وسيط دولي: لابد من التفاوض مع الدولة الإسلامية
وسيط دولي: لابد من التفاوض مع الدولة الإسلاميةوسيط دولي: لابد من التفاوض مع الدولة الإسلامية

وسيط دولي: لابد من التفاوض مع الدولة الإسلامية

لندن - قال الخبير والوسيط الدولي بادريج أومالي إن "علينا التحدث مع الدولة الإسلامية".



وأضاف أومالي في مقابلة أجريت معه عبر الهاتف من بوسطن بولاية ماساتشوستس التي يعمل فيها أستاذا جامعياً: "لابد من ايجاد وسيلة بمرور الوقت للتحدث مع الدولة الاسلامية. فلن تتمكنوا من محوها ببساطة. ستعاود الظهور في صورة مختلفة."

وقال الأستاذ الجامعي: "لا أعتقد أننا نفهم في الغرب أو ربما أي إنسان ظاهرة الدولة الإسلامية ودرجة حنكتها في اجتذاب الشبان من كل أنحاء العالم فهما كاملا."

واستشهد أومالي باستطلاع للرأي أجراه مؤخراً المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومقره قطر في ست دول عربية وتوصل إلى أن الفلسطينيين من أشد مناصري الدولة الاسلامية تأييدا لها.

وأضاف أن هذا يمثل اكتشافا مذهلا لأن الدولة الإسلامية تركز على إقامة دولة الخلافة ولا تستهدف تدمير اسرائيل موضحا أن هذه النتيجة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة لا يعرف أحد مداها.

وقال أومالي "هل هذا لأنهم (الفلسطينيون) وصلوا إلى مستوى من اليأس فيما يتعلق بمستقبلهم يجعلهم يلجأون إلى أي جهة؟ وأن الدولة الاسلامية يمكنها أن تقدم لهم شيئا له معنى لحياتهم؟"

كيف تتفاوض مع الدولة الاسلامية؟

يجب أن يبدأ التفاوض مع الدولة الاسلامية من خلال وسطاء مقربين من الجماعة - كأفراد من أثرياء السعودية وقطر وغيرهما من الدول العربية "ممن يغترفون المال ويعطونه" للمقاتلين.

ويستغرق إقناع أي جماعة مسلحة بالتفاوض مع أعدائها وقتا طويلا. وتبدأ هذه العملية بتطوير العلاقات وبناء الثقة مع الناس في المستويات الأدنى للأطراف المتحاربة ثم الصعود بالتدريج إلى المستويات الأعلى.

ويقول أومالي "هي عملية شخصية للغاية".


ويضيف "جزء من مشكلتنا في الغرب أننا نظن أن هذه الأمور يمكن أن تحل بسرعة.. ولا بأس بذلك باستثناء أن الناس في مناطق أخرى من العالم لا تفكر بهذه الطريقة أو أننا لا نملك الفهم الكافي لعمق الانقسامات فيما بينهم."

وقال أومالي إن الهوة التي تفصل بين الشيعة والسنة في الشرق الاوسط عميقة جدا.


وتعد هذه الهوة أحد الأسباب التي أدت إلى ظهور الدولة الاسلامية التي يدعمها زعماء عشائر سنية في العراق يشعرون أن الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد تحرمهم من حقوقهم.


وقال أومالي "هذه الهوة بغيضة وترجع إلى عهد بعيد في التاريخ ولذلك لا يمكن جسرها ببضع لفتات ومؤتمرات أو بالعناق".


ويتنبأ أومالي بأن العراق لن يكون موجودا بصورته الحالية خلال عشر سنوات. ويضيف أن الأكراد سيعلنون في المستقبل القريب استقلالهم عن العراق وأن ما يحرزونه من نجاح في التصدي للدولة الاسلامية سيشجعهم على ذلك.

العودة للعراق

وقع على اتفاق هلسنكي لعام 2008 الذي ساهم أومالي في التفاوض عليه أطراف سياسية من جانبي الصراع بين السنة والشيعة.

وينص الاتفاق على وضع نهاية للفساد والطائفية في الوظائف العامة لكنه لم ينفذ قط. وهيمن الساسة الشيعة على الحكومة وشعر السنة على نحو متزايد بتهميشهم.

وقال أومالي "مثل أغلب الأشياء في العراق في تلك المرحلة وبينما كان الكل يتصافح لم يحدث شيء قط لهذا الاتفاق".

وأضاف أنه يعتزم العودة للعراق عندما يصبح رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي "أكثر ثباتا في منصبه وطرح اقتراح أن يجمع العبادي من جديد كل الموقعين على الاتفاق ومن بينهم الرئيس الحالي ورئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء وزعماء كل الأحزاب في برلمان العراق.

وقال "ما سأؤكد عليه شيء مهم لكل العرب ألا وهو الشرف. فهل ستوفون بما وقعتم عليه أم لا؟"

ولأومالي جهود واضحة، فقد كان الوسيط المخضرم لتقريب المسافات بين الأطراف المتحاربة في العراق في ذروة الصراع الطائفي خلال عامي 2007 و2008 وأسفرت جهوده عن اتفاق شكل أساس المصالحة السياسية في العراق وساهم في الحد من العنف، وأمكنه إنجاز ذلك بمساعدة مفاوضين من جنوب أفريقيا ومن إيرلندا الشمالية حيث كان له دور كبير في التوصل إلى اتفاق عام 1998 الذي أنهى 30 عاما من الصراع الطائفي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com