ما مصير قضية "حلايب وشلاتين" بعد رحيل البشير؟
ما مصير قضية "حلايب وشلاتين" بعد رحيل البشير؟ما مصير قضية "حلايب وشلاتين" بعد رحيل البشير؟

ما مصير قضية "حلايب وشلاتين" بعد رحيل البشير؟

تتجه أنظار القاهرة مع تسارع الأحداث في السودان، واقتراب رحيل نظام الرئيس عمر البشير، صوب مثلث حلايب وشلاتين الذي صعد للواجهة مؤخرًا، باعتباره سيشهد تهدئة ملموسة لفترة طويلة لحين انتقال البلد إلى مرحلة الاستقرار.

وبينما يتوقع البعض انتهاء الملف كليًا مع التطورات في الداخل السوداني، فإنّ مراقبين اعتبروا تسوية الملف أمرًا متوقعًا، لاسيما أن نظام البشير كان يستخدم هذا الملف من وقت لآخر للتغطية على أوضاعه الداخلية ولفت الأنظار للخارج.

وتوقع الخبير بالشؤون الأفريقية عباس شراقي، أن تظل أزمة حلايب وشلاتين لفترات بعيدة بعض الشيء إلى أن تزول حالة الحراك الشعبي، ويستقر الوضع في السودان بعد رحيل البشير.

وأوضح شراقي خلال تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن الرئيس الذي يخلف البشير، سينظر للأزمات الداخلية أولًا، ولن يضع في أولوياته قضية حلايب وشلاتين، وسيكون حريصًا على الانطلاق من النقاط الإيجابية لا الخلافية في العلاقات مع مصر بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لتحسين أوضاع بلاده المتردية، وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات الشعب السوداني.

ولفت إلى أن هناك تنسيقًا جرى بين مصر والسودان على خلفية زيارة رفيعة المستوى لوفد من المخابرات المصرية إلى السودان، حيث جرى التباحث بشأن انتقال السلطة بشكل سلمي مثلما حدث في الجزائر دون تكبد خسائر فادحة كالتي شهدتها المنطقة العربية جراء الربيع العربي.

وأشار شراقي إلى أن السودان منذ سنوات يتعمد إثارة قضية حلايب وشلاتين مع مصر للفت أنظار الداخل، وتشتيت الانتباه عن الوضع الداخلي المتأزم الذي عانى منه السودان.

وتوقع أن تُحل أزمة مثلث حلايب وشلاتين من خلال قدرة الدبلوماسية المصرية على اختيار التوقيت الأمثل بعد تولّي الرئيس الجديد لمناقشة الأزمة والمفاوضات المثمرة.

وفى سياق متصل، استبعد خبير القانون الدولي الدكتور إبراهيم أحمد إبراهيم، أن يحدث أي جديد في ملف حلايب وشلاتين حال حدوث تغييرات انتقالية في السودان.

وقال إبراهيم خلال تصريحات لـ "إرم نيوز"، إن مصر ستستمر في اتخاذ الإجراءات القانونية لترسيخ "تمصير" المثلث، دون أي تراجع منها في ضوء أنّ منطقة حلايب وشلاتين تقع تحت السيادة المصرية وفق السيادة المستقرة على أراضيها بوجود قوة أمنية وحكومة مصرية.

من جهته، قال أستاذ الدراسات الأفريقية جوزيف رامز، لـ "إرم نيوز"، إن قضية حلايب وشلاتين هي خلاف موسمي يثار وفق الظروف السياسية في السودان، لكنه أشار إلى أنّ التطور الحالي يشير إلى أن الملف سيتم تأجيله لحين تحديد مستقبل النظام السياسي في السودان أولًا، ثم متابعة التطورات التي سيتم إجراؤها في النقاط الخلافية بين مصر والسودان.

وعادت العلاقات المصرية السودانية، إلى مربع التوتر مرة أخرى، على خلفية استدعاء السودان السفير المصري حسام عيسى في مارس/آذار الماضي، بعدما أعلنت وزارة البترول المصرية، عن فتح عطاء دولي لاستكشاف النفط في مثلث حلايب على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر، وهي المناطق التي تقول الخرطوم إنها خاضعة لسيادتها، حيث تعتبر الخطوة تدخلًا مباشرًا في الأراضي السودانية، بينما تتمسك القاهرة بحقها الكامل في السيادة على تلك المناطق.

ويقع المثلث بين مصر وجارتها الجنوبية، ويطالب السودان مصر بهذه المنطقة منذ العام 1958، فيما تقول القاهرة إن المنطقة "أراضٍ مصرية".

 ورفضت مصر في العام 2016 طلبًا من الخرطوم، لبدء مفاوضات لتحديد الأحقية في السيادة على المثلث، أو السعي إلى التحكيم الدولي.

ويطلق على هذه المنطقة اسم مثلث، نظرًا لأنها تضم 3 بلدات كبرى، هي: "حلايب"، و"أبوالرماد"، و"شلاتين"، ويتوزع سكانها بين عدة قبائل من أصول سودانية، أشهرها "البشارية" و"العبابدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com