واشنطن تحدد آلية لتصنيف المعارضة السورية
واشنطن تحدد آلية لتصنيف المعارضة السوريةواشنطن تحدد آلية لتصنيف المعارضة السورية

واشنطن تحدد آلية لتصنيف المعارضة السورية

وضعت الإدارة الأمريكية آلية لتحديد قوى وفصائل المعارضة السورية التي يمكن أن تُصنف كقوى معارضة معتدلة، يمكن دعمها والتعاون معها.



وقال مصدر دبلوماسي لشبكة "إرم" الإخبارية، إن المواجهة مع تنظيم داعش ستكون ميدان الاختبار لهذا التصنيف.

وأشار المصدر إلى أن قوى التحالف تعطي الأولوية حالياً للتصدي للقوى المتطرفة، التي"لعبت دوراً تخريبياً أعاق المعارضة السورية عن القيام بمسؤوليتها المفترضة وشوه صورتها وأفقدها مصداقيتها".

وذكر الدبلوماسي الأمريكي أن مساعدة الأكراد السوريين في التصدي لداعش في كوباني يمكن أن تكون سابقة يقاس عليها، في مناطق أخرى من سوريا، وأنه إذا نجح الأكراد في دحر المتطرفين الإسلاميين، فإنهم سيشكلون قوة معارضة يمكن الاعتماد عليها والتعامل معها كمكون مقبول من مكونات المعارضة وبالتالي تقديم الدعم العسكري واللوجستي لها.

وأوضح المصدر الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن مناطق أخرى في سوريا تخضع لتهديد الجماعات المتطرفة، وقد تجد نفسها في موقف مماثل للموقف الذي تعيشه كوباني ومناطق كردية أخرى.

وأشار في هذا الصدد إلى المناطق الشرقية من سوريا، والتي باتت تشكل عمقا استراتيجيا لعمليات داعش في العراق ومصدر إمداد لها.

ويقول الدبلوماسي الأمريكي إن تكوين معارضة سورية ذات مصداقية لن يكون هدفه حسم الخلاف مع النظام السوري عسكرياً، لكنه أمر حيوي لتسهيل الوصول إلى تسوية سياسية مقبولة للأزمة السورية.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية أدركت بعد تجربة مؤتمر جينيف، أن تركيبة المعارضة وإمكانياتها أضعف من أن تنجز اتفاقا سياسيا مقبولا، كما أنها لا تتمتع بالمصداقية التي تؤهلها لإبرام تسوية سياسية مستقرة.

ولخص الدبلوماسي تصريحاته بالقول: "نريد أن نضع الحصان أمام العربة، فالتسليح ودعم إمكانيات المعارضة، يتحدد في ضوء قدرتها على التصدي للمتطرفين أولاً، وحتى تكون هناك معارضة منسجمة ولها أهداف جامعة وأجندة موحدة في تعاملها السياسي مع النظام السوري مستقبلاً.

وأشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن إشراك المعارضة السورية في المواجهة مع المتطرفين، يختلف عن المواجهات السابقة التي جرت بين فصائل المعارضة السورية المختلفة.

وقال: هناك فرق بين ما يمكن اعتباره تصفية حسابات حزبية وتنظيمية وبين ما هو عمل منظم يهدف إلى تنقية فريق المعارضة من الشوائب التي علقت بها".

وقال: "نحن نعلم مثلا أن ثمة خلافات بين جبهة النصرة وتنظيم داعش إلا أن هذه الخلافات هي من قبيل التنافس التنظيمي واقتسام النفوذ وبالتالي فإن التحالف لا يمكن أن يأخذ موقفا في مثل هذه الخلافات ولا يمكن أن يدعم أي من الاطراف المتورطة فيها".

وحول مدى تأثير إعطاء الأولوية لقتال داعش على جهود إسقاط النظام السوري، قال الدبلوماسي الأمريكي إن تجربة السنوات الثلاث الماضية أثبتت أن الحرب على النظام في ظل هذا التشتت الذي تعيشه المعارضة لن يؤدي إلى أي نتيجة، وأن"أفضل طريقة هو بناء معارضة منسجمة وذات مصداقية وفعالية، وأن مثل هذا الهدف لن يتحقق ما دامت تنظيمات داعش والنصرة هي التي تشكل صورة المعارضة وتحدد خياراتها".

وحول الحدود التي يمكن لواشنطن أن تدعم فيها القوى التي سينظر لها على أنها قوى معارضة معتدلة، قال الدبلوماسي الأمريكي إن العمل الميداني هو من سيحدد حجم ونوعية الدعم.

وأضاف: "لدينا تجارب دعم سابقة غير مشجعة وسنكون حذرين في دعم مجموعات لا نستطيع الوثوق بمصداقيتها".

وختم الدبلوماسي الأمريكي قوله بأن نجاح قوى المعارضة المعتدلة في تنظيف صفوفها من المتطرفين سيجعل منها قوى شريكة في إعادة الاستقرار لسوريا، وبالتالي ستسحب هذه القوى البساط من تحت أقدام النظام السوري الذي طالما كان يزعم أنه الجهة الوحيدة التي تتطلع لأمن واستقرار سوريا، مضيفاً أن ذلك سيسهم أيضا في بناء مناطق آمنة يمكن للتحالف المشاركة في توفير الحماية لها وتأمين ما تحتاجه المعارضة فيها من دعم لوجستي وتدريب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com