تونس.. النهضة تعلن الحياد وتدعم المرزوقي في الخفاء
تونس.. النهضة تعلن الحياد وتدعم المرزوقي في الخفاءتونس.. النهضة تعلن الحياد وتدعم المرزوقي في الخفاء

تونس.. النهضة تعلن الحياد وتدعم المرزوقي في الخفاء

بعد تأكيد حركة النهضة الإسلامية، على موقفها القديم المتجدد بالحياد، في الانتخابات الرئاسية التونسية، تشير عدة دلائل إلى أن الحركة اتخذت هذا الموقف لصالح حليفها السياسي، المنصف المرزوقي، في محاولة لترجيح كفته في الانتخابات، وإبقائه في قصر قرطاج.



ويؤكد مراقبون للوضع التونسي أن موقف "الحياد" المعلن للحركة الإسلامية، تتحكم فيه عدة اعتبارات، فبعد أن تأكدت الحركة من تراجع شعبيتها في الانتخابات البرلمانية، ورأت أن دعمها الخفي للمرزوقي، في الشوط الأول من الانتخابات لم يفلح في حصوله على المرتبة الأولى، تأكد لدى الحركة أن أي موقف علني تتخذه لصالح المرزوقي سيجلب له فقط غضب خصوم الإسلام السياسي، ولن يمكنه من التفوق على منافسه الباجي قائد السبسي، الذي تشير معظم المؤشرات إلى أنه سيكسب الرهان في نهاية المطاف، وينتخب رئيسا لتونس.

وأكدت حركة النهضة بشكل رسمي، أنها متمسكة بموقفها القديم حيث قالت في بيان لها: "ليس للحركة مرشّح وهي تفوّض أنصارها وناخبيها أن يختاروا من يرونه الأصلح لرئاسة تونس، في الدورة الثانية لرئاسية تونس، المقرر إجراؤها الأحد 21 ديسمبر الجاري".

واختلفت قراءات المحللين لهذا الموقف بين من يرى فيه استمرارا للدعم الخفي للمنصف المرزوقي، وهو الدعم الذي ظهر جليا في الجولة الأولى من الانتخابات، وبين من رأى فيه مناورة سياسية جديدة، من طرف تيار الإسلام السياسي، لانتزاع تنازلات من حزب نداء تونس، بخصوص تسيير المرحلة القادمة، وتشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها النهضة.

الذين يرون بأن موقف الحركة استمرار لدعم المرزوقي، يضعون هذا التحليل انطلاقا، من العداء المستحكم الذي ظل يحكم علاقة زعيم "نداء تونس" بتيار الإسلام السياسي، مما يجعل من المستبعد، تطلع الحركة إلى المشاركة معه في الحكم، ويستشهدون على ذلك بالنداءات الصادرة عن تيار الصقور داخل الحركة "الغنوشي" والذي دعا، إلى دعم المرزوقي علنا.

ويضيف هؤلاء أن استماتة النهضة في الحشد لصالح المرزوقي في الشوط الأول، وإمداده بوسائل الدعم اللوجستي، وتسخير ماكينتها الإعلامية لصالحه، كلها عوامل تدل على أن تيار الإسلام السياسي، يعتبر دعم المرزوقي خيارا إستراتيجيا لا رجعة عنه، وأنه أحرق جميع مراكب العودة إلى السبسي، وأن عدم إعلانه هذا الدعم، هو فقط من باب عدم إظهار المرزوقي كمرشح للإسلام السياسي، في وقت بدأت تنحسر شعبية هذا التيار في المجتمع التونسي.

أما التيار الذي يرى أن موقف الحركة، مجرد مناورة لانتزاع مكاسب سياسية، فينطلق في هذا التحليل، من البراغماتية المعروفة في أدبيات الحركة، ومما يرجح هذا الاحتمال التوافق الذي تم بين كتلة النهضة، وكتلة نداء تونس، والذي أسفر عن انتخاب رئيس للبرلمان ونائب له بالتراضي.

ويرى أنصار هذا التيار أن النهضة تعتبر المرزوقي مجرد ورقة ضغط، سرعان ما تتخلى عنها إذا وجدت إشارات إيجابية، من طرف نداء تونس، حول إشراكها في الحكومة المقبلة.

وبين هذين الطرحين، يؤكد مراقبون أن حركة النهضة استنفدت طاقتها الانتخابية، وأن دعمها الخفي، لن يمكن المرزوقي من الفوز في الانتخابات، كما أن حيادها العلني لن يمكنها من انتزاع مكاسب سياسية، لم تستطع تحقيقها من خلال صناديق الاقتراع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com