أبرز كيانات المعارضة السورية ترفض "موسكو 1"
أبرز كيانات المعارضة السورية ترفض "موسكو 1"أبرز كيانات المعارضة السورية ترفض "موسكو 1"

أبرز كيانات المعارضة السورية ترفض "موسكو 1"

دمشق- اعتذرت أبرز كيانات المعارضة السورية عن المشاركة في حوار مع النظام تعد موسكو لعقده نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المندلعة منذ نحو أربعة أعوام.

وانضم الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض وعضو مجموعة "سوريا الوطن" المشكلة حديثاً، معاذ الخطيب، إلى لائحة المعتذرين عن المشاركة في الحوار.

وأوضح الخطيب في بيان أصدره الجمعة 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، أنه "تم تلقي دعوة مكتوبة من القيادة الروسية لحضور لقاء مع شخصيات سورية مختلفة في موسكو آخر الشهر الجاري، وبعد التشاور مع الأخوة في المجموعة التي نعمل من خلالها، قررنا الاعتذار عن المشاركة بصفة شخصية أو معنوية".

وبرر سبب الرفض بأن "الظروف التي نعتقد بضرورة حصولها لإنجاح اللقاء لم تتوفر، كما أن ضرورة توقف قصف وقتل شعبنا لم نحصل على أي جواب عليه، ورغم أننا لا نمانع المشاركة في أية مفاوضات سياسية لرفع المعاناة عن شعبنا، إلا أن ما ذُكر عن اجتماعات لاحقة مع وفد من النظام لا يمكن أن يحصل دون إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً النساء والأطفال".

وسبق اعتذار الخطيب، الذي زار موسكو نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وكان من أوائل الداعين للحوار المشروط مع النظام لإنهاء الأزمة منذ أكثر من عامين، اعتذار من قبل تيار "بناء الدولة" المعارض.

وأصدر التيار المنضوي تحت اسم المعارضة الداخلية في سوريا، بياناً نشره على صفحته على "فيس بوك" الخميس 8 كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلن فيه "عدم مشاركته أو مشاركة أي من أعضائه في اللقاء التشاوري الذي دعت له وزارة الخارجية الروسية والمزمع عقده في موسكو أواخر الشهر الجاري".

وبرر التيار قراره بعدة أسباب وصفها بأنها "أفرغت اللقاء من جدواه"، وبين عدداً منها وأبرزها "كان من الأجدى أن تقدم موسكو، انطلاقا مما تعلنه عن جديتها في العمل على إيجاد حل سياسي، ومبادرة واضحة ذات عنوان صريح، وجدول تفاوضي واضح".

وأوضح أيضاً أنه "كان من المفترض أن تكون الأطراف المدعوة إلى اجتماع القوى السياسية المناوئة للسلطة أو جلسات التفاوض معها على درجة واسعة من الاختلاف مع السلطة القائمة، فدعوة أطراف قريبة من السلطة وتحمل نفس توجهاتها يجعل منها جلسات للجدل غير المنتج وتسويفا للعملية التفاوضية".

ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يعتقل أمن النظام السوري رئيس تيار بناء الدولة، لؤي حسين، وفشلت كافة المناشدات التي أطلقها تياره ومنظمات حقوقية محلية ودولية في إطلاق سراحه حتى اليوم.

وكان الائتلاف السوري المعارض، وهو أوسع مظلة للمعارضة السورية والمؤسس عام 2012، رفض المشاركة في حوار موسكو، وذلك في أول تصريحات لرئيسه الجديد خالد خوجا بعد انتخابه من قبل الهيئة العامة للائتلاف مطلع الشهر الجاري.

وقال خوجا في مؤتمر صحافي عقده في مدينة اسطنبول التركية، الإثنين الماضي، إن الائتلاف "غير مدعو للحوار في موسكو مع النظام، وإنما وجهت الدعوة لعدد من الشخصيات المعارضة"، مشددا على أنه "لا توجد مبادرة، ولكن دعوة روسية للحوار بين النظام والمعارضة".

وأضاف رئيس الائتلاف أنه "ليس وارداً لا للائتلاف، ولا لأطياف المعارضة، الحوار من مبدأ التفاوض مع النظام، وإنما القوى الثورية في الداخل تحدد ذلك"، مشيرا إلى أن المبادرة هي مجرد أفكار، والائتلاف غير مدعو لموسكو كأكبر مظلة للمعارضة.

وكان عضو الائتلاف، بسام الملك، قال في تصريح صحافي، إن "الفصل من العضوية ينتظر أي عضو ينتمي للائتلاف يقرر الذهاب إلى اجتماعات موسكو نهاية الشهر الجاري".

وأوضح الملك، أن الائتلاف اتخذ قراره الرسمي في اجتماعات الهيئة العامة الأخيرة في اسطنبول بعدم الذهاب إلى موسكو، وسيتم فصل أي عضو يخالف ما أقرته الهيئة العامة، وفقا للائحة الداخلية للائتلاف التي تنص على عدم التفاوض مع النظام.

وكان القنصل العام الروسي في اسطنبول، الكسي ارخوف، سلم قبل أسبوعين، دعوات لخمسة من أعضاء الائتلاف وهم رئيسه السابق هادي البحرة، والأعضاء عبد الأحد أسطيفو، وبدر جاموس، وعبد الباسط سيدا، وصلاح درويش، بحسب تصريحات صحافية أدلى بها جاموس عضو الهيئة السياسية للائتلاف وأمينه العام الأسبق.

وكان مجلس قيادة الثورة السورية، التجمع السوري المعارض المشكل حديثاً، والذي يقول إنه يضم أكثر من 100 فصيل مسلح معارض منتشر داخل الأراضي السورية، أعلن قبل يومين رفضه للمبادرة الروسية، ورأى أنها تصب في مصلحة النظام.

وأوضح المجلس في بيان له، أن أعضاءه "قرروا بالإجماع أن المبادرة الروسية تصب في مصلحة النظام، ولذا فهو يدعو لمقاطعتها"، مشيرا إلى أن الشعب السوري ثابت ومستمر في ثورته وأي تنازل فهو مرفوض.

ولم يوضح المجلس فيما إذا وصلت دعوات رسمية له لحضور حوار موسكو أم أنه يعلن رفضه للمبدأ.

ويبقى موقف "هيئة التنسيق الوطنية" أبرز قوى المعارضة داخل سوريا، هو الحاسم، ومن سيطلق رصاصة الرحمة على الحوار الذي تخطط موسكو لعقده أم أنه سيعطيه جرعة أمل لعقده على الأقل.

ولا يزال موقف الهيئة غير محسوم حتى الآن، إلا أن منذر خدام القيادي في الهيئة كتب على صفحته الشخصية على "فيس بوك" مطلع الشهر الجاري، أن الهيئة "وجهت رسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بصدد دعوة بعض قادة الهيئة إلى لقاء تشاوري مع ممثلين عن السلطة في موسكو تطالب فيها بأن توجه الدعوة إلى الكيانات السياسية للمعارضة وليس إلى أشخاص معارضين مختارين من قبل روسيا".

وطالبت الهيئة، بحسب خدام، بأن يتم حساب بعض المدعوين من مؤيدي النظام (يقصد من المحسوبين على المعارضة) ضمن وفد النظام وليس ضمن وفد المعارضة.

وأشارت الرسالة إلى أنه على السلطات السورية المبادرة إلى "توفير مناخ ملائم للحوار يسمح للمعارضة أن تثق هذه المرة بجديتها، وخصوصا لجهة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم عبد العزيز الخير ورجاء الناصر ورفاقهما من أعضاء الهيئة ولؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة وغيرهم".

بدورها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، رفضها القاطع للمبادرة الروسية للحوار بين المعارضة والنظام الذي تعد موسكو لعقده.

وفي بيان أصدرته ونشرته على موقعها الإلكتروني، نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قالت الجماعة: "نرفض رفضاً قاطعاً المبادرة الروسية، ونعلن التحامنا مع شعبنا البطل، في مواجهة بطش النظام المجرم وحليفيه الروسي والإيراني في سبيل نيل الحرية والكرامة".

وعلى الرغم من أنها لا تملك ثقلا كجماعة، ولم توجه لها موسكو دعوة رسمية للمشاركة في الحوار، يتمتع الإخوان بحضور وثقل داخل أطياف المعارضة السورية الأخرى.

وتبقى بعض الكيانات والتشكيلات الأصغر حجماً من المذكورة أو الشخصيات التي وجهت لها دعوة رسمية، لم تعلن موقفها بعد من الحوار في موسكو.

وتبقى الفرصة الأخيرة لتغيير كيانات المعارضة السورية الكبرى موقفها لحضور حوار موسكو هو الاجتماع الموسع المرتقب أن يجمعها في القاهرة في النصف الثاني من كانون الثاني/ يناير الجاري، وذلك للاتفاق على خارطة طريق للمرحلة الانتقالية وتوحيد رؤى المعارضة، بحسب تصريحات لقياديين معارضين.

وكانت تقارير إعلامية نقلت أخيرا عن مصدر سوري معارض، لم تبين هويته، قوله إن الخارجية الروسية ستعقد اللقاء التشاوري أو الحوار في موسكو بمن حضر ولو كان عشرة أشخاص فقط من نحو 30 شخصاً وجهت لهم دعوة خطية.

ولم تعلق موسكو حتى ظهر السبت على المواقف المعلنة من أبرز كيانات المعارضة السورية والشخصيات المدعوة الرافضة لدعوتها للحوار فيها.

واقترح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن يلتقي ممثلون عن مختلف أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، ما دفع بعض المراقبين للحديث عن إمكانية عقد مفاوضات "موسكو 1" بين النظام والمعارضة.

وأعلنت الخارجية السورية، بعدها بأسبوع، استعداد دمشق للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى "التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي"، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على "الجرائم والمجازر" التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل نحو أربعة أعوام.

يشار إلى أن فكرة إجراء لقاء في موسكو يجمع المعارضة السورية ونظام الأسد طُرحت في صيف 2014، ومنذ ذلك الوقت تقوم وزارة الخارجية الروسية بشكل منتظم بتقديم معلومات حول إجراءات عملية التنظيم لعقد ذلك اللقاء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com