"الجندي المجهول" يثير صراعًا جديدًا بين "حماس" و"فتح" في غزة

أثار إجراء حركة حماس تعديلات جذرية على نصب "الجندي المجهول" وسط قطاع غزة، صراعًا جديدًا مع حركة فتح التي اعتبرته "طمسًا" لهوية الشعب الفلسطيني، كونَه يُعد نُصُبًا وطنيًّا يعبر عن صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بالثوابت.

ويعد النصُب التذكاري للجندي المجهول أحد أبرز معالم مدينة غزة، إذ أقيم عام 1957 على قبر جندي فلسطيني مجهول الهوية، في حديقة مقابلة للمجلس التشريعي، ودمرته إسرائيل خلال احتلالها لغزة عام 1967، وأعادت السلطة الفلسطينية بناءه عام 2000.

واعتبر الناطق باسم حركة فتح عاطف أبوسيف، إقامة حماس للنصُب الجديد بأنه تغيير لمعالمه وطمس لهويته، مشددًا على أن حماس ليس من حقها تغيير شكله.

وقال أبو سيف لـ "إرم نيوز" إن "الجندي المجهول له رمزية عالية في قلوب الفلسطينيين، فهو يحمل الألم والأمل، وأغاظ الاحتلال؛ كونه يعبر عن التمسك بحق اللاجئين والعودة، والاستمرار بالكفاح حتى نيل الحقوق"، مؤكدًا أنه "لا يحق لحماس تغيير شكله أو هويته".

وأضاف أن "الجندي الذي يحمل البندقية ويشير إلى القدس وإلى فلسطين بعد النكبة والعقود المتتالية، هو رمزية لكل جندي حارب ويحارب في طريق القدس"، مطالبًا الفصائل الفلسطينية كافة بالتدخل وإجبار حماس على وقف هذه الإجراءات الهزلية.

من جهته قال الناشط الحقوقي أحمد القواسمي إنه "ليس من حق حركة حماس إزالة معالم لها أثر عند الفلسطينيين، وتعبر عن صمودهم وثباتهم وتحمل رسائل رمزية"، مشيرًا إلى أن "الجندي المجهول تم افتتاحه من قبل السلطة الفلسطينية لإيصال رسائل وطنية، وكان الأجدر بـ "حماس" أن تقوم بترميمه لأنه لا يخص فتح، وإنما يعبّر عن الرؤية الفلسطينية المتمثلة في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية".

وأضاف القواسمي لـ"إرم نيوز" أن "حركة حماس تربط الكثير من المواقع والأماكن بحركة فتح، وتقوم بشطبها في القطاع، وهي تعلم في الوقت ذاته لكنها تتجاهل، أن هذه المواقع لها مكانة في قلوب الفلسطينيين كونها تذكرهم بحقب تاريخية وطنية تخصهم جميعًا بما فيهم حماس".

وكان عناصر من حماس قاموا بعد اشتباكات دامية مع عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة إبان الانقسام عام 2007، بتفجير الجزء العلوي من النصب التذكاري؛ لكونه وفق أدبيات الحركة من "المنحوتات المحرمة" والتي عليها "خلاف شرعي"، ليقوموا مجددًا بإزالة آثاره المتبقية واستبداله بمجسم جديد.

وأثارت الخطوة التي أقدمت عليها حماس ردود فعل حادة من قبل الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رفض كثيرون تلك الخطوة مؤكدين أنها تعد تعديًّا صارخًا من حماس على الهوية الوطنية.

وقال المغرد سري: "ثقافة الانقلاب.. ميليشيات الانقلاب المسلحة سحبت تمثال الجندي المجهول في شوارع غزة واليوم يتم تغير وطمس هويته الوطنية".

وقال المغرد حيدر عيد: "ما استبدال الجندي المجهول وبندقيته بمجسمات هندسية إلا دليل على مدى الخواء الثقافي السائد! لا احترام ولا حتى قبول بما يختلف عن الرؤية الأيديولوجية الإقصائية المنغلقة".

المغرد محمد الشبطي قال أيضًا: "كما تم تغيير النجمة برفح، الجندي المجهول بغزة تغيرت ملامحه تغيرت أساسياته والبلد اللي ما لها ماض ليس لها مستقبل، الجندي المجهول تاريخه أكبر مِن تاريخ مَن فكر بتغييره".