لبنان.. رسائل عقيمة بين حزب الله والمستقبل لم تلد حوارا
لبنان.. رسائل عقيمة بين حزب الله والمستقبل لم تلد حوارالبنان.. رسائل عقيمة بين حزب الله والمستقبل لم تلد حوارا

لبنان.. رسائل عقيمة بين حزب الله والمستقبل لم تلد حوارا

يبقى الحوار المرتقب بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، والذي يكثر الحديث عنه أخيرا في لبنان، أسير الإشارات والرسائل الإيجابية المتبادلة، ودون ترجمة فعلية لهذه الرسائل على أرض الواقع.

ورغم ذلك، تركت هذه الإشارات الإيجابية ارتياحا لدى اللبنانيين، حيث هدأت حدة التصعيد، وتم تنفيس الاحتقان في الساحتين السنية والشيعية.

والتزم الحزب الصمت، فيما غابت التصريحات النارية عن خطابات نواب "المستقبل" كتلك التي كان يطلقها نائب الشمال خالد ضاهر، لتتجه الأنظار صوب حوار مرتقب على أعلى المستويات بين الطرفين.

ويعمل على هذا الحوار كل من رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، الذي يمثله وزير الصحة وائل أبو فاعور في إدارة الاتصالات الجارية للتمهيد للحوار المنتظر.

ويقول مصدر في قوى "8 آذار"، مطلع على أجواء الاتصالات الجارية بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" إنه "لا مبادرات فعلية من جانب المستقبل حول الحوار، وكل ما جرى هو أن الرئيس سعد الحريري، أشار في أحد بياناته إلى جملة في هذا السياق، اعتبرها وزير الداخلية نهاد المشنوق مبادرة".

ويضيف المصدر أنه "منذ وقت ليس ببعيد اتصل أبو فاعور بحزب الله متحدثا عن أجواء إيجابية من جانب الحريري، وعلى أساسها كان رد حسن نصرالله، في خطاب له في اليوم التاسع من عاشوراء، بأن الحزب مستعد للحوار، وعلى إثر ذلك أعلن بري أنه (العراب) فعمد إلى الاجتماع بمستشار الرئيس سعد الحريري، ابن عمته نادر الحريري والرئيس فؤاد السنيورة".

ويتابع "إلا أن نادر الحريري ذهب إلى باريس وانتهت الأمور عند هذا الحد، عندها توقفت المساعي لتعود من جديد في اللقاء الذي جمع بين بري وأبو فاعور يوم الأربعاء الماضي، ليعود الحديث عن الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الحزب والتيار تحت إطار البحث عن تسوية وطنية شاملة".

ويوضح المصدر أن "وزير الداخلية نهاد المشنوق تحدث عن أن الحوار لن يكون حول السلاح أو حول مشاركة الحزب في القتال في سوريا، وإنما حول الشراكة السياسية في السلطة وإعادة تكوين الدولة، وهذا ما اعتبره الحزب أمرا إيجابيا يمكن البناء عليه".

ويلفت إلى أن حزب الله "يريد أن يقوم أي حوار مع المستقبل على أساس مرتكزات واضحة"، مؤكدا أنه "حتى الآن لا جواب من قبل تيار المستقبل حول أي من هذه الأمور".

وحول تأثير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على الاتصالات الجارية لجمع الحزب والتيار، يقول المصدر إن "المحكمة مجرد مسرحية، والكل يعلم أنها مسيسة لذلك لا يمكنها أن توقف عجلة أي حوار.. إنها مجرد دعاية سرعان ما تنطفئ بعد انتهاء وظيفتها".

ويشدد، في خصوص الملف الرئاسي، على أن "ترشيح ميشال عون للرئاسة لا رجعة عنه، وهذا قرار لم يأت كتقدير أو عرفان للجنرال بسبب مواقفه خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 ومواقفه اللاحقة، وإنما هي قناعة استراتيجية بالنسبة لحزب الله".

من جانبه، يقول مصدر في تيار المستقبل إن "أي حوار مع الحزب يجب أن يتم تحت سقف جدول أعمال يكون واضحا بلا لبس"، مضيفا أن "أهم ملف يجب أن يكون على طاولة أي حوار هو ملف رئاسة الجمهورية ثم تليه باقي الملفات".

ويتساءل المصدر "إذا كان حزب الله لا يريد مناقشة ملف الرئاسة، إذ كلما فاتحناه في هذا الموضوع يقول اذهبوا وناقشوا العماد عون في ذلك، وأيضا لا يريد مناقشة السلاح، ولا التدخل في الحرب السورية، ولا المحكمة، ولا أي ملفات أخرى، فعلى أي أساس سنتحاور؟ وعلى ماذا؟".

ويضيف "هناك إضافة إلى ملف الرئاسة الذي يحتل الأولوية بالنسبة إلينا، ملفات كثيرة لا بد من مناقشتها، وبناء على ذلك يصبح لدينا ما يمكن أن نتحاور حوله".

وحول إن كان حزب الله أطلق دعوات وإشارات إيجابية، يقول المصدر: "هي فقط للمماطلة وكسب الوقت"، مشددا على أن حزب الله "يفعل ما يفعل لأنه يريد استخدام ذلك في المفاوضات الإيرانية مع الغرب حول الملف النووي، لذلك نحن نرفض أي حوار لا يكون لديه جدول أعمال داخلي، ونرفض أي حوار يخدم أجندات خارجية لا تفيد لبنان".

في ظل الصورة السلبية التي تعكسها تصريحات الطرفين، والتي ربما تعني أن لا حوار بين "حزب الله" و"المستقبل" في المدى المنظور، يؤكد مصدر "8 آذار" أن "التفاؤل يبقى قائما، وذلك على الرغم من كل الإشارات والرسائل والخطوات التي لم تترجم إلى أي شيء ملموس حتى الآن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com