تحقيق يكشف عن إعدامات بالجملة في سجن صيدنايا سيئ السمعة بدمشق
تحقيق يكشف عن إعدامات بالجملة في سجن صيدنايا سيئ السمعة بدمشقتحقيق يكشف عن إعدامات بالجملة في سجن صيدنايا سيئ السمعة بدمشق

تحقيق يكشف عن إعدامات بالجملة في سجن صيدنايا سيئ السمعة بدمشق

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير موثق بصور الأقمار الصناعية، أن سلطات النظام السوري تقوم بإعدامات بالجملة بحق المعتقلين السياسيين في "سجن صيدنايا" سيئ السمعة في دمشق.

ونقلت الصحيفة عن عدد من المعتقلين السابقين في السجن، ان النظام السوري عيّن عددًا من القضاة العسكريين لتسريع عمليات الإعدام التي تتم شنقًا في قبو ضخم تحت السجن، كان يضم ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف معتقل في وقت سابق.

وقالت الصحيفة، إن هناك أوامر بنقل المعتقلين من سجون أخرى في سوريا إلى سجن صيدنايا الضخم بانتظار إعدامهم في ساعات الصباح الأولى.

وأوضحت بأن عدد نزلاء سجن صيدانيا انخفض بشكل كبير في الآونة الأخيرة، نتيجة تلك الإعدامات، وأن عددًا من أقسام السجن بات الآن خاليًا تمامًا.

وقالت "واشنطن بوست" نقلًا عن سجناء سابقين: "حكم على بعض المتعقلين السابقين بالإعدام؛ لكن لم يتم التنفيذ بعد أن دفع ذووهم وأقرباؤهم مبالغ مالية كبيرة".

ونقلت عن أحد السجناء قوله: "كنت ضمن عدد من المعتلقين الذين خضعوا لمحاكمة سريعة، ولم يكن هناك رأفة من جانب القضاة، الذين كانوا يقرأون الأحكام بصوت عالٍ".

وأشار إلى أن "عددًا من المعتقلين الذين لم يتم شنقهم توفوا جراء سوء التغذية وغياب الخدمات الطبية والضرب والتعذيب"، مضيفًا بأنه "شاهد بعض حراس السجن وهم يدفعون قضيبًا من الحديد داخل فم أحد المعتقلين حتى موته".

وأوضحت الصحيفة، بأن المسؤولين السوريين رفضوا التعليق على تلك التقارير، مشيرة إلى أن الحكومة لم تعترف حتى الآن بوجود إعدامات سريعة بحق المتعقلين السياسيين.

وذكرت أن صورًا التقطت عن طريق الأقمار الصناعية في شهر اذار/ مارس الماضي لباحة سجن صيدانيا، أظهرت بعض الأجسام السوداء التي قال خبراء إنها "جثث سجناء".

وقال خبير الصور في برنامج "هارفارد للأمن والتكنولوجيا" اسحاق بيكر: "إن الأجسام يصل طولها إلى ما بين 5 و6 أقدام، وهي تشير إلى حدوث إعدامات بالجملة."

وقال سجينان سابقان، إنهما سمعا الحراس وهم يتحدثون حول نقل بعض جثث المعتقلين الذين تم إعدامهم في شهر اذار/ مارس الماضي.

وأشار التقرير، إلى أنه تمت مشاهدة عدد كبير من القبور الجديدة في المقبرة الواقعة جنوب دمشق منذ الشتاء الماضي، وأنها قد تكون نتيجة للإعدامات في سجن صيدانيا.

ووفقًا للتقرير، فإن 27 معتقلًا سابقًا تحدثوا للصحيفة بشأن تلك الإعدامات، ومعظمهم يعيش الآن في تركيا ولبنان والعراق وألمانيا.

وقال معتقل سابق يدعى محمد: "كنا ننام تحت أغطية قذرة مليئة بالحشرات.. الحقيقة أنك عندما تكون في سجن صيدنايا عليك أن تقفل فمك ولا تفكر بأي شيء.. لا تستطيع حتى التكلم مع نفسك.. لقد كان الضرب تعذيبًا والصمت تعذيبًا أيضًا... لقد كنّا داخل السجن مثل حيوانات مسجونة في أقفاص".

وقال سجين سابق آخر يدعى حسن من مدينة السويداء: "كانت جميع الزنزانات مظلمة في الليل، ولم نكن نرى من يتم أخذهم من قبل الحراس... كانوا يفتحون الباب ويدخلون الزنزانة لأخذ بعض السجناء دون ذكر أي أسماء وكنّا نصمت فور دخولهم."

ونقلت الصحيفة، عن هاني ميجالي من لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، قوله ان تقارير الإعدامات السريعة تعني أن النظام السوري أصبح ينظر الآن إلى ما بعد انتهاء الصراع وأن "وجوده لم يعد مهددًا."

وأضاف: "الناس تطالب الآن بمزيد من المعلومات بشأن ما حدث في ذلك السجن وفي أماكن أخرى... هم يتساءلون عن السبب، وأين تمت هذه الإعدامات وأين الجثث؟"

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com