انتخابات 2020 في السودان.. هل تنجح التحالفات السياسية في إسقاط البشير؟‎
انتخابات 2020 في السودان.. هل تنجح التحالفات السياسية في إسقاط البشير؟‎انتخابات 2020 في السودان.. هل تنجح التحالفات السياسية في إسقاط البشير؟‎

انتخابات 2020 في السودان.. هل تنجح التحالفات السياسية في إسقاط البشير؟‎

مع تصاعد موجة الحديث عن احتمال قيام تحالفات سياسية عريضة لمواجهة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان خلال الانتخابات المزمع إجراؤها في العام 2020، بدأت التساؤلات تطرح حول إمكانية نجاح هذه التحالفات في إسقاط الرئيس عمر البشير عن كرسي الحكم المتربع عليه منذ ما يقارب 30 عامًا.

وكان أُعلن في الخرطوم قبل أيام عن قيام تحالف باسم "تحالف 2020"، بقيادة حزب "الإصلاح الآن"، بموازاة إعلان الحزب الحاكم عن قيادة حملة كبرى خلال الأيام المقبلة استعدادًا للانتخابات.

وتحتفظ ذاكرة الحركة السياسية في السودان بقيام عدد من التحالفات الانتخابية في فترات سابقة، أبرزها التفاف المعارضة السودانية حول عدد من المرشحين للرئاسة في مواجهة، المشير عمر البشير، خلال انتخابات العام 2010م.

السودان يحتاج إلى تحالفات

ويؤكد المحلل السياسي البروفيسور حسن مكي محمد أحمد، المدير السابق لجامعة أفريقيا العالمية في السودان، أنّ "التحالفات السياسية مطلوبة في المرحلة المقبلة لأن الآحاد لا تقدم ولا تؤخر".

وقال مكي لـ"إرم نيوز" إنّ "السودان يحتاج إلى تحالفات على مستوى المعارضة، وعلى مستوى الحكومة، بجانب تجديد القيادات وتوسيع الحريات، خاصة أن الناس شبعوا من التلاعب بالعواطف والشعارات الدينية".

وأضاف:"هناك 8 ملايين عائلة في السودان تعيد النظر والتفكير والتقديرات، لأن القضايا دخلت مرحلة صعبة، وهم يفكرون في مستقبل البلاد، وزيادة الدخل، وتشغيل الأبناء، ويفكرون فيما إذا كانت المنظمات العاملة في الحكومة قادرة على معالجة قضايا تدني الجنيه السوداني وغيرها، وهياكل الدولة صدئت وهل يمكن تجديدها؟".

ويخلص إلى أنّه "من الطبيعي أن تكون هنالك تحالفات في المرحلة المقبلة".

ويرى البروفيسور مكي أنّ مسألة النجاح من عدمه هي "أمر نسبي"، قائلًا إنّ "النجاح نسبي بالنظر إلى التحالفات في السودان، فقبل الاستقلال كان الاتحاديون مجموعة تحالفات، وحزب الأمة نفسه كان عبارة عن تحالفات، وحتى أن الشيوعيين كانت نجاحاتهم تحت مظلة الجبهة الديمقراطية، والإسلاميون نجحوا في الجبهات كجبهة الميثاق، والجبهة الإسلامية وغير ذلك من المسميات، وهي تحالفات".

تحدٍ كبير

من جهته يعتقد المحلل السياسي، البروفيسور حسن الساعوري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية، أنّ "التحالفات المحتملة للقوى السياسية في انتخابات 2020 ستلقى مصير التحالفات السابقة غالبًا".

وقال الساعوري إنّ "فشل التحالفات السياسية السابقة في السودان يعود لسببين أساسيين يندرجان في عدم وجود برنامج مشترك والذي يتحول لسياسات وقوانين في كافة المجالات وليس شعارات، بجانب غياب المؤسسية داخل التحالف والذي يمثل تحديًا كبيرًا، وبالتالي لابد من وجود رئيس لا ينفرد بإصدار القرارات ويتعاون مع المكتب التنفيذي".

ونوه الساعوري إلى أنّ "عدم الاهتمام بالقواعد الديمقراطية داخل التحالفات يسبب عائقًا كبيرًا، وأكد أن الديمقراطية هي القاعدة الأم لأنها الآلية الوحيدة المقبولة في القرارات".

ودشن، الأربعاء الماضي، رسميًا، نشاط تحالف (قوى 2020) والذي يضم 28 حزبًا وحركة، حيث أعلن التحالف استعداده لمواجهة استحقاقات العملية السياسية الأهم في 2020م.

مبادئ ومصالح عليا

وقال غازي الدين العتباني، رئيس حزب "الإصلاح الآن"، إنّ "من أهم مبادئ التحالف الحقوق على المواطنة، وبسط الحريات دون تمييز، وإرساء نظام حكم ديمقراطي فيدرالي تتأكد فيه استقلالية وحيادية مؤسسات الدولة، وتأسيس العلاقات الخارجية بتوازن بين المبادئ والمصالح العليا للسودان، واستشعار ثقل المسؤولية المضاعفة في جعل السودان واحة للسلام والازدهار".

وتمنّى العتباني أنّ "يحدث التحالف طفرة في العلاقات بين مكونات الحركة السياسية، بما يعين على تحقيق واحد من أهم أهدافها، وهو توحيد الجبهة الداخلية، وتعزيز الثقة بين مكونات الشعب السوداني المختلفة".

وقال إنّ "منهج التحالف هذه المرة المبادرة والاقتحام، وفرض الرقابة على العملية التشريعية، للتأكد من أن البنية التشريعية والإجرائية قد استوفت الحد الأدنى المطلوب لقيام انتخابات متوسطة".

 وأشار إلى أنّ "انخراط التحالف في الإعداد لانتخابات 2020م لا يمنح صكًا بالبراءة لأحد، ولا شهادة صحة وعافية مسبقة لانتخابات مشبوهة"، مضيفًا:"نحن فقط نعطي أنفسنا فرصة الاختيار على علم ومشاهدة"، مؤكدًا "استعدادهم للمشاركة في الانتخابات".

وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أعلن الأربعاء أيضًا، قيادة حملة كبرى خلال الأيام المقبلة استعدادًا لانتخابات 2020، ووجَّه وزراء الحزب السابقين بالانخراط في التنظيم والمشاركة في حملة إعادة البناء وصولاً للمؤتمر العام للحزب الذي ينعقد العام المقبل.

وناقش نائب رئيس الحزب، فيصل حسن إبراهيم، مساعد رئيس الجمهورية، خلال تنوير لوزراء الحزب الحاليين والسابقين الترتيبات للانتخابات المقبلة، واستعداد الحزب لها، إلى جانب قضايا أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com