اللاجئون السوريون في لبنان يهدمون بيوتهم بأيديهم (فيديو)
اللاجئون السوريون في لبنان يهدمون بيوتهم بأيديهم (فيديو)اللاجئون السوريون في لبنان يهدمون بيوتهم بأيديهم (فيديو)

اللاجئون السوريون في لبنان يهدمون بيوتهم بأيديهم (فيديو)

أجبرت السلطات اللبنانية اللاجئين السوريين، على هدم بيوت وغرف صغيرة بنوها في مخيمات عشوائية.

وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية قصصًا لعدد من اللاجئين الذين أجبروا على هدم غرفهم المنهارة أصلًا، وبنيت لتقي اللاجئين حر الصيف وبرد الشتاء.

وتورد الوكالة قصة أبو محمد الذي دمّرت الحرب منزله في سوريا وشرّدته خارج بلده قبل ست سنوات، ووجد نفسه اليوم مضطرًا لأن يهدم بيده بمطرقة صغيرة غرفة بناها في مخيم عشوائي في شرق لبنان تشكل مأوى له ولعائلته.

وأبو محمد واحد من نحو أربعة آلاف لاجئ حولوا خيمهم في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، إلى غرف ذات جدران مبنية من حجارة الخفان أو أخرى غير مكتملة البناء، ما أثار مخاوف السلطات التي أنذرتهم بوجوب هدمها بوصفها "بناء غير شرعي".

وفي مخيم النور العشوائي على تخوم عرسال، ينهمك رجال في إزالة ألواح معدنية جعلوها سقفًا لغرفهم، بينما يهدم آخرون الحجارة المرصوصة فوق بعضها البعض.

وبأحد أزقة مخيم النور، تخلي مجموعة من النساء ملجأ قبل هدمه، ينقلن وسائد وفرشًا إلى شاحنة محملة بأغراض عدة بينها حقائب سفر ومروحة وأسطوانة غاز.

وبعدما أخلت ليلى عبد القادر (39 عامًا) غرفتها، تبحث عن شاب لهدمها مقابل دفع بدل مادي له.

وتخشى هذه الأرملة مع ابنتها الصغيرة من العودة للسكن مجددًا في خيمة، وهي تجربة اختبرتها لمدة عام ونصف العام.

وتقول السيدة التي ترتدي عباءة سوداء مطرزة بحبات اللؤلؤ وتخفي شعرها بوشاح بينما ملامح الحياء بادية على وجهها "سنتبلل حتمًا مع سقوط المطر".

وتبدي انزعاجها من عدم توفر أي خصوصية داخل الخيمة، إذ "يمكن للجيران سماع كل شيء.. ويمكن لأي ولد أن يشق شادر الخيمة".

وتسعى المنظمات الدولية التي تأسف لقرار السلطات اللبنانية، إلى تقديم مساعدات إضافية ومستلزمات تشييد خيم جديدة.

وتقول المتحدثة الإعلامية باسم مفوضية اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد لفرانس برس: "يشكل هذا الوضع عبئًا اقتصاديًا إضافيًا على اللاجئين، الذين يعيش معظمهم في الفقر".

ولتجنب تكبد أي عبء مالي، طلب أبو نعيم من أصدقائه المساعدة لهدم الغرفة.

ويقول الرجل الهزيل البنية ذو الشعر الأسود ساخرًا بينما يحتسي الشاي قبل بدء العمل

وهدم نحو 30 غرفة في المخيم بينما غطى الركام الأزقة الضيقة الفاصلة بينها، ويمكن أحيانًا رؤية الأحواض الحديدية المخصصة لغسل الأطباق والأواني المنزلية وسط الركام.

وحدّد الجيش اللبناني التاسع من الشهر الحالي مهلة نهائية لإزالة الغرف قبل أن يمدّدها حتى بداية الشهر المقبل.

ويقول أبو محمد (37 عامًا) بينما يغطي رأسه بكوفية حمراء وبيضاء تقيه أشعة الشمس الحارقة في البلدة ذات الطبيعة الجرداء القاحلة، "هل تصدق أننا نعيش في غرفة ولم نكن نصدق ذلك، فيما غيرنا يتمنى أن تكون لديه غرفة؟".

ويضطر أبو محمد حاليًا لأن يبيت ليلًا مع زوجته وأطفاله الخمسة في خيمة أحد أصدقائه مع لاجئين آخرين، في غرفة لأربع عائلات تضم أكثر من 16 طفلًا .

وفرّ أبو محمد من محافظة حمص في وسط سوريا قادمًا إلى لبنان صيف العام 2013، ولا يخفي رغبته بالعودة إلى مسقط رأسه، لكن الخيارات أمامه ليست كثيرة.

ويسأل متحسرًا: "أريد العودة بالتأكيد لكن إلى أين؟ لم يعد لي منزل في سوريا، لقد عرفنا أنه سوّي بالأرض".

وأضاف أن "في بيتنا كان لدينا دجاج وكنا نضعهم في غرفة بشروط أفضل من هذه الغرفة، على الأقل لم يكن الدجاج يتعرض للمطر شتاء".

وتتحول هذه الغرف إلى ما يشبه الفرن صيفًا مع ارتفاع درجات الحرارة فيها، كما لا يمكن الحؤول دون دخول مياه الأمطار الغزيرة إليها شتاءً.

لكنها رغم ذلك، تبقى أفضل من الخيم التي تعصف بها الرياح وتغمرها المياه بانتظام وفق ما يروي عدد من اللاجئين.

ويطال قرار الهدم هذا نحو 35 ألف لاجئ سوري يقيمون في أنحاء لبنان، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينهم 15 ألفًا في عرسال التي تضم نحو 4000 بناء "مخالف" وفق مسؤول محلي في البلدة.

ويقول باسل الحجيري رئيس بلدية عرسال إن هدف القرار "منع التوطين.. ومنع النازح السوري من البقاء الدائم في لبنان"، هذا البلد الصغير حيث تشكل التوازنات الطائفية مسألة شائكة.

ويضيف مبررًا: "نحن كبلدية علينا تنفيذ القرار الصادر عن الدولة اللبنانية".

وتعتبر كافة القوى السياسية في لبنان أن ساعة الصفر قد حانت لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، باعتبار أن المعارك قد انتهت في مناطق عدة، ويرى هؤلاء أن وجود اللاجئين يحمّل الاقتصاد عبئًا كبيرًا.

وتتصاعد بين الحين والآخر حملات العنصرية وخطاب الكراهية ضد اللاجئين، والدعوات لترحيلهم وعدم توظيفهم في المؤسسات التجارية وبعض المهن الحرة.

وأثارت تغريدة مؤخرًا لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أعطى فيها الأولوية للعامل اللبناني على أي يد عاملة أخرى بينها السورية انتقادات واسعة.

وشهدت بلدة دير الأحمر في البقاع قبل أسبوع إشكالًا داخل أحد المخيمات، بدأ مع امتعاض لاجئين سوريين من وصول سيارات إطفاء متأخرة لإخماد نيران أتت على بعض الخيم وتطور مع قدوم العشرات من سكان البلدة، لحرق المخيم وطرد اللاجئين منه.

وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان الأربعاء أن "السلطات أمرت بإخلاء بلدة دير الأحمر التي كانت تستضيف 600 لاجئ سوري" إثر الإشكال.

وتقدّر السلطات وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري في لبنان، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود نحو مليون مسجلين لديها، "إليكم إسطبلي" مشيرًا إلى الغرفة الخالية من أي أغراض، ما أثار قهقهة أصدقائه.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com