تعدد الأعلام يسلط الضوء على مدى الانقسام في العراق
تعدد الأعلام يسلط الضوء على مدى الانقسام في العراقتعدد الأعلام يسلط الضوء على مدى الانقسام في العراق

تعدد الأعلام يسلط الضوء على مدى الانقسام في العراق

واشنطن - قال تقرير صحفي إن الجنود العراقيين في نقاط التفتيش المتفرقة في كافة أنحاء بغداد تحدوا مؤخراً أمراً أصدره رئيس الوزراء حيدر العبادي بإزالة الأعلام الدينية الشيعية واستبدالها بالأعلام العراقية.



وفي مدارس مدينة كركوك بشمال العراق، مضى الطلاب إلى رفع الأعلام الكردية؛ وفي مدينة البصرة الجنوبية، قام المواطنون الغاضبون بتصميم علم خاص بهم يحتوي على صورة لقطرة نفط واحدة، وهناك بالطبع الأعلام السوداء التي يرفعها متشددو تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يهيمن على نحو ثلث العراق.

وأصدر العبادي مؤخراً مرسوماً يأمر القوات المسلحة بعدم رفع أي أعلام دينية أو أعلام تابعة للميليشيات، نظراً إلى أن هذه الأعلام أثارت منذ فترة طويلة حفيظة الأقلية السنية التي اعتادت أن تحكم العراق قبل الغزو الأمريكي.

وأشاد ممثل الأمم المتحدة في العراق بقرار العبادي في خطاب ألقاه في نيويورك كخطوة أولى في "مبادرة أوسع نطاقاً لإعادة الثقة بين الطوائف العراقية".

ولكن المشكلة هي أنه من غير المرجح أن تجري إزالة هذه الأعلام في أي وقت قريب.

ويشير التقرير إلى أن السكان لم يعارضوا فكرة العراق كبلد موحد بهذا القدر منذ قيام الدولة الحديث قبل ما يقرب من قرن من الزمان عن طريق دمج ثلاث محافظات عثمانية - البصرة وبغداد والموصل.

فبينما تسعى الحكومة الجديدة جاهدة لهزيمة مسلحي الدولة الإسلامية، تواجه أيضاً تحدياً قد يكون أكثر صعوبة: تعزيز شعور الانتماء والهوية الوطنية بين المواطنين حتى يمكن الحفاظ على وحدة كل من السنة والشيعة والعرب والأكراد حتى إذا كان من الصعب حل الخلافات القائمة بينهم، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "بحثاً عن هويتهم الوطنية، العراقيون يحتشدون حول أعلام متعددة".

ومن جانبهم، دعا بعض المسئولين لإعادة فرض الخدمة العسكرية الإلزامية، معتقدين أنها قد تجلب هذه الطوائف معاً.

واقترح آخرون تشجيع الزواج المختلط بين السنة والشيعة من خلال تقديم حوافز نقدية، في حين يجادل البعض بأن تعزيز ماض العراق في حقبة ما قبل الإسلام كمهد للحضارة قد يزود العراقيين بوسيلة لتحقيق درجة من الوحدة الوطنية.

ويشن التلفزيون التابع للحكومة حملات دعائية مكثفة، مع بث أعمال درامية تصور انتصارات عسكرية يتخللها رفع العلم العراقي، وهذا في تناقض غير واقعي لما يجري بالفعل على الأرض، حيث تعكس الأعلام المتعددة للميليشيات المختلفة مدى تدهور سلطة الدولة.

ويشير التقرير إلى أن الكفاح للعثور على هوية موحدة للعراقيين يتصادم مع واقع الحياة في العراق، حيث أصبحت المجتمعات المختلفة أكثر عزلة من ذي قبل عن بعضها البعض.

وانضم الشاعر العراقي الشهير إيهاب المالكي، إلى معركة الهوية الوطنية من خلال الظهور على شاشات التلفزيون، وهو يرتدي زياً عسكرياً في بعض الأحيان، وإنشاد قصائد وطنية.

ويقول المالكي إنه يهدف لاستخدام قصائده "لتعزيز الوحدة الوطنية وتقريب وجهات النظر والدعوة إلى نبذ العنف والتعايش السلمي بين المجتمعات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com