وزير العمل اللبناني لـ"إرم": إجراءاتنا خفضت النزوح السوري
وزير العمل اللبناني لـ"إرم": إجراءاتنا خفضت النزوح السوريوزير العمل اللبناني لـ"إرم": إجراءاتنا خفضت النزوح السوري

وزير العمل اللبناني لـ"إرم": إجراءاتنا خفضت النزوح السوري

أكد وزير العمل اللبناني، سجعان قزي، أن لبنان نجح في تخفيض نسبة اللجوء السوري بنسبة 80% بعد سلسلة إجراءات وتدابير عمدت الحكومة على اتخاذها مستندة إلى إجماع مجلس وزرائها.

وقال قزي، في تصريح خاص لـ"شبكة إرم" الثلاثاء، إن "الدولة اللبنانية أصبح لديها سياسة واضحة في كيفية التعامل مع ظاهرة النزوح الذي فاق قدرات لبنان، ويفوق قدرة أي دولة في العالم، لذلك كان لا بد من اتخاذ قرار بوقف النزوح نهائيا إلا في الحالات الاستثنائية الطارئة، كأن يكون قدوم السوري إلى لبنان من أجل علاج طارئ أو عملية جراحية".

وأطلقت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة الكثير من التحذيرات خلال الأعوام 2012 و 2013 و 2014 حول النتائج الكارثية المترتبة على ارتفاع أعداد النازحين السوريين في لبنان.

وأشارت المفوضية إلى أرقام مختلفة حول أعداد اللاجئين، حيث تحدثت عن أعداد فاقت المليون، لكن هذه الأرقام الرسمية الدولية لم تكن متطابقة مع أرقام لبنانية رسمية وأخرى أوردتها جمعيات مختلفة، إذ أكد تقرير لـ"اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان" أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان بلغ مليونين و301 ألف و967 لاجئا.

وأوضح الوزير قزي أن "وقف النزوح لا يعني إغلاق الحدود بين لبنان وسوريا، ويجب التمييز بين القادم من سوريا لأجل السياحة أو العمل وبين النازح، وذلك حفاظا على العلاقات المتبادلة بين الشعبين الشقيقين".

سوريون يعودون إلى بلادهم

وردا على سؤال حول كيفية التمييز بين السوريين القادمين إلى لبنان، لفت قزي الانتباه إلى "أنه تم تعميم أسماء النازحين الذين أتوا إلى لبنان ثم غادروه على الجهات اللبنانية والدولية المعنية بالنزوح لمنع عودتهم إلى لبنان في مراحل مقبلة، مشيرا إلى "أن هناك قطاعات معينة لعمل السوري في لبنان منها القطاع الزراعي وقطاع البناء، أما الوظائف التي تؤثر على اليد العاملة اللبنانية فلا يسمح للسوري بمزاولتها على الإطلاق".

وكشف قزي أنه "منذ اعتماد الإجراءات اللبنانية المتشددة تجاه استقبال النازحين السوريين قامت المفوضية العليا للاجئين بشطب 84 نازحا سوريا من سجلاتها، حاول 12600 نازح منهم العودة إلى لبنان لكنهم جوبهوا بمنع دخول لبنان فاضطروا إلى العودة إلى بلدهم. كذلك فإن تشدد وزارة العمل اللبنانية في منح إجازات العمل للسوريين دفع بقسم كبير من هؤلاء إلى العودة إلى سوريا بعد أن عجزوا في الحصول على عمل داخل الأراضي اللبنانية".

وإذ أكد قزي أنه لا رجوع عن قرار الحكومة، شدد في الوقت نفسه على "أن السياسة اللبنانية لا تعني أننا ضد السوريين بل تأتي حفاظا على المجتمع اللبناني بكل مكوناته السياسية والطائفية".

إجراءات متأخرة

ولم ينبع التشدد في الاجراءات لدى الحكومة اللبنانية من فراغ لكن الاجراءات المتبعة جاءت متأخرة بحسب الدكتور طلال عتريسي الأستاذ الجامعي والباحث الاجتماعي الذي رأى أن "ما قامت به الدولة اللبنانية مطلوب لكن التقصير كان أن الحكومة اللبنانية لم تعمد إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة النزوح السوري ولم تعمل على تنظيم توافد اللاجئين قبل أن تتفاقم المشكلة وتصل إلى ما وصلت إليه".

وخلافا لما أورده "اتحاد منظمات الإغاثة" حول أعداد النازحين في لبنان، أكد عتريسي " أن العدد بلغ تقريبا مليونا ونصف مليون وليس أكثر، إلا أن ذلك لا يمنع المشكلات المتعددة التي يخلفها النازحون في المجتمع اللبناني من الحدوث، وأهمها المشاكل المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية، والتي تنشأ بين النازحين أنفسهم من جهة، وبين النازحين والمجتمع اللبناني الذي يحتضنهم من جهة أخرى. ومن هذه المشكلات التحرش النسائي والذي يحدث في حالات الحب والزواج، أي عندما يحب شاب لبناني فتاة سورية والعكس. كل ذلك يخلق مشاكل اجتماعية سلبية جدا".

اللجوء فاقم النزعة العدائية

وأوضح عتريسي "أن وجود النازحين بهذه الأعداد فاقم النزعة العدائية لدى المجتمع اللبناني حيث أن اللبناني أصبح يشعر أن السوري يشكل تهديدا لسوق العمل لأنه يتقاضى أجرا أقل من اللبناني، ثم هناك ما يتعلق بالأمور الاستهلاكية فاللبنانيون ينظرون إلى السوريين على أنهم يشكلون خطرا على الماء والكهرباء والغذاء في بلد أصلا هو يعاني من نقص كبير في الخدمات العامة".

غير أن التهديد الأبرز الذي خلفه النزوح السوري في لبنان كان على صعيد الإرهاب. وشرح عتريسي أن "هناك مجموعات خرجت من المخيمات وقاتلت ضد الجيش اللبناني في عرسال، وأن لدى القوى الأمنية معلومات قامت على أساسها بمداهمة عدد كبير من مخيمات النازحين السوريين واعتقلت أعدادا منهم بعد أحداث طرابلس وعرسال"، مؤكدا أن "المخيمات تعتبر بيئة حاضنة للمجموعات الإرهابية".

وحذر من " انعكاس الاعتقالات التي تنفذها القوى الأمنية في لبنان على المدنيين السوريين الموجودين في لبنان والتي تخلق بدورها مشاكل إضافية، لبنان في غنى عنها في ظل الظروف الراهنة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com