الحياد الوهمي لـ"النهضة" يقابله الوعود الوهمية للسبسي
قال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، إنّ الحركة لم تكن معنية بدخول المعركة الانتخابية لأنها ستكون شديدة.
مضيفا: "لا تهمني السلطة ولا الترشح للانتخابات بعد سنوات الغربة الطويلة يكفيني أن أدفن في تونس".
وعن قرار مجلس الشورى أوضح الغنوشي في حوار مع قناة نسمة (قبل قليل): "لدينا مليون ناخب قلنا للمرشحين للانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى تفضلوا لاستقطاب هذا العدد، وكان الخطاب المريح الذي استقطب النسبة الكبيرة من قواعدنا من نصيب المنصف المرزوقي".
وأضاف الغنوشي: "في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لم نفرض خيارا معينا بل فوضنا أمر التصويت لناخيبنا وقلنا انتخبوا من هو الأصلح لتونس، والمرشحين السبسي والمرزوقي كلاهما أصلح بدليل أننا لم نفضل أحدهما".
وردا على سؤال حول سبب استقالة القيادي حمادي الجبالي ردّ الغنوشي بالقول: "النهضة حركة كبيرة والحركات الكبيرة توجد بها آراء مختلفة وأجنحة وأنا لست ضائقا ذرعا بهذه الاختلافات وحمادي الجبالي شرح أسباب استقالته والأبواب مفتوحة أمامه متى شاء العودة".
وشدد الغنوشي أنّ تونس لن تتخطى أزمتها إلا بالتوافق، ودعا إلى التعقل والكف عن دعوات التقسيم السياسي والاقتصادي والجغرافي.
كما دعا المرشحين السبسي والمرزوقي إلى اعتماد خطاب التهدئة والمسؤولية وتطمين الشعب التونسي والابتعاد عن لغة التخوين والتخويف والقبول بالنتائج.
قائلا: "لست متخوفا من عودة الاستبداد، فالاستبداد صفحة طويت" وفي هذا القول رد على ما تحمله شعارات حملة المرزوقي الانتخابية.
ويرى مراقبون سياسيون أن قرار حياد حركة النهضة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية جاء إرضاء لرغبة راشد الغنوشي ولأطراف خارجية أيضاً.
وفي نفس الوقت لإيهام المرشح الباجي قائد السبسي أنها ستقدم له خدمة جبارة بانتهاجها سياسية الحياد الإيجابي.
ولكن الباجي رد الوهم بوهم المضاد وهو ما فتح الباب مجددا أمام النهضة للمشاركة في الحكومة.
ويقول المحلل السياسي عمر سلامة: "النهضة تريد اللعب على الحبلين بحيادها المزعوم، إذا وصل السبسي إلى قرطاج فستقول له نحن من أوصلك فهات نصيبنا، وإن وصل المرزوقي فستقول له نحن من أبقاك في أروقة القصر الرئاسي".
والأكيد أن الباجي قائد السبسي لن يبدأ الحوار حول الحكومة قبل الدور الحاسم من الإنتخابات بالتالي قبل بلوغه قصر قرطاج.
