"النهضة" تناور لفرض تحالف مع السبسي
"النهضة" تناور لفرض تحالف مع السبسي"النهضة" تناور لفرض تحالف مع السبسي

"النهضة" تناور لفرض تحالف مع السبسي

أكدت جميع البعثات الدولية المراقبة للانتخابات التونسية أن التونسيين أثبتوا التزامهم بالمشاركة الديمقراطية من خلال الإقبال على صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، فيما بدأت حركة النهضة تناور لفرض تحالف حكومي مع السبسي.

غير إن الدوائر التي صوتت للمنصف المرزوقي بكثافة أعلنت عن رفضها لنتيجة الانتخابات من خلال أعمال العنف بالجنوب وجهة الكرم الغربي بالعاصمة تونس.

ويرى مراقبون للساحة السياسية التونسية أن أعمال العنف جاءت نتيجة للخطاب العنيف والمحرض الذي انتهجه المنصف المرزوقي خلال حملته الانتخابية، ومناورة جديدة من حركة النهضة التي تتحكم بالجنوب التونسي للي ذراع حزب نداء تونس وفرض تحالف حكومي ملغوم بعد أن نجحت في فرض تحالف نيابي.

وبهذا، يرى كثيرون أن صفحة جديدة فتحها الشعب التونسي لتكريس الديمقراطية والخروج من مرحلة الانتقال الديمقراطي والخروج أيضا من المؤقت إلى الشرعي والدائم.

وقد استقبل أغلب التونسيين نتائج الإنتخابات وفوز الباجي قائد السبسي بأمل وانتظارات كبيرة في التغيير والتطور والتقدم والتنمية.

وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة إن الشعب التونسي بعث برسالة للعالم وهي أن العرب مهيؤون للديمقراطية وأن تونس نموذج في العالم لتحقيق الديمقراطية.

ويؤكد بعض أهالي محافظات الجنوب تلقيهم إشارات للتحرك ميدانيا من قبل بعض كوادر النهضة، وفي نفس الوقت يخرج بعض أعضاء مجلس شورى الحركة للترويج إلى خطاب التهدئة عبر المنابر التلفازية.

ويبدو أن الرئيس المنتخب أمام تحديات كبيرة وإمتحان حقيقي لاحتواء الجهات التي صوتت لمنافسه وكشف كل المخططات الحزبية واحباطها.

وتعكس نسب التصويت التي تحصل عليها كلا المرشحين التحالف الحكومي القادم.

فحركة النهضة حافظت على نفس المبدأ وهو مساندة المرشح الرئاسي محمد المنصف المرزوقي وغدرت بالسبسي للمرة الثانية، الأمر الذي سيجعلها خارج الحكومة فيما يظل التحالف النيابي بينها وبين نداء تونس قائم تحت قبة البرلمان.

وتتعالى الأصوات الرافضة لعودة وجوه من حركة النهضة إلى التشكيلة الحكومية الجديدة بعد فشلها الذريع في إدارة البلاد اثر انتخابات 2011.

أما الجبهة الشعبية التي لم تكن حاسمة في موقفها فقد خير أنصار الشهيد شكري بلعيد التصويت بكثافة للباجي قائد السبسي، فيما ذهبت أصوات حمة الهمامي ورفاقه في حزب العمال والتيار الشعبي إلى المنصف المرزوقي.

وتعمل الجبهة الشعبية بكل ما لها من ثقل داخل وخارج البرلمان لإبعاد حركة النهضة من المشاركة في الحكومة، كما تجتهد النهضة أيضاً لقطع الطريق أمام الجبهة للوصول إلى الحكومة.

ويتوقع محللون سياسيون أن الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي لن يشرك الجبهة والنهضة في حكومته.

وسيجدا حالهما في معارضة متنافرة وغير متجانسة وبالتالي ستتحول معارضتهما للحكومة إلى خصام دائم بينهما.

وفاز الباجي قائد السبسي بنسبة 55.68 بالمئة من أصوات الناخبين في حين حصل المرزوقي على نسبة 44.32 بالمئة من الأصوات.

واعتبر أنصار المنصف المرزوقي أن النسبة التي تحصل عليها مرشحهم انتصارا كبيرا.

ويعد الباجي قايد السبسي أول رئيس تفرزه انتخابات ديمقراطية نزيهة وتعددية تشهدها تونس لأول مرة في تاريخها الحديث.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com