحمل تحذيرات على شكل "إنذار"، تتعلق بنزاهة القضاء وبالتأجيج الطائفي والمناطقي، وتصل في إيحاءاتها السياسية إلى مرجعية الرئاسة الأولى ووزير الخارجية جبران باسيل الذي لا يخفي تحالفه مع حزب الله المدرج أمريكيًا على قوائم المقاطعة.

ولم تمض ساعات على صدور البيان الأمريكي حتى بدأت عمليات تفكيك الأزمة التي كانت عطلّت انعقاد الحكومة بدعوى الحرص على عدم تفجيرها من الداخل.

فقد وافق الطرفان في الطائفة الدرزية، وليد جنبلاط وطلال أرسلان، على اللقاء الذي كان في اليوم السابق مرفوضًا. وترافقت وساطات عقد اللقاء بين الطرفين الرئيسيين في حادثة قبرشمون، مع انفراجة في موضوع المعالجة القانونية للحادث والمتهمين بتسبيبه وبضحاياه.

 تفكيك مفاجئ للأزمة

ومع مساء يوم الخميس، كان مقر رئاسة الجمهورية يشهد لقاء المصالحة الذي جمع رؤساء السلطات الدستورية الثلاث مع طرفي أزمة قبرشمون، جنبلاط وأرسلان، ليصدر بعد اللقاء بيان من رئيس الحكومة بعودة مجلس الوزراء للانعقاد.

وحتى لا يتعرض مجلس الوزراء، الذي دعي للانعقاد اليوم السبت، إلى التفخيخ المفاجئ، فقد تم الاتفاق على تجنيب الجلسة أي بحث في الإجراءات القانونية لمعالجة حيثيات قضية قبرشمون، والاكتفاء برسالة عامة يحملها معه رئيس الحكومة سعد الحريري في زيارته لواشنطن، هذا الأسبوع، مفادها أن "صاعق التفجير" جرى تحييده وأن ماكينة الدولة المعطّلة سيعاد تدويرها.

في التفاصيل التنفيذية التي قيل إنه تم التوصل إليها في اجتماع المصالحة في قصر بعبدا، تعهد وليد جنبلاط بتسليم 13 مطلوبًا للمحكمة العسكرية، وانعقاد جلسة للحكومة تنهي شللها، حسب وصف رئيسها سعد الحريري، مع إشاعة مناخات تفاؤل تستبق عيد الأضحى، حسب وصف مدير "مركز الارتكاز الإعلامي" سالم زهران، وبما ترادف بُكلِّيته ليرفع أسعار السندات الحكومية المقوّمة بالدولار.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com