الخلافات الداخلية تعصف بميليشيات "فجر ليبيا"
الخلافات الداخلية تعصف بميليشيات "فجر ليبيا"الخلافات الداخلية تعصف بميليشيات "فجر ليبيا"

الخلافات الداخلية تعصف بميليشيات "فجر ليبيا"

بدأت الصراعات الداخلية، بين مكونات مليشيات فجر ليبيا المتشددة، تطفو على السطح، على خلفية تباين المواقف من الصراع، وعدم انسجام الخلفيات، وتعدد القيادات في مؤشر على انتهاء شهر العسل بين مكونات الجماعة الإسلامية التي تحمل السلاح، في وجه الدولة الليبية.

وترجع الخلافات بين الجماعات المتشددة، إلى غياب المرجعية الموحدة، وعدم توفر معظمها على تكوين عسكري أكاديمي، إضافة إلى تحكم الولاءات التقليدية، مثل الجهوية والقبلية، في نشاط هذه الجماعات، حسب مراقب للشأن الليبي تحدث لشبكة إرم الإخبارية.

وظهرت الخلافات جلية، في المواقف المتناقضة، للمليشيات المسلحة تجاه عدد من القضايا، من بينها الحوار الليبي في جنيف، الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم جماعة درع الوسطى المسلحة، التي تتخذ من مصراتة قاعدة لها، أحمد هدية، أمس الجمعة، إن جماعة فجر ليبيا، والجماعات المتحالفة معها، أعلنت وقف إطلاق النار؛ لفتح ممرات آمنة وإدخال مساعدات مختلف لمناطق الصراع، بعد الجولة الأولى من الحوار في جنيف، عادت قوات فجر ليبيا، لتنفي ما قاله أحمد هدية، في دليل واضح على حجم الخلاف بين المليشيات المسلحة.

وقال المكتب الإعلامي لـ"فجر ليبيا" في بيان، إن "البيانات العسكرية تصدر فقط عن القائد الأعلى للقوات المسلحة أو الناطق الرسمي باسمها"، موضحة أن "فجر ليبيا ليس لديها أي ناطق رسمي منذ السيطرة على العاصمة طرابلس"، مما يعني غياب التنسيق بن هذه الجماعات.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ "إرم" إن المليشيات المسلحة التي تقاتل الجيش الليبي، لها مرجعيات فكرية وسياسية مختلفة، كما تختلف دوافعها في محاربة الدولة باختلاف هذه المرجعيات.

ففي حين تقاتل جماعات الإسلام السياسي، من أجل السيطرة على الحكم، تقاتل جماعات أخرى بدافع الثأر والانتقام من عناصر كانت جزءا من المشهد الليبي، إبان حكم القذافي.

ويضيف المصدر، أن معظم عناصر هذه الجماعات، لا تتوفر على مواصفات الرجل العسكري، وما يتميز به من انضباط ومهنية، نتيجة لغياب التكوين العسكري الأكاديمي، فمعظم هذه العناصر ممن حملوا السلاح إبان الثورة، دون أن يتخرجوا من أكاديميات عسكرية، ولم يتلقوا أي تكوين نظامي.

ويحضر العامل القبلي والجهوي بقوة في العوامل المحددة لاتخاذ القرار داخل هذه المليشيات، حيث تتعدد قيادات الميليشيات وتتباين قوة كل قائد بحسب العتاد العسكري والولاءات والعناصر الداعمة له، في انعكاس طبيعي للوضع الاجتماعي الليبي، مما يجعل تماسك هذه الجماعات من الصعوبة بمكان.

وعلى ضوء هذا الواقع والمواقف المتناقضة، يرى محللون سياسيون أن هذه الجماعات، مهددة بالتآكل من الداخل، بسبب تحكيم منطق القوة وسيادة المصالح الضيقة، مما يعني أن الفترة القادمة، ستحمل صدامات قوية بين مكونات "فجر ليبيا"، قد تحد من دورها المستقبلي، في المعادلتين الأمنية والسياسية، في ليبيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com